الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فرجان «الاتحاد»

فرجان «الاتحاد»
9 أغسطس 2021 00:10

تقدم «الاتحاد» كل أسبوع عبر صفحاتها مادة ثرية حول الفرجان في زمنها القديم وفي وقتنا الحالي، وتطل «الاتحاد» عبر تلك الصفحات على أماكن عديدة تحمل عبق الماضي في ثوب الحاضر، وشكل المستقبل في لوحات فنية تتهيأ لاستقباله بكل حب، ورغبة في امتطاء الزمن نحو الأجمل والأكثر إشعاعا ً في مسيرة تمتد من خمسين عاماً لخمسين أخرى من عمر هذا الوطن الغالي، ستكون تلك الفرجان شاهدة على ماضيها، وآثارها، وناسها، ومجتمعها، بكل ما تحمله من ألق اللحظة، وتطلع الزمن، وارتقاب الحياة بتفاصيلها الجميلة المُشتهاة.
فرجان «الاتحاد» هي حياة اجتماعية ناطقة، عبر صفحات تملك لغة الإشباع البصري والنفسي، تأخذك بوعي اللحظة إلى حيث الذاكرة المتّقدة بكل شيء، حتى كلمة فرجان، وحارة، هي في الحقيقة ذاكرة حيّة نتناقلها فتتحرك معنا عبر الزمن، رغم ما تشهده الدولة من تطور عمراني، ومن مبانٍ تعانق السماء في فرح، وننظر لها ونتعايش مع جمالياتها وأشكالها المتعددة في دهشة تلف البصر، وتغلّف القلوب بالسعادة.
في الفرجان وعبر ما تستعيده الذاكرة وهي تتصفح «الاتحاد» تطلعُ لك تلك الجارة الوقورة، وذاك الجار المؤتمن، والصديق الوفي، والساعات التي تقضيها وأنت تستعيد حكايات الأمهات، وخراريف الجدّات، واجتهاد الكبار في العمل لتوفير الحياة الجميلة المستقرة، هناك عند استدعاء الذاكرة وإيقاظ غفوة الحنين، وتهجئة الشجن تجد أنك تأخذ هذه الصفحات نحوك، تُمعنُ النظر إليها رغم اختلاف الزمن، وتزاوج التفاصيل في المكان.
في الفرجان نشأنا وكبُرنا، تعلّمنا القيم والمبادئ والعادات والتقاليد الاجتماعية التي سوّرتنا بالجميل من الأشياء التي نُحب، برّ الآباء والأمهات، احترام الكبار، العطف ُ على الصغار، المشاركة في المناسبات، معايشة، حالات الحب الصادقة بين أفراد المجتمع، التعاضد، التعاون، السّنع ونظام التربية السليمة، الحياة الهادئة الوادعة بعيداً عن زحمة الزمن، واكتظاظ الساعات بالعمل الطويل الذي أخذنا اليوم من طبيعتنا، وحاجتنا للركون إلى شيء من الهدأة التي تأخذنا نحونا بصبرٍ وأناة.
كانت الأجواء في الفرجان تتوشح بالفرح، وتتسامى بالمواقف الإنسانية النبيلة وإن اختلفت طبيعة المكان سواء أكان ساحلياً أم صحراوياً، زراعياً، أو ماضياً نحو المدنية في امتزاج ٍ وتناغمٍ أخّاذ يُشعركَ بعفوية الانتقال من حالة إلى أخرى، رائحة البداوة تتواشج وعطر الساحل، يتعانق البر والبحر في إنسانه وتفاصيله الصغيرة الأثيرة، تلك التي نشتاقها ونتوق لها جداً في زمن ٍ تغيّرت ملامحه، وتآكلت بعض جدرانه الداخلية، في الفرجان عشنا أجمل أيامنا، تلك التي ترصد صفحات «الاتحاد» بعضها بكل إتقانٍ وشفافية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©