الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الصحفيون في الأرض.. نضال من أجل الحقيقة

أصدقاء وعائلة الصحفي الفرنسي المختطف بمالي خلال مسيرة في باماكو للمطالبة بإنقاذه من أيدي الإرهابيين (أ ف ب)
31 يوليو 2021 02:40

نيويورك (الاتحاد)

 يتساقط الصحفيون كالفراشات التي كلما حاولت الاقتراب من ضوء الحقيقة، زاد الخطر، حتى صارت الحياة على المحك. ومع ذلك، فهم -الصحفيون- يواصلون السعي بلا كلل ولا ملل من أجل الحقيقة، حتى صارت المهنة، تبدو كما لو أنها عمل انتحاري بامتياز. وفي الأيام الماضية، تساقط أكثر من صحفي بالرصاص والخطف أو بالضرب أو بهم جميعاً، بل إن رئيس تحرير تم طرده، لأنه لم «يثبت» أنه صحفي، مع أنه ملء السمع والبصر. والأمر لا يقتصر فقط على دول العالم الثالث.. بل حتى في قلب أوروبا.. الصحفيون لا يسلمون من الخطر.

  • جمهور حاشد يضع باقات الزهور في المكان الذي تعرض فيه الصحفي المتخصص في تغطية الجرائم بهولندا بيتر ار دي فريس لإطلاق النار من مسلحين مجهولين في أمستردام.
    جمهور حاشد يضع باقات الزهور في المكان الذي تعرض فيه الصحفي المتخصص في تغطية الجرائم بهولندا بيتر ار دي فريس لإطلاق النار من مسلحين مجهولين في أمستردام.

ففي أمستردام ودع المواطنون الهولنديون  الصحفي البارز في تغطية الجريمة بيتر ار دي فريس،  بعدما توفي متأثراً بجراحه عقب إطلاق النار عليه مطلع الشهر وسط أمستردام فور أن غادر استوديو تلفزيونياً.
وكان دي فريس يظهر بصورة اعتيادية في المحاكم بصفته متحدثاً عن ضحايا أو شهود عيان بالمحاكمات. وقيل إن عصابات الجريمة المنظمة، خاصة بارونات المخدرات، وراء إطلاق النار عليه. 

  • دانيش صديقي الصحفي بوكالة رويترز راح ضحية الاشتباكات بين طالبان والقوات الأفغانية (أ ف ب)
    دانيش صديقي الصحفي بوكالة رويترز راح ضحية الاشتباكات بين طالبان والقوات الأفغانية (أ ف ب)

وفي نيودلهي شيع المئات جثمان دانيش صديقي الصحفي بوكالة رويترز الذي قتل خلال تغطية الاشتباكات في أفغانستان بين القوات الحكومية وعناصر طالبان قرب الحدود مع باكستان. وقد تم تشييع جثمانه في مسجد جامعة الجمعية الإسلامية بنيودلهي، بحضور حشد غفير.

  • أصدقاء وعائلة الصحفي الفرنسي المختطف بمالي خلال مسيرة في باماكو للمطالبة بإنقاذه من أيدي الإرهابيين (أ ف ب)
    أصدقاء وعائلة الصحفي الفرنسي المختطف بمالي خلال مسيرة في باماكو للمطالبة بإنقاذه من أيدي الإرهابيين (أ ف ب)

وفي باماكو تجمع المئات من عائلة وأصدقاء الصحفي الفرنسي أوليفييه ديبوا، ضمن مسيرة بالعاصمة المالية للتضامن معه في محنة اختطافه. وقد اختفى ديبوا الذي يعمل مراسلاً لمجلة «لوبوان» في شمال مالي منذ أبريل الماضي، ثم ظهر في مقطع فيديو قبل أيام وهو يناشد السلطات الفرنسية لتحريره من مختطفيه، قائلاً إنهم متشددون في مدينة جاو بشمال مالي.
وفي المقطع المصور، أكد الصحفي الفرنسي أنه تم اختطافه من قبل الجماعة المتشددة. وقال: «أنا أوليفييه ديبوا. أنا فرنسي. خطفني تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا في جاو في الثامن من أبريل». يأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد الإحصائيات الرسمية أنه حتى في بلد مثل ألمانيا زادت أعداد الجرائم ذات الدوافع السياسية ضد وسائل الإعلام والصحفيين. وباعتراف وزارة الداخلية نفسها، بلغ عدد هذا النوع من الجرائم 86 جريمة في الفترة ما بين 2016 و2020 بولاية سكسونيا في شرق البلاد.
وقالت كيرستين كوديتس المختصة بشؤون السياسة الداخلية في حزب اليسار خلال هذا الشهر إن المشكلة اتسع نطاقها وأصبح من غير الممكن الحديث عن حالات فردية، وشكت من عدم توقيع عقاب على العديد من مرتكبي هذه الجرائم وعدم نجاح السلطات حتى الآن في توفير حماية فاعلة للعاملين في قطاع الإعلام. وأضافت كوديتس أنها تتوقع أن هناك عدداً كبيراً غير معلن من هذه الجرائم إلى جانب الأعداد الرسمية.

  • خلال إحياء ذكرى الصحفي بافيل شيرميتس بكييف (أ ف ب)
    خلال إحياء ذكرى الصحفي بافيل شيرميتس بكييف (أ ف ب)

وفي كييف، أحيا العشرات الذكرى الخامسة لاغتيال الصحفي بافيل شيرميتس، الذي قتل لدى انفجار سيارته قبل خمسة أعوام في العاصمة الأوكرانية. وكان شيرميتس -44 عاماً- يكتب عمود رأي في صحيفة أوكرانيسكا برافدا، وهو يحمل جنسية روسيا وروسيا البيضاء، عندما انفجرت سيارته وسط كييف عام 2016 في ظروف غامضة لم تستطع السلطات هناك حتى الآن فك أسرارها.

  • الصحفي المكسيكي دانييل ليزاراجا تم طرده  لأنه فشل في أن يثبت أنه «صحفي»
    الصحفي المكسيكي دانييل ليزاراجا تم طرده لأنه فشل في أن يثبت أنه «صحفي»

وفي السلفادور، طردت السلطات الصحفي المكسيكي البارز دانييل ليزاراجا رئيس تحرير المنصة الإخبارية الرقمية الأكثر شهرة El Faro، قائلة إن الصحفي المكسيكي الشهير لم يتمكن من إثبات هويته الصحفية، حسبما قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية. وكتبت El Faro في افتتاحيتها إن الصحفي المكسيكي لم يحصل على تصريح عمل بسبب «عدم قدرته على إثبات أنه رئيس تحرير أو صحفي».
وهكذا يبدو الصحفيون مطاردين حتى الموت في شتى بقاع الأرض، لا يختلف مصيرهم أحياناً بين الشرق أو الغرب. فهم أسهل الصيد وأيسره.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©