الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المرجان بريق الأعماق

صالح الظهوري أثناء تقييم حالة المرجان (الصور من المصدر)
30 يوليو 2021 05:00

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

بعد الأحداث المناخية التي شهدتها المنطقة، كإعصار جونو والمد الأحمر، وغيرها من التأثيرات الأخرى، والتي تسببت في أضرار كبيرة للبيئة البحرية، تضاعف شعور الغواص صالح الظهوري بالمسؤولية تجاه الحياة البحرية، مما دفعه لتنمية مهاراته الميدانية من خلال القراءة والبحث في الكتب والمواقع المتخصصة والاستعانة بالخبرات الموجودة بالدولة، مما جعله يكتسب خبرة كبيرة في مجال استزراع وتقييم المرجان.
 بعد ذلك قام الظهوري بتدريب وتخريج العشرات من المتدربين في ما يخص علوم البيئة البحرية، وتقييم ومسح المرجان، وطرق الاستزراع، والتعرف على بعض أنواع المرجان والأدوات المستخدمة.
 مبادراته ساهمت في تأسيس جيل واعٍ ومطلع على أهمية المرجان وفوائده للحياة البحرية. 

حماية البيئة
صالح الظهوري من شباب الوطن الذين أخذوا على عاتقهم حماية البيئة البحرية، حيث يعمل على تقييم حالة المرجان بمنطقة الفجيرة، بهدف جمع أكبر قدر من المعلومات حول المتغيرات التي تطرأ على المرجان بالمنطقة، وامتلك خبرة واسعة في تمكين مجموعة من الشباب والشابات بهدف رفد المجتمع بخبرات قادرة على تطبيق مسوحات على الشعب المرجانية وجمع بيانات وتحليلها للوصول إلى نتائج تتعلق بصحة وسلامة البيئة البحرية في المواقع المستهدفة.
أورد الظهوري مدرب غوص ومدرب في علوم البيئة البحرية وناشط بيئي في كل ما يخص البيئة البحرية، أنه يعمل على تقييم ومسح المرجان، متطوع معتمد على التمويل الذاتي، محب للبيئة البحرية والحفاظ عليها، أنه قام بتخريج العشرات من الأشخاص في علوم البيئة البحرية بالطرق والأدوات المستخدمة في هذا المجال، لافتاً إلى أن نشأته بالقرب من البحر جعلته يفكر في الحفاظ على ثروته، مؤكداً أنه ورث حب البحر من أجداده.

علوم البيئة
لامتلاكه العديد من الخبرات أصبح الظهوري مدرباً في علوم البيئة البحرية في منظمة ناوي الدولية، كما أنه حاصل على رخصة تقييم المرجان من منظمة «ريف شيك» إلى جانب اجتهادات شخصية ميدانية بدراسة أنواع معينة من المرجان، كما أنه أصبح مرجعاً لبعض  المهتمين بهذا المجال من داخل الدولة وخارجها، حيث يتواصلون معه لتبادل المعلومات والأفكار حول استزراع المرجان وتقييمه، موضحاً أنه حالياً يقوم بمسح بعض الأماكن في المنطقة الشرقية للدولة للتعرف على بعض الأنواع وتكوين حصيلة جيدة من المعرفة. 

دراسة المرجان
وحول عملية تقييم المرجان قال: إن الموضوع يتعلق بدراسة المرجان والبيئة المحيطة به في منطقة ما خلال فترات معينة، للتعرف على التغيرات التي تحدث وفق المعطيات والنتائج لنوع معين أو أنواع متعددة خلال فترة معينة، من أجل الوصول لنتائج أو حلول أو معرفة سبب مشكلة ما، ويعتبر التقييم مرجعاً شخصياً أو يوفر المعلومات المطلوبة للجامعات أو للجهات المعنية أو عند حدوث مشكلة بيئية.

أشكال وأنواع
وبالحديث عن فوائد المرجان الذي يتواجد بأشكال وأنواع مختلفة ووفرة بالمنطقة الشرقية في إمارة الفجيرة ومدينة خورفكان بسبب توفر البيئة المناسبة للنمو، أشار إلى أن له أهمية غذائية واقتصادية كبيرة، فهو الغذاء وهو السكن والأمان للكائنات البحرية، ويعتبر أهم محور في سلسلة النظام الغذائي في البحر، ومصدر جذب للغواصين، مما يساهم في انتعاش مراكز الغوص والفنادق والمواصلات وغيرها، كما أنه يساهم في تنوع وزيادة الثروة السمكية، حيث إن اختفاء المرجان يعني اختفاء الحياة البحرية. وأوضح أن المرجان يتعرض للعديد من الأضرار بسبب التلوث وبعض الظواهر الطبيعية، إلا أن أكثر الملوثات وأخطرها على المرجان في العالم، تلك الناتجة عن تصرف وسلوكيات البشر، والتي تتسبب فيها المصانع والمصارف الصحية والقمامة والصيد الجائر وردم الشواطئ والكثير من السلوكيات الخاطئة. 

تعزيز التوعية
لا يقتصر دور الظهوري على التدريب، إنما يعمل أيضاً على تعزيز التوعية، إذ قال: «من بين اهتماماتي توعية الغواصين والصيادين وجميع مرتادي البحر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على شكل صور وفيديوهات مؤثرة تبين للآخرين أهمية المرجان للحياة البحرية وغير البحرية، وأثناء الدورات الخاصة بالغوص يتم تخصيص جزء معين بالدورة بالتعريف بأهمية المرجان، ومن خلال عمليات التقييم المستمرة وملاحظة التغيرات بين فترة وأخرى، وإبلاغ الجهات المعنية عن حدوث مشكلة ما، وهناك جهات مختصة لوضع حلول لبعض المشاكل العالمية 

العنصر النسائي
حول مساهمة المرأة في حماية البيئة البحرية، أشار الظهوري إلى أن العنصر النسائي له دور كبير ومساهمات كثيرة كمتطوعات أو من خلال العمل الإداري، مؤكداً أن من بين أهدافه تدريب جيل يتوفر على معرفة عالية في الاستزراع وتقييم المرجان وله باع طويل في تقييم المرجان وتجارب وخبرات ميدانية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©