السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لندن مع دموع الأطفال

لندن مع دموع الأطفال
27 يوليو 2021 03:00

قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء، ولكنه يصف حالة وقصة طريفة حصلت لي قبل زيارتي لأول مرة إلى مدينة لندن، المعشوقة الجميلة التي أعرفها بطريقة تختلف عن الآخرين، فهي بالنسبة لي هي ليست مدينة جامدة باردة كئيبة – كما يردد البعض – وقد أفردت لها ثلاث مقالات مختلفة لوصفها بطريقة تعكس انطباعاً حقيقياً، نعود لقصتنا، كيف سافرت؟ ولماذا واكبت الدموع رحلتي الأولى؟
في صيف عام 2004 عقدت العزم على اصطحاب أبنائي ووالدتي الغالية في رحلة سياحية خارجية، وقررنا السفر إلى سريلانكا ومنها إلى تايلاند في رحلة لمدة أسبوعين، وسافرت إلى البحرين في زيارة قصيرة حيث بدأت الرحلة من هناك. وتم التجهيز لكل الأمور مع المكاتب السياحية – حيث لم يكن بذخ المواقع الإلكترونية والحجوزات مثل يومنا هذا – وفي يوم السفر، استعد أبنائي -والتي كانت أكبرهم ابنتي أليازية بعمر الـ 6 سنوات- للانطلاق، وكنت بانتظار السيارة التي ستقلني للمطار بعد ساعة واحدة، عندها رن هاتفي معلناً اتصال صديق من العمل، وكان الحوار كالتالي:
سلطان: كيف حالك بو يوسف وين دارك؟
أنا: الله يسلمك يا صديقي، خبرني ليش الاتصال المفاجئ
سلطان: بو يوسف، محتاج ترسل لي جوازك الأصلي لأن تم اختيارك للسفر ضمن وفد إلى لندن والرحلة بعد 4 أيام ونحتاج نستخرج لك تأشيرة.
كما يقول المؤلفون: ارتعشت سماعة الهاتف (مع أنه هاتف متحرك) بين يدي وألجمت المفاجأة لساني، كيف؟ الآن؟ ونحن على بعد ساعات من رحلتنا، وقد يقول بعضكم كان يجب عليك الاعتذار وإكمال الرحلة ولكن هناك سببان لاستحالة الاعتذار، أولهما أنني ملزم بحكم وظيفتي بإطاعة مثل هذه الطلبات، والأمر الآخر هو أهمية مثل هذه المهمات بالنسبة لي من الناحية العملية والوظيفية، وصراحة وافقت على المهمة من دون تردد بعد أن عرفت تفاصيلها.
كان التحدي الأكبر هو كيف أخبر عائلتي وأبنائي المتطلعين لهذه الرحلة التي خططنا لها مطولاً؟ حيث البرامج جاهزة، كان الأمر سهلاً على زوجتي ووالدتي اللتين تفهمتا الموقف، أما أبنائي فجال في خاطري أمر تعويضي سريع وكان السؤال: أين أستطيع أن أسافر الآن باستخدام بطاقتي الشخصية – لأنني سأرسل جواز السفر للتأشيرة، فأتت الكويت في خاطري وقمت بالحجز السريع وتوجهت إلى الكويت لمدة 3 أيام كنوع من التعويض، ولكن أي تعويض؟ فقد أخذتهم إلى الكويت في شهر أغسطس ولكم تصور الأجواء، وانطلقت بعدها في رحلة قد أتحدث عنها لاحقاً، تصاحبني دموع أطفالي مع وعدي لهم بالتعويض في أسرع مناسبة.
موقف صعب، من مواقف السفر الكثيرة، وهي من الرحلات القليلة التي ركبت فيها الطائرة وفي قلبي غصة على حزن أبنائي، وأعتقد أنها كانت السبب الذي جعلني أعوض لهم هذه السفرة بسفرات عدة، وما زلت أعوضهم، فيا لها من غصة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©