الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

جائحة «الأخبار المزيفة» تزيد خطر «كورونا»

جائحة «الأخبار المزيفة» تزيد خطر «كورونا»
24 يوليو 2021 02:20

واشنطن (الاتحاد)

يربط كثيرون بين تزايد تفشي فيروس كورونا وانتشار شبكات الجيل الخامس من الهواتف الذكية. فكثير من البيانات والمعلومات والأخبار المغلوطة تنتشر بين الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي صارت بفضل التقنيات الجديدة، شديدة الفعالية والتأثير.. بعض ما يتم تداوله ينصح مثلاً بوضع نصف بصلة في أحد أركان المنزل لالتقاط كوفيد-19. بعضها الآخر يتحدث مثلاً عن أن الشمس تحمي من الفيروس.
هذه القصص الإخبارية المزيفة ومثلها كثير جداً يمكن بسهولة التعرف عليه في السوشيال ميديا من كثرة رواجه وتداوله بسرعة كبيرة، وهو ما يمثل عامل خطر حقيقياً يزيد من خطورة الجائحة نفسها.
وقد كانت هذه التقارير المضللة من الضخامة بحيث أسمتها السلطات في الولايات المتحدة «جائحة معلوماتية».
وبالطبع لا تعد الأخبار المزيفة ظاهرة جديدة نراها للمرة الأولى. هذا صحيح، لكن المشكلة كما يقول موقع «نيمان لاب» أن الاهتمام بها تضاعف بشدة في السنوات الأخيرة، بالتزامن مع صعود وسائل التواصل الاجتماعي. 
بدأ الخبراء يلحظون تأثيرها في عام 2016 وسط المخاوف بشأن استفتاء البريكسيت، وبمناسبة الانتخابات الأميركية الرئاسية التي ظللتها غمامة الأخبار والمعلومات المضللة.
ويقول خبراء: إن لـ fake news تأثيراً كبيراً على سلوك الناس.. على سبيل المثال يقال إن لمثل هذه الأخبار المضللة تأثيراً كبيراً على مدى استعداد الناس لارتداء أقنعة الوجه كإجراء احترازي من فيروس كورونا، أو حتى الحصول على التطعيم، أو الالتزام بالإجراءات الوقائية الأخرى.. والمفاجأة أنه ليس ثمة دراسة بحثية بشـأن هذا الافتراض.. لذلك قرر صحفيون في «نيمان لاب» قياس مدى تأثير الأخبار الكاذبة على سلوك الناس.
 وجند الموقع في مايو 2020 أكثر من 4500 شخص للمشاركة في دراسة عبر الإنترنت من خلال موقع إخباري أيرلندي اسمه جورنال.أي إي. وتم إبلاغ المشاركين بأن الهدف من الدراسة هو التحقق من ردود الأفعال بشأن عدد من الرسائل الخاصة بالصحة العامة والقصص الإخبارية ذات الصلة بتفشي فيروس كورونا.
وقد تم اطلاع كل شخص على أربع قصص إخبارية حقيقية واثنتين مزيفتين (جرى اختيارها من قائمة تضم 4 قصص مزيفة) بشأن الجائحة. وتم انتقاء القصص المزيفة بحيث تبدو شبيهة تماما بما هو متداول على السوشيال ميديا في ذلك الوقت. 
تتحدث هذه القصص عن أن شرب القهوة ربما يحمي من الفيروس، وأن تناول الفلفل الحار ربما يقلل أعراض كوفيد-19، وأن شركات الأدوية تخفي عن الناس حقيقة الأعراض الجانبية الخطيرة للتطعيمات، وأن التطبيق الجديد الذي تنوي وزارة الصحة الأيرلندية إتاحته للمستخدمين من أجل تتبع حركتهم من تصميم خبراء على صلة بشركة كمبردج أناليتيكا المتورطة في قضية شهيرة خاصة باستغلال بيانات المستخدمين..وتم توجيه أسئلة للمشاركين عن طبيعة تصرفاتهم وسلوكهم خلال الأشهر المقبلة، بناء على ما طالعوه من قصص إخبارية بهذا الشأن.. بمعنى، هل سيشربون مزيدا من القهوة، أو سيقومون بتحميل التطبيق الجديد.
ووجد الباحثون أن القصص المزيفة غيرت بالفعل سلوك المشاركين، لكن ليس بدرجة خطيرة.. على سبيل المثال القراء الذين طالعوا القصة المزيفة بشأن التطبيق الجديد ومخاطره على البيانات الشخصية، كانوا أقل استعداداً من الذين لم يقرؤوا هذه القصة، لتحميل التطبيق، بنسبة 5 في المئة. ومع أن التغيرات في السلوك كانت بسيطة ولم تحدث مع كل قصة صحفية مزيفة تم قراءتها، إلا أنه حتى التأثيرات البسيطة يمكن أن تحدث تغيرات كبيرة.. على سبيل المثال أدت المخاوف التي بلا أساس من التطعيم الثلاثي (ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) وتأثيراته على إصابة الأطفال بمرض التوحد، أدت إلى تراجع بسيط في عدد الأطفال الذي يجري تطعيمهم بنسبة عشرة في المئة، ما أدى إلى ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالحصبة بين الأطفال.. وخلص الباحثون إلى أنه حتى لو كان للأخبار المزيفة تأثيرات مباشرة بسيطة، إلا أنها قد تؤدي إلى نتائج خطيرة بالنسبة لصحة الناس.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©