السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«فوالة» عصرية

كرم الضيافة المحليّة بتصاميم فنية (من المصدر)
23 يوليو 2021 01:40

خولة علي (دبي)

«فوالة العيد»، مفهوم لكرم الضيافة العربية، وسِمة متأصِّلة في الثقافة والقيَم المحليّة، اعتادت البيوت منذ القِدم إعدادها وتجهيزها احتفاءً بالمهنِّئين، باسطة سفرتها بالمأكولات الشعبية، والتي لا تُرفع طوال أيام العيد عن مائدة المجالس. ومع تقديمها، تمتزج رائحة العود بعبَق القهوة العربية في تقليد ينتشر بين الأجيال، حيث تحرص العائلات في الإمارات حتى اليوم على تنسيقها بالأطباق المتنوِّعة والمتجدِّدة، ليبتهج بها الجميع. 
تحدّثت مريم الشبلي، المتخصِّصة في فنون الضيافة، عن فرحة العيد معتبرة أنها تكتمل بـ «الفوالة»، إذ قبل أن تكون عادة متوارثة فهي عبادة بالدرجة الأولى، وقد حثّ عليها الدين الإسلامي بالدعوة لإكرام الضيف والتعجيل في ضيافته، وتقديم الطعام له. 
وأشارت إلى أن الضيافة من مكارم الأخلاق التي ما زلنا نمارسها في علاقاتنا، وأنه لا يمكن التهاون بها، لما تتركه من أثر جميل في النفوس، والتعريف بالثقافات الأخرى بالعادات النبيلة التي تتمتّع بها الشعوب العربية والإسلامية. وبالرغم من بساطة «فوالة العيد» قديماً، إلا أنها كانت غنيّة بكرم الأهالي الذين اعتادوا فتح مجالسهم حتى للغريب وعابر السبيل.

موائد مَحبة
أضافت: مجال تنسيق الضيافة اتّخذ في الوقت الحالي حيزاً واسعاً من اهتمام الأفراد، نظراً لمدلولاته الاجتماعية في المنطقة، خصوصاً «فوالة العيد»، التي أصبحت أكثر ثراءً وتنوّعاً. واعتبرت أن الاحتفال بسفرة العيد يمنح هذه المناسبة نوعاً من التجدّد والخروج عن الإطار التقليدي، لجلب البهجة إلى أفراد الأسرة.
وأوضحت أن طاولات الطعام تنوّعت في شكلها وحجمها ومستوى ارتفاعها، وقد انتشرت مؤخّراً الطاولات المنخفضة التي لا تختلف عن طاولات الطعام العادية، في تنظيمها وتزيينها، بحيث يفضِّلها كثيرون. وهي تحتاج إلى الإمعان في تنظيمها بطريقة لافتة، والمجال مفتوح لتزيينها بأكسسورات تزيدها جمالاً وأناقة، إذ إنها تجمع شمل الأسرة على موائد المَحبة التي تسطِّرها أجواء العيد.

  •  منى الحمادي
    منى الحمادي

مظهر متجدِّد
وأشارت منى الحمادي، منسِّقة ضيافة، إلى أن مشهد تقديم ضيافة العيد تغيَّر عن الماضي بعدما كان مجرّد سفرة بسيطة من الخوص يُطلق عليها «السرود»، حيث تتوزَّع الأطباق الشعبية وبعض الحلويات البسيطة التي يتحلّق حولها الضيوف في المجالس. ونظراً لاتِّساع البيوت وتنوّع المأكولات وأطقم الضيافة، ارتفعت المنافسة بين الأسر في إعطاء هذا التقليد مظهراً متجدِّداً وغير تقليدي، يُبهر الزوار. 

زهور وشموع
تابعت: البداية مع اختيار أطقم الضيافة وأصناف المأكولات والحلويات، ثم تتهيّأ الأسرة لإعداد فطور العيد وتنسيقه بشكل جذّاب وشهي على المائدة. ومن الجميل أن تكون مختلفة في هذه المناسبة من حيث طريقة التنسيق وترتيب الأطباق والتنويع بالمأكولات الشعبية الأكثر طلباً.
كما تتوزّع ضيافة العيد بطريقة أكثر أناقة على طاولات المجالس، استعداداً لاستقبال الزوار، وتشمل القهوة وقطع الحلوى التي تتزيَّن بعبارة «عيدكم مبارك»، وكذلك أواني الزهور التي تخرج عن المألوف بأسلوب توزيعها لتضيف الحيوية إلى المكان، مع نثر الشموع على الطاولة لتمنح الشعور بالدفء والرقي.

عالم التنسيق 
تحوّلت «الفوالة» من مجرد سفرة بسيطة تفترش الأرض لتبهر أهل البيت والمهنِّئين، إلى دخولها في عالم تنسيق الموائد، بحيث تعمد بعض السيدات إلى ركن هذه المهمة لمتخصِّصات في تنظيم ضيافة العيد وتجهيزها، والبحث عن كل جديد ولافت. 

بوفيه
تتوزّع «فوالة العيد» في المجالس والصالات هذه الأيام، على بوفيه يضم عدّة أصناف من المأكولات تجمع القديم والحديث من الأطباق، وتُقدَّم بطريقة متجدِّدة لتخلع رداءها التقليدي.

تقليد
«فوالة العيد» الحديثة يتم تجديدها يومياً، وتستمر طوال أيام العيد، لتعكس مفهوم كرم الضيافة وأصالتها كتقليد تراثي متجذِّر في قيَم وثقافة المجتمع المحلّي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©