عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يخوض الممثل والكاتب والمخرج الإماراتي مرعي الحليان بمشاركة الممثل أحمد ناصر، تجربة جديدة من نوعها، في عالم «أبو الفنون»، حيث يستعد حالياً كل منهما لتقديم مسرحية جديدة بعنوان «عرسان تيك توك»، التي تعد أول عرض مسرحي محلي يعرض مباشرة للجمهور عبر الـ «سوشيال ميديا» بعد عيد الأضحى المبارك، لمواكبة العصر من ناحية، ومن ناحية أخرى خطوة لعودة المسرح من جديد بعد توقف دام أكثر من عام ونصف العام بسبب جائحة «كورونا».
«عرسان تيك توك»، من تأليف وإخراج مرعي الحليان، وفكرة وبطولة أحمد ناصر، إلى جانب كل من محمود القطان ونور وحميد عبد الله، وهي مسرحية اجتماعية تناقش مشاكل الزواج، وتستعرض هموم العرسان الجدد، وأبرز التحديات التي تواجههم في الحياة الشخصية والعائلية، وعن بداية الفكرة وكيفية تنفيذها تقنياً وفنياً، قال الحليان: انقطعنا عن المسرح لأكثر من عام ونصف العام، بسبب جائحة «كورونا»، وأنا لا أستطع التنفس والعيش من دون مسرح، وحينما عرض علي أحمد ناصر الفكرة، تحمست لها كثيراً، خصوصاً أنني أشتاق إلى المسرح، فعقدنا ورشة عمل لدراسة الفكرة، والبدء في تنفيذها، حتى نقاوم الجمود في ظل توقف الحركة المسرحية بسبب «كورونا» من جهة، ومن جهة أخرى فكرنا في كيفية التغلب على هذه الجائحة التي أوقفت الحياة المسرحية، بالبدء في التواصل مع الناس عن طريق التواصل الاجتماعي.
وأضاف: المسرح في الإمارات، مسرح مهرجانات وأعمال نخبوية، لكننا بحاجة إلى تقديم نوعيات مختلفة من قضايا اجتماعية بمفارقات كوميدية، لاسيما أن هذا هو ما يحتاجه الناس اليوم، خصوصاً أن الفن في الأساس وسيلة ترفيه، لذلك كانت «عرسان تيك توك»، أول الطريق للخروج من ثوب المهرجانات، بتقنية عرض حي على مواقع التوصل للمرة الأولى.
محدودة العناصر
وحول التقنيات المستخدمة في عرض المسرحية عبر «تيك توك»، وكيفية عرضها بشكل مباشر، أوضح الحليان أن طريقة التصوير والإخراج هي نفسها على المسرح الواقعي، ولكن في الافتراضي سيكون الأمر مختلفاً في عملية المونتاج، حيث خصصنا 3 كاميرات لتصوير العرض المسرحي، مع إضافة برنامج خاص للمونتاج، بحيث تتم عملية التصوير والمونتاج في الوقت نفسه لعرضها مباشرة على المنصة، منوهاً أنه تم الاعتماد في هذه المسرحية على عدد قليل من الممثلين، ويطلق عليها «مسرحية محدودة العناصر»، لا يتجاوز أبطالها عن 4 ممثلين، من أجل تلاشي الازدحام على المسرح، خصوصاً أنها ستعرض على منصة رقمية.
بروفات
وأشار الحليان إلى أن مدة المسرحية ساعة تقريباً، وقد انتهى من كتابة ثلثي النص، وبدأ هذا الأسبوع تنفيذ بروفات مع الممثلين، حتى تكون جاهزة للعرض بعد أيام عيد الأضحى المبارك المقبل، لافتاً إلى أنه سيتم عرضها على يومين متتاليين افتراضياً، من قاعة مسرح جمعية المسرحيين في الشارقة، حتى يتعرفوا على مدى ردود أفعال الناس تجاه هذه التجربة، وبعدها سيتم تحويلها إلى عمل مسرحي على أرض الواقع فيما بعد.
لغة العصر
من جهته قال أحمد ناصر: أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي لغة العصر، وبعد أن زادت أسهمها في أزمة «كورونا»، وانتعشت النشاطات الفنية عبر هذه المنصات الرقمية بسبب انتشار الفيروس، والالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الجسدي، وكان على المسرح أن يكون له نصيب من هذا التطور ومواكبة العصر، لاسيما أن الفيروس المستجد أثر على شتى مجالات الفنون، وبالأخص المسرح الذي توقفت نشاطاته من إقامة مهرجانات ومسرحيات جماهيرية، للحفاظ على السلامة العامة.
وتابع: لاحظت في الفترة الأخيرة إقامة نشاطات ومبادرات فنية عبر الـ «سوشيال ميديا» والمنصات الرقمية، وفكرت في تحويل خشبة المسرح من الواقع إلى الافتراضي عن طريق هذه المنصات، ومشاهدة المسرحيات عن بُعد، خصوصاً أن المسرح أصبح بعيداً عن الناس، فلماذا لا نقرب المسرح للناس عن طريق العالم الافتراضي، الذي أصبح جزءاً أساسياً من حياة الناس.
الاختيار الأنسب
«تيك توك» أحد مواقع التواصل الذي يعتمد بثه على «اللايف»، لذلك كان هو الاختيار الأنسب لعرض «عرسان تيك توك»، بحسب ما أكده ناصر وقال: كان هدفنا عرض محتوى إيجابي وهادف من خلال منصات التواصل، لذلك تواصلت مع إدارة «تيك توك» وطرحت عليهم فكرة العمل، فرحبوا كثيراً بها، وعقدنا اجتماع عمل لكيفية تنفيذ آلية العرض، وتم الاتفاق على فتح حساب خاص بعنوان «المسرح على تيك توك» - Theater on TIKTOK.
«قلباً وقالباً»
أوضح الممثل الإماراتي أحد ناصر أنه بعد دراسة لمدة 3 أشهر حول طبيعة الأفكار الفنية التي تعرض على المنصات، جاءته فكرة تقديم عرض مسرحي على مواقع التواصل، يستعرض إيجابيات وسلبيات الـ «سوشيال ميديا» في قالب اجتماعي كوميدي، وبمجرد عرضه الفكرة على الحليان، وافق على الفور وكان معه قلباً وقالباً في عملية التنفيذ والكتابة والإخراج، لأنه يعلم جيداً ماذا يعني المسرح له.
