عدد اليوم
خولة علي (دبي)
عملية تنظيم وترتيب عناصر المنزل، عادة ما تخضع لأسس وضوابط من شأنها أن تجلب المزيد من الهدوء والراحة إلى الغرف والصالات، وتجعل فراغاتها تعجّ بالحيوية، وهو ما يُعرف بعلم طاقة المكان أو «الفينج شوي»، القائم على تحقيق التوازن والانسجام بين الإنسان وقطع الأثاث. أما تقنيات تطبيقه فسهلة ودقيقة، ولا بد من التعرّف إلى خطواتها لجلب السكينة حيث نعيش ونقضي معظم أوقاتنا.
تندفع الطاقة الإيجابية بكل سلاسة وخفّة بين وحدات الديكور الداخلي عند تطبيق علم طاقة المكان لتنعكس بكل خفّة على الإنسان، ويكمن السر في كيفية توزيع الأثاث والأكسسوارات بحسب فنون «الفينج شوي».
عبير سعيد الباحثة في علم طاقة المكان، تحدّثت عن «الفينج شوي»، الفلسفة الصينية التي وُجدت قبل 4 آلاف عام، ولا تزال تركِّز على مساعدة الأشخاص للعيش بشكل أفضل بعيداً عن التوتر، موضحة أن الذبذبات المنبعثة من الأثاث والألوان الموجودة في البيت وموقع العمل وحتى الشارع، لها تأثير كبير على الصحة والمزاج والعلاقات الاجتماعية. وبحسب هذا العلم، فإن الإنسان يمتصّ تلك الذبذبات الإيجابية منها والسلبية.
وتلعب الإضاءة دوراً كبيراً في علم طاقة المكان، ولها تأثير مباشر على الصحة النفسية، لذا ابتدع الصينيّون القدماء فن «الفينج شوي»، الذي يُعنى بترتيب وتعديل الموجودات من حولنا لجذب الطاقة الإيجابية لتنساب في الجسم والمحيط من دون عوائق. وشدّدوا على أن تكون نوعية الهواء والضوء في الغرفة جيدة.
5 عناصر
وأكّدت عبير أن الطاقة المتحركة ترتكز على 5 عناصر مجتمعة تضمّها كل غرفة من غرف المنزل، وهي: الخشب، النار، الأرض، المعدن والماء. وفي علم «الفونج شوي»، فإن مسار تدفّق الطاقة الإيجابية يعتمد على مدى تناغم هذه العناصر في المكان الواحد، إذ كلّما كانت العناصر متوازنة ومتجانسة، جاء التدفّق أسهل وأكثر انسيابية، تماماً كما يحدث عند تواجدنا في الطبيعة حيث نشعر بالهدوء والانسجام.
أضافت: الدوائر الهدّامة نجدها في عدة عناصر، كالماء يطفئ النار، والنار تذيب المعدن، والمعدن يقطع الخشب، والخشب يغطي التراب، والتراب يدفن الماء. أما الدوائر الداعمة، كالماء يغذي الخشب، والخشب يغذّي النار، والنار تغذّي الأرض، والأرض تغذّي المعدن، والمعدن يغذّي الماء وهنالك توزيع مدروس حسب اتجاه الغرف والصالات والأثاث المناسب لكل ركن.
باب البيت
وفقاً لقانون «فينغ شوي»، فإن الطاقة الإيجابية تدخل البيت من الباب الأمامي، لذا يجب أن يكون المدخل متميِّزاً بألوان متناسقة ما بين الغامق والفاتح، مع تجنيبه الفوضى وعدم وضع خزانة الأحذية بالقرب منه، وإنما توزيع نباتات الزينة الخضراء حوله.
أما الممرّات فهي دقيقة لكونها شرايين تحرِّك الطاقة في البيت، ولا بد من التأكُّد من عدة نقاط، بينها ألّا يبدأ الممر بالباب الرئيس للمنزل وينتهي بباب آخر أو شرفة أو نافذة، فذلك يقلِّل من حجم الطاقة، مع تجنُّب الممرات الطويلة والمنتهية بجدار أو برواز، ويُفضَّل أن تكون نهايتها باب غرفة.
غرف النوم
أشارت عبير سعيد إلى أن لغرفة النوم وموقع السرير أهمية كبيرة في علم «الفينج شوى» ويُؤخذ في الاعتبار عند تصميم الغرفة، الابتعاد عن الأخطاء الفادحة بوضع السرير في زاوية ضيِّقة ملاصقة للجدار. ويُفضَّل أن يكون السرير حراً من الجانبين للسماح بتدفّق الطاقة وأن يكون خلفه جدار، بشرط ألّا يكون الجدار في خلفيته حمّام. وفي حال كان السرير تحت النافذة، يجب أن تبقى الستائر مغلقة عند النوم، مع تجنُّب الأثاث المعدني والاعتماد على الخشب المحاكي للطبيعة. ويُفضَّل عدم وضع التلفزيون والأجهزة الإلكترونية في غرفة النوم لكونها مشحونة بالطاقة السلبية.
ويُفضَّل إغلاق باب الحمام دائماً، وألّا يكون مواجهاً للسرير أو للباب الرئيس حتى لا تُهدر الطاقة.
المطبخ
وعن ردهة المطبخ، ذكرت أنها رمز للثروة والصحة، ومن الأفضل ألّا يكون المطبخ قريباً من البابين الأمامي أو الخلفي، حيث يمكن أن تتسرب الطاقة بسهولة. ومن الضروري أن يتم تحضير الغذاء في مطبخ نظيف ومنظَّم مع وجود عدّة مستويات من الإضاءة والتهوية والسعة. ويُفضَّل أن يكون المطبخ بسيطاً بأدوات سهلة الاستعمال وعدم ترك الأجهزة الكهربائية على الأسطح منعاً للفوضى واستبدالها بالزهور المبهجة والثمار والنباتات الطبيعية.
المكتب المنزلي
أما المكتب المنزلي، فيجب أن يبقى منفصلاً بالكامل عن غرفة المعيشة أو غرفة النوم، لأن العمل إذا اختلط مع الراحة، فإن الاسترخاء سيكون مستحيلاً بعدها في المكان نفسه.
ومن الضوابط الواجب مراعاتها، ضرورة تصليح القطع المكسورة من أثاث وبواب ونوافذ، ويُفضَّل استخدام الخطوط المستديرة حسب علم «فينغ شوي»، حيث يُعتقد أن الزوايا الحادّة تنبعث منها الطاقة السلبية، وكذلك النباتات ذات الأشواك مثل الصبار، بعكس قطع الكريستال التي تجذب الطاقة الإيجابية وتعكس الألوان من حولها.
نقاء
عند رؤية المياه يشعر الإنسان بالراحة والنقاء، لذا يُفضَّل وضع نافورة أو حوض أسماك الزينة، مع تجنُّب أن يكون حوض السباحة في وسط البيت لأنه موقع طاقة الأرض. كما أن المياه النظيفة والمتجدِّدة تعزِّز مشاعر الاسترخاء، على عكس المياه الراكدة المحمَّلة بالشوائب.
رياح ومياه
عند التحدّث بعمق عن مفهوم هذه الفلسفة القائمة على كلمتين، فإن «فينج» تعني الرياح، و«شوي» تعني المياه. وفي الصين، ترمز الرياح والمياه إلى الصحة والعافية، ومع اتباع أهداف هذا العلم، تتحقّق الراحة والطاقة الإيجابية والشعور الجيد عند دخول المنزل.
مرايا
اللافت في علم «فينج شوي» أن المرايا تعكس الطاقة الإيجابية، وتضاعف وجودها في المنزل، ومع ذلك يُفضِّل عدم وضعها مقابل الباب الرئيس أو السرير لعدم جلب الطاقة السلبية. والسبب أن المرايا تعكس الطاقة الإيجابية القادمة من الخارج، لذا يُستحسن وضعها في أحد طرفي الممرّات حتى تعكس الطاقة وتمنعها من الهروب وتعيدها إلى المنزل.
عناصر الطاقة
لكل عنصر من العناصر لون وشكل هندسي يمثلّه:
1 عنصر النار لونه أحمر وشكله هرمي
2 عنصر الأرض يشمل الألوان الترابية، مثل الأصفر ومشتقات البيج والبني الفاتح، وشكله مربع.
3 عنصر الماء يشمل اللونين الأزرق الفاتح والأسود، وشكله مموَّج.
4 عنصر الخشب يشمل ألوان الأخضر والتركوازي والبنّي، وشكله مستطيل.
5 عنصر المعدن يشمل ألوان الأبيض والرمادي والفضّي والنحاسي، وشكله دائري.
