عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أكدت الدكتورة بنة يوسف بوزبون، خبير نفسي واجتماعي بمؤسسة التنمية الأسرية، على الدور المحوري للأب في حياة الأبناء وكيف يسهم ذلك في البناء المتوازن لشخصيتهم، موضحة أن تحمل الأم مسؤولية تربية الأبناء بمفردها في ظل انشغال الأب بالعمل أو أثناء غيابه عن البيت، قد يعرض الأبناء للعديد من المشاكل النفسية.
ترى بوزبون أن الأب قطب الأسرة وعمادها، لهذا عليه أن يتمتع بالوعي الكافي بأهمية دوره في تأسيس جيل متوازن نفسياً ووجدانياً، موضحة أن الأب يجب أن يدرك دائماً أن الأبناء في حاجة ماسة إلى آباء حنونين عطوفين متميزين متقبلين لأطفالهم، يقضون معهم الوقت الجيد، وأن سر توازن الأبناء النفسي يكمن في علاقته الإيجابية مع الأم، بحيث يكون الأب أنموذجاً في تعامله مع زوجته، حتى تكون البنات زوجات صالحات وأمهات ناجحات في المستقبل، بينما يكون الأبناء أزواجاً صالحين وقادرين على تحمل المسؤولية ومواجهة الصعاب، وعليه أن يقوم بتربية أبنائه وفق منهجية خاصة.
تكامل أسري
وبالحديث عن أهمية دور الأب في حياة الطفل، قالت: إن وجود الأب في حياة الأبناء له معنى خاص، فهو يعني الحماية والرعاية، ويعني القدوة والسلطة، والتكامل الأسري، فالأطفال بحاجة إلى أن يشعروا أن هناك حماية ورعاية وإرشاداً يختلف نوعاً ما عما يجدونه عند الأم، وأن الأب هو الراعي الأساسي لهذه الأسرة، وهو المسؤول عن رعيته، ووجود الأب كمعلم يعتبر من العوامل الضرورية في حياة الأطفال.
تفاعل وجداني
وأشارت إلى أن علاقة الأب مع ابنه يجب أن تبدأ مبكراً جداً، مما يعزز استقراره النفسي والوجداني، لافتة إلى أن العديد من الدراسات تؤكد أن التفاعل الوجداني بين الأب والرضيع يبشر بالنمو العقلي والوجداني السليم للطفل، فكلما تفاعل الأب مع الطفل وجدانياً، قلت المشاكل السلوكية لدى الأطفال في المرحل اللاحقة من العمر.
مفاهيم الرجولة
وأردفت بوزبون أن الأب يجب أن يدرك وبوعي كبير مدى قوة تأثيره في شخصية الأبناء وتوازنها، مع الحرص على معاملة الابن بطريقة مختلفة نوعاً ما عن البنت، حيث إن قرب الأب من أبنائه، خاصة الذكور، يعزز لديهم مفاهيم الرجولة وتقديرهم لذواتهم، ويعزز لديهم قيمة الشجاعة من خلال اللعب والمحاكاة، لاسيما أن اللعب مع الطفل في مراحل الطفولة الأولى هو لغة يستكشف فيها الأبناء العالم من حولهم.
استقرار الأسرة
تعمل مؤسسة التنمية الأسرية على تقديم الكثير من الورش، والبرامج التي تتناول موضوع علاقة الأب بأبنائه ودوره في تنشئة الأبناء، وتركز على علاقة الأب بابنه وطرق التعامل معه ضمن تدريب عملي وورش تفاعلية، وكذلك علاقة الأب بابنته الطفلة والمراهقة، وتتضمن مناقشات وحواراً مع الجمهور، وقدمت العديد من البرامج التي تهتم بالتوافق الأسري داخل الأسرة، من ضمنها علاقة الأبناء بالآباء وعلاقة الآباء بالأبناء، ومازالت المؤسسة تقدم الكثير من أجل دعم استقرار الأسرة في الدولة.
صمام أمان
جودة العلاقة بين الأب والابن والتي تأسست منذ وقت مبكر، تمنح الطفل الثقة بالنفس وتجعله يجتاز مرحلة المراهقة بأمان، حيث أكدت بوزبون أن الطفل الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع والده على الأخص لا يبحث عن البدائل في رفقاء السوق ووسائل التواصل الاجتماعي المشوشة، خاصة إذا كانت علاقته بوالده مبنية على المصارحة والمصلحة الخاصة، بحيث يتعرف الأب على مدرسة ابنه وأصدقائه والمشاكل التي يواجهها.
أنموذج مثالي
عن وصفة الأب المثالي وكيف يجب أن يتعامل مع أبنائه، قالت بوزبون: إنه لا يوجد أنموذج لأب مثالي، فالأب الجيد، هو الذي يهتم باحتياجات الأبناء النفسية والعاطفية، ويبادر إلى تلبيتها مهما اختلفت الأساليب التي ينتجها لدعم أطفاله، ومن المهم أن يتعامل الأب مع الصغير بصدق وتلقائية ويتفاعل معه بكل مشاعره وحواسه، وهناك عدة خطوات يمكن اتباعها للوصول للدور الفعال لدور الأب في التنشئة منها: أن يظهر احترامه للأم، أن يجعل كلامه مسموعاً، أن يكون أنموذجاً وقدوة لأبنائه، حتى يسهل عليهم تقليد السلوك الجيد في حياتهم بدلاً من تنفيذ نصائح وأوامر لسلوكيات لا يرونها، أن يشارك الأبناء مائدة الطعام كي يعلمهم القواعد والسنع، يقرأ لهم القصص ويسرد الحكايات، يظهر لهم الحب والعطف والرعاية والحنان.
