أرغمت الأزمة الاقتصادية العديد من اللبنانيين على ابتكار أساليب جديدة للتكيف. فبسبب طابور السيارات الثابت في مكانه أمام محطات التزود بالوقود في العاصمة بيروت، يضطر العديد من العمال إلى التفكير في أسلوب جديد للعمل عن بُعد: العمل من السيارة.
من بين هؤلاء مبرمج الألعاب علي قطوعا الذي يشغل هاتفه المحمول لتحقيق أقصى استفادة من الوقوف الطويل.
تتآكل رقعة الصبر رغم المكالمة الجماعية التي يستمع إليها قطوعا عبر مكبر صوت الهاتف المحمول فيما يرقب الطابور بحثا عن أي إشارة تدلل على التقدم للأمام. ويقول «أنا هلق (الآن) في اجتماع بالنطرة عالبنزين (أنتظر) ف ما بعرف شو بدي أقول لك.. يعني لبنان يحملنا ما يفوق طاقتنا، يعني عم يختبرنا شو في تحديات بكبها علينا».
وبسبب نقص الوقود، يضطر قائدو السيارات في الأسابيع الأخيرة للوقوف في طوابير بالساعات للحصول على البنزين، وأحيانا للحصول على كمية توازي ربع خزان الوقود.
تصطف عشرات السيارات في العاصمة والمدن في جميع أنحاء البلاد، وغالبا ما يبدأون الانتظار قبل فتح محطات البنزين.
وقال مصمم الديكور علاء سعادة، وهو جالس في شاحنته مع عمال آخرين «كل يوم نفس القصة.. في بنزين منضهر ع شغلنا.. ما في بنزين منقعد بالبيت منننطر أصحاب المحطات يعطفوا علينا ليعبوا لنا بنزين».
وبالنسبة لقطوعا وآخرين، توفر قوائم الانتظار فرصة للقيام بمهام عديدة.
وقالت المحاسبة ماري كيفوركيان وهي تلوح بإيصال في يدها «أنا ناطرة نصف ساعة. أنا وأنا ناطرة شفت إنه شركة المياه حدنا، فدفعنا الماي نحن وناطرين وهاي الفاتورة وماشي الحال. هلق منشوف إذا في شي تاني قدام منخلص أشغالنا ونرجع منروح ع شغلنا الأساسي».
قال جاد كوزي وهو مبرمج في العاصمة بيروت هذا الأسبوع «بشتغل مطول شبكة.. تقريبا صار لنا نص ساعة.. خلصنا شوية تلفونات خصها بالشغل».