السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

حشرات تفتك بأشجار الصنوبر

أرشيفية
4 يونيو 2021 14:10

في قريته الوادعة شرق بيروت، اعتاد الياس نعيمة أن يقطف 16 طناً من أكواز الصنوبر، لكن محصوله هذا العام بالكاد لامس مائة كيلوغرام، بعدما قضت حشرات تفتك بغابات «الذهب الأبيض» على إنتاجه.

وفي حين يرتبط اسم لبنان عادة بغابات الأرز المعمّرة في جباله، يعادل غطاء الصنوبر فيه عشرة في المئة تقريباً من مساحة الغابات.

في غابة القصيبة في جبل لبنان، يعاين نعيمة أشجاراً عملاقة. يتوقف عند واحدة يبس جذعها، وأخرى تساقطت مخاريطها قبل أن تصبح أكوازاً.

ويقول «كان انتاجي يعادل 16 طناً من أكواز الصنوبر، أما اليوم فبالكاد يلامس مئة كيلوغرام».

وكان إنتاج 600 كيلوغرامً من حبوب الصنوبر البيضاء يدرّ له دخلاً يتجاوز أربعين ألف دولار. أما اليوم فلا مدخول يذكر.

وجراء تراجع الانتاج، شهد سعر الصنوبر الأبيض، الذي يستخدم في تحضير الحلويات خصوصاً، ارتفاعاً تدريجاً، تجاوز معه ثمن الكيلوغرام المليون ليرة، أي قرابة ضعفي الحد الأدنى للأجور في لبنان.

ويعود تراجع الانتاج بشكل رئيسي الى تفشي حشرة دخيلة، انتقلت من القارة الأميركية الى أوروبا، ثم وصلت تركيا العام 2010.

ولاحظ المزارعون منذ العام 2012 تراجع الانتاج تدريجاً، قبل أن تُرصد الحشرة بالعين المجردة في 2015.

ويشرح الأستاذ الجامعي والباحث في علم الحشرات وبيئة الغابات الدكتور نبيل نمرأن الحشرة المعروفة باسم بقّ الصنوبر «مؤذية جداً»، وباتت موجودة حالياً في مجمل غابات الصنوبريات، لكنّ ضررها الأكبر على الصنوبر المثمر كون أكوازه وجبة دسمة لها.

وتسحب الحشرة، وفق نمر، بمنقارها محتويات حبوب الصنوبر السوداء بنسبة قد تصل إلى 90 في المئة. ويقول نمر «لاحظنا أحياناً وجود أكثر من عشر حشرات على الكوز الواحد». وعندما تهاجم الحشرة الأكواز الصغيرة «تتسبب بيباسها كلياً وتسقط على الأرض».

ويلعب التغير المناخي دوراً في تكاثر الحشرات. ويقول نمر «تساهم الحرارة المرتفعة مع كمية متساقطات أقل بتغيير دورة حياة الحشرات وتضعف الأشجار». تعاني دول أخرى تنتشر فيها أشجار الصنوبر الأزمة ذاتها، لكن في لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية، لا تشكل مكافحة الحشرة أولوية للجهات الرسمية المعنية.

وبما أن موطن الحشرة هو القارة الأميركية، فإن «أعداءها الطبيعيين (أي الحشرات القادرة على القضاء عليها)»، وفق نمر «لم تأت معها، ما قد يتطلب عشرة أو عشرين عاماً حتى تعتاد الحشرات الموجودة هنا عليها». في الانتظار، المتاح حالياً، كما يوضح نمر، هو «رشّ مبيد حين تكون الحشرة على الشجرة»، شرط «ألا يدخل الى داخل الأكواز لئلا يسبّب مشاكل في التصدير والسلامة الغذائية».

في أحراج تمّ رشها، لمس المزارعون تحسّن الانتاج في الموسم اللاحق، وفق ما يشرح نعيمة، وهو نقيب مزارعي الصنوبر المثمر. ويقول «تحسّن الانتاج موسم 2016- 2017 بعد رش المبيد، جراء انخفاض يباس المخاريط بنسبة 30 في المئة، بعدما تراوح بين 85 وتسعين في المئة قبل الرش». لكنّ عدم القدرة على الرش سنوياً في كل الأحراج المتضررة وتفشي الحشرة بشكل أكبر، في غياب سياسة مكافحة عامة، أدى الى تراجع الانتاج الكلي بشكل لافت.

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©