الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الزراعة المائية المنزلية.. طموح استدامة الغذاء

الزراعة المائية المنزلية إنتاج غير محدود (الصور من المصدر)
4 يونيو 2021 03:57

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

لطالما فكّرت الموظفة منى محكوم في مشروع يحقق لأسرتها الاكتفاء الذاتي من الخضراوات، فجربت الزراعة في الأماكن المفتوحة، وحققت نتائج لا بأس بها، إلى أن اهتدت إلى الزراعة المائية المنزلية، وبالتنسيق مع الجهات المختصة، أصبحت تستفيد من هذا النظام الذي يوفر لها إنتاجاً مهماً طوال السنة، نجاح المشروع شجعها على تربية الدواجن، كما تفكر حالياً في تربية الأسماك، في خطوة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأطعمة ذات الجودة العالية، لافتة إلى أن خلفيتها الأكاديمية في مجال الزراعة جعلتها توظف خبراتها في إنجاح هذه المشاريع.

عوائد مادية ومعنوية
ليست منى وحدها التي تهتم بالزراعة المائية المنزلية التي تحقق عوائد مادية ومعنوية على صاحبها، إنما هناك غيرها، ممن توجهوا للزراعة المنزلية فالمائية مستفيدين من الدعم الذي يحصلون، لاسيما أنها لا تتطلب مساحة كبيرة، وسهلة الاستخدام.
وتعززت ثقافة الزراعة المائية المنزلية مع بداية انتشار جائحة كورونا من أجل تحقيق الاكتفاء الزراعي الذاتي في الكثير من البيوت الإماراتية، ولما توفره من منتجات متنوعة بجودة عالية.

تخصص حيوي
وأكدت منى محكوم، أنها تفكر في وضع هذا النظام على السطح، بعد أن لاحظت منافعه وعوائده المعنوية الكثيرة جدا، لاسيما أنه يشغل وقت فراغ الأطفال  ويكسبهم مهارات زراعية، ويجعلهم يهتمون بالثروة الحيوانية وتحببهم في الخضراوات الطازجة التي يساهمون في إنتاجها بأنفسهم، مشيرة إلى أنها ستعمل على توسيع مشروعها بعد التقاعد، لتستثمر وقتها وبما يساعد أبناءها على التعلم والاهتمام بالزراعة، وربما يفتح لهم باب اختيار هذا التخصص الحيوي والمتعلق بالزراعة والثروة الحيوانية.

وأوضحت أن المشروع يعمل على استدامة الخضراوات والورقيات التي تنتجها طوال السنة، ومن أبرز محاصيل الزراعة المائية التي تنتجها: الخس، والنباتات العطرية والنعناع والطماطم والكوسة «القرع»، وغيرها من الخضراوات، موضحة أنها تعمل على إنتاج عصائر طازجة من إنتاج مزرعتها الصغيرة، وكلها خالية من المواد الحافظة والملونات الصناعية.

تجربة ناجحة
شغف عائشة محمد بالزراعة بكل أنواعها، ما دفعها للتفكير في إقامة مشروع بيت محمي داخل بيتها مستغلة المساحات الموجودة، موضحة أن المشروع حقق لها مردوداً معنوياً كبيراً، وأصبحت تنتج أنواعاً من الخضراوات والورقيات طوال السنة، لافتة إلى أنه يحقق لها الاكتفاء الذاتي كما يوفر مياه السقي، معتبرة ذلك محاولة طموحة لتوفير محاصيل زراعية بشكل دائم.
وعن أبرز محاصيل الزراعة المائية المنزلية التي تنتجها قالت إنها تشتمل على الخس، السبانخ، الطماطم، الخيار، الفلفل بألوانه وأنواعه، الفراولة، الجرجير، الكرافس، القرنبيط، الفاصوليا، اللفت، النعناع، البصل، الفجل وغيره كثير من الورقيات والنباتات العطرية.

أحدث النظم 
حامد الحامد الذي استفاد من دراسته الأكاديمية في إحدى جامعات بريطانيا في مجال الزراعة المائية، باستخدام أحدث النظم التكنولوجية، اختار اسم غراسيا(النعمة) ليطلقها على مزرعته التي أنشأها في الباهية بأبوظبي: قال إن ثقافة الزراعة المائية المنزلية تشهد تصاعداً، وهناك طلب كبير على هذا النوع.
ولفت إلى أن للزراعة المنزلية فوائد كبيرة، وأثبتت نجاحاً، ما دفع الكثيرين إلى طلب تركيب البيوت الخضراء في سطح المنزل، مشيراً إلى أن هناك تطوراً كبيراً في البيوت الخضراء، بتوظيف التكنولوجيا التي باتت تعمل من تلقاء نفسها ويمكن التحكم فيها عن بعد.
كما قال إن الزراعة المائية حققت اكتفاء ذاتياً لأصحابها طوال السنة الذين باتوا يزودون جيرانهم أيضاً ببعض المنتجات.

  • حامد الحامد يستعرض نظم الزراعة المائية المنزلية
    حامد الحامد يستعرض نظم الزراعة المائية المنزلية

مجلس أخضر
وأضاف: رغبة في تطوير هذه النظم وجعلها تناسب رغبة الناس، فإنه تم تطوير بيوت لتحويلها إلى مجلس أخضر، بحيث يقضي فيه أفراد الأسرة أوقاتهم ويتناولون طعامهم، وتتفاوت الأحجام حسب الطلب، حيث يصبح السطح واحة زراعية، وهناك الكثير ممن حولوا حدائقهم إلى بيوت خضراء، وأصبحوا ينتجون بأيديهم ما يكفيهم طوال السنة، موضحاً أن المزرعة تقدم الدعم الكامل ولمدة سنة، لكل الراغبين في تركيب هذه النظام في بيته، بحيث تستمر الخدمات والتعليم إلى أن يتمكن المزارع من آليات التشغيل الذاتي.

غزارة
من جهته قال خميس أبو العينين مهندس النظم الزراعية إن المحصول في البيوت الزراعية المائية أكثر غزارة من الزراعة العادية، موضحاً أن تكنولوجيا الزراعة الحديثة والمبتكرة لا يمكن الاستغناء عنها، وهي تختلف عن أساليب الزراعة الأخرى، فهي تعتمد بشكلٍ أساسي على المياه الغنية بالمغذيات التي تساهم في نمو النباتات، ولا تستهلك كميات كبيرة من المياه، بحيث توفر ما يقارب 70% من المياه، الأمر الذي يجعلها تتفوق على غيرها من الأساليب الزراعية الأخرى، واعتبر الزراعة في المخدات أوأكياس الزراعة الأفقية أحد نظم الزراعة من دون تربة وتعتبر من أفضل النظم في زراعة المحاصيل المتسلقة مثل الخيار والطماطم والفاصولياء والفلفل، مؤكداً أن فكرة هذه المشاريع تأتي ضمن مشاريع التنمية البشرية والإنسانية أكثر مما هي مادية.

ترشيد الاستهلاك
عن أهمية مشروع الزراعة المائية المنزلية قال خميس أبو العينين مهندس النظم الزراعية، إنها تعمل على ترشيد استهلاك المياه والأسمدة بشكل كبير، واستغلال أي مساحة متاحة بغض النظر عن طبيعة التربة المتوفرة، محصول كبير طوال السنة، وتوفير منتجات طبيعية وسليمة، تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©