الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لقاء مع سفير

لقاء مع سفير
1 يونيو 2021 00:50

«أنت سفير لبلدك» جملة نسمعها دائماً، وكانت تضعنا تحت مسؤولية كبيرة في كل رحلة، فكلمة «سفير» ذات مهابة مرتبطة بتلك الوظيفة ذات المستوى الرفيع، وهذا ما تعودنا عليه كمسافرين أن نمثل الوطن بأخلاقنا وطريقة تعاملنا، ولا أبالغ هنا عندما أقول بأن المسافر الإماراتي بشكل خاص يمثل ظاهرة بِرُقيه ووعيه، ولكن ماذا عن السفراء الحقيقيين؟ والذين يمثلون بلادنا بشكل رسمي من خلال ترأسهم للبعثات الرسمية في مختلف دول العالم؟
سابقاً كان الانطباع بأن مقابلة أي سفير أو التواصل معه أمر من الأمور المستحيلة أو الصعبة على أقل تقدير، وحتى أننا نتندر على من يترفع عن الناس ونقول له «أنت فاكر نفسك سفير؟» كناية عن صعوبة الوصول له، ولكن وضعوا تحت كلمة لكن هنا ألف خط، هذا ليس مع الإماراتيين، وهذا من واقع تجربة.
سبب كتابتي لهذا المقال موقف حدث لي في زيارتي الأخيرة إلى موسكو، فقد كان لديّ استفسار بسيط عن أمر خاص، فقمت بكتابة السؤال برسالة عبر تطبيق تويتر. فوجئت بسرعة الرد الذي طلب مني الاتصال على رقم تم تخصيصه للمواطنين، أعجبتني السرعة ولم يعجبني الجواب لاعتقادي أنه لم يعطني المطلوب. فرددت -باستعجال- موضحاً ضيقي واستغرابي، لأتفاجأ بعدها برسالة تطلب رقم هاتفي لإرسال المطلوب والتوضيح أكثر، المفاجأة أن من رد عليّ في ذلك الوقت ذيل الرسالة باسمه - أخوك محمد أحمد الجابر.
أصابتني الدهشة لأن الاسم مطابق لاسم سفيرنا في موسكو فقلت محدثاً نفسي: لا بد أنه تشابه أسماء، فلا أعتقد أن السفير «فاضي لي». ولكن ما أكد لي أنه السفير بنفسه، ذلك التواصل الذي تم معي على هاتفي من السفارة، والذي يشرح لي بالتفصيل سبب طلبهم للاتصال للحصول على المعلومة التي كنت أرغب بها، حيث إن فيها تفاصيل أكثر، ما يهم من هذا كله أن من تواصل معي طلب مني الحضور لمقابلة السفير، هنا زادت دهشتي، سفيرنا لم يكتف بمتابعة طلبي في الرسالة، بل طلب مني الحضور للشرح والتأكد بأن أموري كلها على ما يرام. وكان اللقاء، وهنا عرفت بأننا مختلفون، نحن مواطنو دولة تضعنا على رأس أولوياتها، فاستقبال السفير لي شخصياً والحديث بكل بساطة- مع ازدحام جدول أعماله - واستفساره عن أحوالي أمر زادني فخراً بانتمائي لهذا الوطن، وكم سمعت منه ومن فريقه المتميز قصصاً تظهر مدى اهتمامهم بالمواطنين وبحاجاتهم، وقلت ممازحاً بأنني سأنشر في وسائل التواصل بأنك لا ترد أحداً، وتستقبل الجميع فتحمل ما سيأتيك، فرد بكل صدق بأنه لا يرد أي مواطن يرغب بمقابلته.
نفتخر بسفرائنا، نفتخر بما تقدمونه ونفتخر بتمثيلكم المشرف للإمارات، شكراً للدكتور محمد أحمد الجابر، فبهذا اللقاء تأكدت بأنه لا أبواب مغلقة أمامنا وأننا على رأس الأولويات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©