الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لماذا تخجل الشمس؟

لماذا تخجل الشمس؟
29 مايو 2021 02:20

أحمد مراد (القاهرة)

لمئات وآلاف السنين، ظلت ظاهرة كسوف الشمس مجهولة وغامضة، وفسرتها بعض الشعوب القديمة بأساطير وخرافات عديدة، حتى نجح العلم الحديث في رصد حقائقها وأسرارها.
وفقاً لتقديرات العلماء، من المتوقع أن يشهد العام الجاري حالتي كسوف للشمس، الأولى كسوف حلقي، ويحدث في العاشر من يونيو المقبل، ولن يكون مرئياً إلا في شمال كندا وجرينلاند وروسيا.
أما الكسوف الثاني، فسيكون في أوائل ديسمبر القادم، وهذه المرة سيكون كسوفاً كلياً، لكنه لن يكون متاحاً سوى في القارة القطبية الجنوبية، وفي الوقت نفسه، سيكون هناك كسوف جزئي للشمس مرئي عبر أجزاء من تشيلي، والأرجنتين، وجنوب أفريقيا، وناميبيا، وأستراليا. وتحدث ظاهرة كسوف الشمس عندما يكون القمر هلالاً «مطلع الشهر القمري»، أثناء مروره بين الأرض والشمس، حيث يحجب الشمس عن الأرض، ويؤدي إلى اختفاء ضوء الشمس بشكل كلي أو جزئي لعدة دقائق، وتحدث ظاهرة الكسوف مرة واحدة كل نصف سنة تقريباً، أثناء وجود القمر في نقطتي تقاطع مساره مع مسار الشمس، بحيث تكون الأرض والقمر والشمس على خط مستقيم، ويكون القمر في المنتصف.
ورغم أن الشمس أكبر 400 مرة من القمر، فإنه في نفس الوقت يبعد عنها بنحو 400 مرة مقارنة ببعده عن الأرض، ما يعني أن الشمس والقمر يظهران بالحجم نفسه تقريباً في السماء. ويُمكن مشاهدة ظاهرة كسوف الشمس بالعين المجردة في مناطق قليلة على سطح الأرض، وقد يبلغ امتدادها نحو 150 كيلومتراً فقط، وهناك 4 أنواع من الكسوف، وهي: كلي، وجزئي، وحلقي، وهجين.

الكلي.. 8 دقائق
يحدث الكسوف الكلي عندما تقع الأرض والقمر والشمس على خط مستقيم، وتُحجب أشعة الشمس بشكل كلي عن الأرض، وتصبح السماء مظلمة، حيث يغطي القمر قرص الشمس بشكل كامل. ويحدث الكسوف الكلي للشمس كل 18 شهراً تقريباً في مكان ما على الأرض، وتبقى الشمس في حالة كسوف كلي لفترات قصيرة متفاوتة، فقد تستمر لبضع ثوانٍ، وقد تستمر لمدة 8 دقائق تقريباً. ويبدأ الكسوف الكلي بمرحلة كسوف جزئي للشمس، حيث يبدأ القمر بتغطية قرص الشمس بشكل تدريجي، وبعد مرور ساعة من الوقت تقريباً يُغطّي القمر الشمس بأكملها ليحدث الكسوف الكلي.

الحلقي.. 12.5 دقيقة
يحدث الكسوف الحلقي عندما يكون القمر أبعد ما يمكن عن كوكب الأرض، حينها يكون أصغر من أن يغطّي كامل قرص الشمس، حيث يظهر القمر على هيئة قرص مظلم موجود أمام قرص ملون أكبر منه وهو قرص الشمس، وتظهر بعض أشعة الشمس حول القمر على هيئة حلقة محيطة به، وقد يستمر الكسوف الحلقي لمدة أقصاها 12 دقيقة و30 ثانية، وخلال هذا الكسوف يمكن لأي شخص أن يرى حلقة من حواف الشمس حول القمر.

الجزئي.. شبه الظل
يحدث الكسوف الجزئي للشمس عندما يحجب القمر جزءاً من الشمس، بحيث تصبح المنطقة التي يحدث فيها الكسوف الجزئي مغطاة بشبه الظل من القمر.

الهجين.. نادر جداً
كسوف الشمس الهجين يجمع بين الكسوف الحلقي وبين الكسوف الكلي، حيث يتحول الكسوف الحلقي إلى كسوف كلي بعد مرور فترة من الوقت، ويحدث عندما يكون القمر ضمن مساحة قريبة بما فيه الكفاية ليصل ظله إلى الأرض، ويعتبر هذا النوع الأقل حدوثاً، وأكثر أنواع الكسوف ندرة.

نظارة وثقب ورق
يستطيع أي شخص النظر إلى ظاهرة الكسوف بشكل آمن وغير ضار للعين، بوساطة نظارة خاصة بالكسوف تمنع جزءاً كبيراً من الإشعاعات الشمسية من الوصول إلى العين، فضلاً عن أنها تحجب الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية الضارة بالعين.
وهناك طريقة أخرى لرؤية الكسوف بشكل آمن، وهي عبارة عن عمل ثقب صغير في ورق مقوى، ويكون هذا الثقب بمثابة عدسة صغيرة تشكل صورةً للشمس، ومن خلال مراقبة ظل الورق المقوى على أي سطح يمكن مشاهدة مراحل الكسوف.

5 ظواهر
هناك خمسة مشاهد أو ظواهر ترافق ظاهرة كسوف الشمس، وهي:
الهالة الشمسية: تظهر على شكل إكليل مشرق يحيط بقرص الشمس أثناء حجب القمر له، وتتكون من غاز خفيف ذي درجات حرارة مرتفعة جداً تتراوح بين مليون ومليوني درجة مئوية.
الكرة اللونية: يظهر بها جزء من القمر وكأنه محاط بظلال حمراء متوهجة على شكل هلال، وهذه الظاهرة عبارة عن الجزء السفلي من الغلاف الجوي للشمس، والذي يعرف بـ«الكرموسفير».
الوهج: يظهر خلالها بعض النقاط الحمراء على طول حافة القمر، ويعــود سبــب ظهورها إلى سحب من الغاز تُجــذب بفعل قـوى المجــال المـغناطــيسي للشمـس، وقـــد يتجــاوز حجمها عشــرات أضــعاف عـرض الأرض.
خرز بيلي: تظهر بسبب انعكاس بعض من أشعة الشمس على فوهات سطح القمر، وعادةً ما تُلاحظ في لحظات ما قبل وبعد حدوث الكسوف الكلي للشمس، وسُميت بهذا الاسم نسبة لعالم الفلك الإنجليزي، فرانسيس بيلي، الذي رصدها في عام 1836 بعد حدوث كسوف شمسي.
خاتم الماس: تحدث هذه الظاهرة قبل وبعد لحظات قليلة من حدوث الكسوف الكلي للشمس، حيث يكون جزء صغير جداً من الغلاف الضوئي للشمس قيد الرؤية.

قبل الميلاد
رُصدت ظاهرة الكسوف منذ آلاف السنين، حيث تمكن علماء الفلك الصينيون من فهرسة الكسوف ما يقرب من 1000 مرة، وكانت البداية منذ عام 771 قبل الميلاد.
كما رصد الآشوريون الكسوف الذي حدث في عام 763 قبل الميلاد، وخلال ما يسمى بـ «كسوف طاليس»، الذي تنبأ بحدوثه في عام 585 قبل الميلاد، توقفت المعارك بين الميدي والليدي، حيث أشار الفيلسوف اليوناني هيرودوتس إلى أنه عندما رأت الجيوش المتحاربة النهار يتحول إلى الليل، توقفت عن القتال ووافقت على هدنة، ولهذا سميت بـ «معركة الكسوف».

224 كسوفاً في القرن
توقع علماء الفلك والفضاء أن يشهد القرن الحادي والعشرون «بين عامي 2001 و2100» نحو 224 كسوفاً للشمس، منها 77 كسوفاً جزئياً و72 كسوفاً حلقياً و68 كسوفاً كاملاً و7 كسوفات هجينة. وكانت أطول مدة غاب فيها ضوء الشمس بفعل القمر خلال كسوف الشمس في 22 يوليو 2009، حيث كان كسوفاً كلياً بمدة زمنية وصلت إلى 6 دقائق و39 ثانية، وأطول مدة زمنية لكسوف شمسي من النوع الحلقي في القرن الواحد والعشرين حدثت في 15 يناير 2010 بمدة زمنية وصلت إلى 11 دقيقة و8 ثوانٍ.

تأثر أسواق المال
كشفت دراسة أجرتها كلية كوبنهاغن لإدارة الأعمال في الدنمارك خلال عام 2010 عن تأثر حركة أسواق المال بفترات الكسوف، مشيرة إلى أن المستثمرين يعزفون عن اتخاذ إجراءات يرونها خطرة، أو تنطوي على مجازفة.
وشملت الدراسة تحليل بيانات على مدار ثمانين عاماً، من أربعة أسواق مال أميركية، وعشرة أسواق مال آسيوية، وأظهرت أن المضاربين وأصحاب رؤوس الأموال يكونون أكثر تردداً في الأوقات التي يشعرون فيها أنهم لا يتحكمون في مجريات الأمور، أو أن الطبيعة أقوى منهم، ولكن تعود الأسواق لتصحح أوضاعها خلال يومين على الأكثر بعد انقضاء الكسوف.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©