عدد اليوم
خولة علي (دبي)
يجمع النمط البوهيمي بين مختلف أنماط التصميم الداخلي، ولا تحدّه أي قيود تمنع تواجد قطعة من ثقافة معينة مع قطعة من ثقافة أخرى. ويشبه إلى حد ما فكرة فن «الكولاج» القائم على مزج الألوان والمواد ليخرج كلوحة فنية غنية وذات تفاصيل متنوّعة تتقبّلها العين وتأنس معها الروح.
النمط البوهيمي بعيد كل البعد عن التقليد أو المشاهد المتداولة، فكل قطعة منه تفتح آفاقاً مختلفة من التاريح، وتسجّل رحلة نوعية تغلب عليها البساطة. وأكثر ما يميّزه انسجامه مع أنماط الديكور الأخرى ويما يحتويه من تفاصيل جاذبة تكسر الروتين مثل الزخارف والنقوش والكراسي المعلّقة.
المزيد حول هذا النمط تتحدث عنه المصممة لينا بنوب، وتوضح مفهومه قائلة: النمط البوهيمي يُعد أسلوباً انتقائياً يفسح المجال للدمج بين الثقافات المتباينة، من الشرق إلى آسيا والهند وأوروبا، بحيث لا يخضع إلى قيود. ويرتبط عادة بالهاربين من أُطر الروتين، مثل الكتّاب والفنانين وعشّاق السفر واقتناء الذكريات من مدن العالم. وهو أقرب إلى مفهوم حياة الغجر غير المستقرّين، الذين يتنقلّون بين مئات الثقافات والأوطان والشعوب والثقافات من دون هوية واحدة.
الأرجوحة
وقالت: من الجيد أن نعرف موطن هذا النمط، فهو مشتقّ من بوهيميا المعروفة بجمهورية التشيك، ويتميّز بالقطع المصنوعة يدوياً من مصادر طبيعية مثل الطين والخشب والخيزران، كما يُعرف بألوانه الجريئة أو الترابية الفاتحة.
ومن أشهر القطع في هذا النمط «المكرميات»، وهي عبارة عن نسيج معقود يدوياً، بالإضافة إلى الفرو والوسائد بمختلف الأشكال والأحجام، والزخارف والنقوش، والفوانيس والشموع والبخور، فضلاً عن الكراسي المعلّقة أو ما يسمى بـ «الأرجوحة».
الأرابيسك
بالانتقال إلى السجاد، ذكرت أن الطابع العام مقتبس من ثقافة المغرب العربي أو فن «الأرابيسك»، والذي يتميّز بأشكال هندسية مختلفة سواء كانت تقليدية بروح شعبية أو بصورة كلاسيكية. وتُعدّ النباتات في هذا النمط عنصراً جوهرياً يضفي طابعاً حيوياً على المساحات المكتظة بالتفاصيل، فهناك النخيل والصبّار الحاضر بقوّة، بالإضافة إلى أزهار الزنبق لكونها تتطلب وقتاً يسيراً للعناية بها بالمقارنة مع سواها.
مزيج ثقافات
وحول انتشار هذا النمط تحدّثت بنوب قائلةً: قد تختلف ذائقة الناس، لكن للنمط البوهيمي عشاقه رغم عشوائيته، ويُعد من أكثر الأنماط شيوعاً في التصميم الداخلي، نظراً لكونه مزيجاً بين الحضارات والثقافات. وفيه فرادة وطابع شخصي، سواء كان بلمسات عصرية باختيار اللوحات المميزة، أو النمط الكلاسيكي عبر تطعيم المساحات بوسائد مميّزة تحمل الروح البوهيمية.
وأضافت: يلجأ المصمّم في العادة إلى انتقاء بعض القطع من هذا النمط لما يتميّز به من تفاصيل استثنائية قلّ ما توجد في سواه، وهذا ما يجعلها توحي للناظر أنها مصنوعة خصيصاً من أجله. ويعتبر النمط البوهيمي كباقي الأنماط المتعارف عليها، إذ يمكن استخدامه في أي مساحة من مساحة المنزل.
غرف النوم والمعيشة
وذكرت لينا بنوب أنها تفضّل حضور النمط البوهيمي في غرف النوم وغرف المعيشة لارتباطه بدلالات الدفء والحميمية. وأشارت إلى أنها حرصت خلال اعتماد هذا المشروع على دمج القطع الحديثة بالقطع ذات الطابع البوهيمي، مع الاحتفاظ بالقطع الموجودة مسبقاً في المنزل للإبقاء على الطابع الشخصي الفريد الذي يُعد جوهر هذا النمط.
مختلف ولافت
عمدت بنوب في تجهيز تصماميها إلى انتقاء أكثر القطع الممّيزة من الأثاث والأكسسوارات لتزيّن بها المشروع وتجعله مختلفاً ولافتاً.
ومما ساعدها على إتمام مهمّتها، أن موضة هذه السنة 2021 يطغى عليها الطابع البوهيمي، حيث وجدت الكثير من الخيارات المناسبة في السوق على النمط نفسه. أمّا فيما يتعلّق بالسجاد فشكّل الأمر تحديّاً، ولا سيما أن السوق يوفّر مقاسات صغيرة جداً نظراً لكون الحجم الكبير منها مكلف.
نتيجة مذهلة
للراغبين في جلب أجواء النمط البوهيمي إلى منازلهم، توضح المصممة بنوب أنه يتميّز بفكرة جوهرية تتمثّل بالتجميع وتنصح باتباع الخطوات الأتية:
1- تأثيث المساحات الداخلية بالتدريج، وحسب ما يتوافر من قطع مميزة.
2- عدم التأثيث من متجر واحد، لتفادي الملل مع الوقت، وحتى لا تفقد المنازل فرادتها.
3- اعتماد المغامرة والجرأة والمزج بين الخامات والمواد، للحصول على نتيجة مذهلة.
