السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الساحل الشرقي.. كنوز البيئة

الساحل الشرقي.. كنوز البيئة
28 مايو 2021 04:03

لكبيرة التونسي (أبوظبي)  

تضم منطقة الساحل الشرقي في الإمارات أجمل مناطق الغوص، وتُعرف بغناها بالمحميات الطبيعية البحرية التي تهدف إلى الحفاظ على الثروة السمكية وتأمين المناخ الطبيعي الآمن لتكاثرها، خصوصاً الأنواع النادرة من الأسماك والكائنات التي تشتهر بها. ويهدف المشروع الذي يضمّ عدّة محميات طبيعية بحرية إلى حماية الشعاب المرجانية والصخور والأصداف الملوّنة من الممارسات الضارّة.  
الموقع بجمالياته الطبيعية يُعتبر منطقة جذب لهواة الغوص والسباحة، وفيه محمية الفقيت ومحمية البدية ومحمية ضدنا ومحمية العقة، التي تتمتع برؤية واضحة وصفاء المياه. ويروي الغوّاصون قصصاً عن تعلّقهم بالغوص وأسراره، مشدّدين على ضرورة حماية البيئة البحرية من سلوكيات الرمي العشوائية لتحقيق مفهوم الاستدامة.

 

المهندس عبدالله بن محسن مؤسّس فريق دبي للغوص التطوّعي، يقوم بالعديد من المبادرات التطوعية لتنظيف البحر، وانتشال أطنان من المخلّفات العالقة في الأعماق مثل شباك الصيد والقراقير والزجاجات، ذكر أنه يمكن تقسيم مناطق الغوص في الإمارات إلى قسمين. القسم الأوّل، الساحل الشرقي في خورفكان والفجيرة، يُعد من أجمل مواقع الغوض لما فيه من مناظر خلابة في الأعماق، حيث مواقع حطام السفن والكهوف والأسماك النادرة إلى جانب الشعاب المرجانية النابضة بالحياة. وأوضح أن المنطقة تزخر بالشعاب المرجانية الجميلة، وتتميّز بأجواء من السكينة مع مرور أسراب متنوعة من الأسماك.
القسم الثاني، الساحل الشمالي والغربي، يمتد من رأس الخيمة إلى أبوظبي، حيث معظم مواقع الغوص عبارة عن حطام سفن أو مجسمات تم إنزالها لجذب الأسماك كون المناطق رملية، وهي تناسب شريحة كبيرة من الغوّاصين. 

البحر المفتوح
الكابتن سلطان عادل التميمي بدأ يمارس هواية الغوص، منذ كان في الـ 15 من عمره، تعرّف إلى أعماق البحر واستكشف أجمل أماكن الغوص، إلا أن بعض السلوكيات المضرّة بالحياة البحرية تستفزّه، وهو يفضّل الغوص في مناطق الإمارات الشرقية، دبا، الفجيرة، وخورفكان. وذكر أن ما يميّزها هو البحر المفتوح على المحيط الهندي، مما يسمح بدخول التيارات الهوائية الباردة، وكذلك الطبيعة الصخرية، والشعاب المرجانية الجاذبة للحياة البحرية وللأسماك، مشيراً إلى أن المنطقة الشرقية تعمل على جذب سياحة الغوص وتشجيعها من خلال تهيئة محميات بيئية وصناعية تجذب الغوّاصين من مختلف مناطق الدولة، بحيث يصل الغوص إلى 40 متراً تحت الماء.

رؤية ممتازة
وعن أفضل أيام الغوص في السنة، قال التميمي إنه يفضّل الغوص في شهري أبريل ومايو، حيث تكون الرؤية ممتازة، وأوضح أن هنالك من يغوصون في مختلف أشهر السنة، لافتاً إلى أن الحياة تحت البحر تختلف تماماً عما نشاهده على السطح، بحيث يتميّز العمق بالسكون والهدوء في الوقت الذي تكون فيه الأمواج عالية خلال بعض الأشهر. واعتبر أن أهم مناطق الغوص هي «انشكيب 1 و2 و10»، مشيراً إلى أن الاستمتاع بالغوص لا يرتبط بالعمق، بقدر ما يرتبط بالمناظر الطبيعية، وإذا كانت رغبة الشخص في الاستمتاع فإنه يكتفي باستكشاف الأماكن القريبة والجميلة. 

الشروق
وكمدرّب غوص ومصوّر للحياة البحرية، ذكر أنه في كل مرة يغوص يستكشف عالماً جديداً، مشبّهاً الغوص بقراءة كتاب مشوّق، موضحاً أنه تعلّم الكثير من هذا العالم الذي تتجلّى فيه عظمة الخالق، ولطالما نقل هذه الأجواء عبر كاميرته إلى الخارج، وهو يفضّل الشروق كوقت للغوص.
وبالحديث عن استدامة أعماق البحر، أشار إلى أن أكثر ما يغضبه الرمي العشوائي لأكياس البلاستيك وشباك الصيد والبقع الزيتية التي تخلّفها السفن. وهو يساهم في تنظيف قاع البحر ويلتقط بعض الصور التي تعزّز وعي الجمهور بأهمية الحفاظ على النظافة العامة.

حتى 160 متراً
من جهته ذكر الكابتن محمد محبوب أنه مارس الغوص في مختلف مناطق الإمارات، إلا أن المنطقة الشرقية تبقى الأكثر جذباً، حيث تتوفر الرؤية الواضحة وتتنوّع الحياة الفطرية والتيارات الهوائية، بسبب موقع الساحل الشرقي المطلّ على المحيط الهندي.
وأكدّ أن المنطقة تغري هواة الغوص الذين يتنافسون على الوصول إلى 160 متراً تحت الماء، مشيراً إلى أن مكان الغوص «انشكيب 2» يُطلق عليه «جنّة الغواصين». 
وقال: أعيش كل يوم حلماً جديداً، يمكن أن تكون تجربة الغوص شيئاً من الخيال خصوصاً عند مشاهدة حطام سفينة غارقة. وتكشف «إنشكيب 2» على عمق 28 متراً مناظر خلابة حيث موطن أسماك الإنقليس والأنبوبي والباراكودا، والتي تتخذ من الموقع مأوى لها. وعن مسؤوليته تجاه البيئة البحرية، اعتبر أنه من المؤسف مشاهدة السلوكيات المضرّة بالبيئة البحرية وبمواقع الغوص، ولا سيما أن بعض الصيادين يتخلّصون من الشباك العالقة في عمق البحر، والتي تعتبر القاتل الصامت للحياة البحرية، عدا عن إلقاء مخلفات تحجب الرؤية.
وأوضح محبوب أن نظافة البحر والاستدامة مسؤولية الجميع، مؤكداً على أهمية الحفاظ على الكنز الثمين الذي تتميّز به الإمارات، والمتمثّل في مواقع الغوص، وتشجيع سياحة الغوص وإعادة إحياء هذا التراث.

كنز ثمين
بدوره اعتبر صالح الظهوري أن الفجيرة تستحق وبجدارة أن تكون واحدة من أفضل أماكن الغوص في الإمارات، فالعقّة مثلاً تتميّز بمناظر خلّابة تحت الماء، ومنها الشعاب المرجانية السوداء وسمك القرش والسلاحف وسمك الإيجل. وذكر أنها مكان رائع لاكتشاف عالم الغوص، ولا سيما أن الساحل الشرقي بشكل عام يُعد من أجمل مناطق الغوص في العالم لتفرّده بطبيعة رائعة وتيارات بحرية وصفاء رؤية.

ألوان مبهرة
منطقة الساحل الشرقي من أفضل مواقع الغوص في الإمارات، يصل عمقها إلى أكثر من 100 متر. تُعرف بتنوّع الكائنات البحرية، من الشعاب المرجانية إلى الأسماك الملوّنة وذات الأشكال الجذّابة والمبهرة لعشاق الغوص، كون المنطقة جبلية والأرضيات صخرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©