عدد اليوم
خولة علي (دبي)
لطالما استثمر المدرّب والفنان الفوتوغرافي مرشد المهيري، عدسته في فن «البورتريه» وتوثيق التراث الشعبي بكل تفاصيله، حيث تتغنّى أعماله بمشاهد فنية تحمل دلالات عميقة، تصف تاريخ المنطقة الذي صنعه الأجداد وتناقله الآباء ليصل إلى الأبناء. وبشغف كبير يتّخذ من كاميرته وسيلة وغاية تظهر روعة الماضي بكافة مكوّناته، وينقل المشاهد عبر الصور إلى أصالة الأيام، ويسعى إلى نشر هذه الثقافة بين الراغبين في خوض عالم التصوير والإبحار في جمالياته.
يسترجع مرشد المهيري بدايته في التصوير، قائلاً: عام 1985 عندما كنت في الـ 11 من عمري، بدأت باكتشاف هذا العالم مع امتلاكي أول كاميرا - فيلم من نوع «كانون»، ثم توقفت لفترة بسيطة وعدت وحصلت على دورة في التصوير وتحميض الأفلام في الغرفة المظلمة. وفي عام 2005 بدأت مشواري في التصوير بالكاميرات الرقمية، وكان هدفي منصبّاً على تعلّم كل ما يختصّ بالتصوير لكي أقدّم المعلومات للآخرين بشكل سهل وسلس ومختصر. وحالياً، أستطيع المنافسة في ما يقارب 22 محوراً من أنواع التصوير، وأميل إلى تصوير التراث والطبيعة و«البورتريه»، وأحب أن يكون لي في كل بستان زهرة. وكاختصاص، فإن اللقطات المفضلة لديه، هي تلك التي تحمل دلالات عميقة وتمتزج فيها مشاعر المصوِّر مع الأشخاص، خصوصاً النساء وكبار السن الذين ينقلون التراث الإماراتي.
المباني الأثرية
وذكر المهيري أن العمل الفني عموماً بحاجة إلى ممارسة، حيث طوّر نفسه بالتعلّم الذاتي ومن خلال مواقع الشبكة العنكبوتية والتجربة المستمرة ومعرفة الأسس. وثمة محاور تطلّبت منه أخذ ورش تدريبة احترافية كالتصوير بالمايكرو، تصوير الستديو الداخلي (تصوير المنتجات).
أما أوّل أعماله الفنية، فكانت رحلته في توثيق التراث والملابس التراثية والفلكلور الشعبي، والمباني الأثرية والقديمة في أبوظبي وليوا والعين، مروراً بدبي والشارقة وعجمان حتى الفجيرة ورأس الخيمة. ولديه مجموعة كبيرة من الصور تتضمّن كل ما يدور في فلك الثقافة المحلية، الجوهر الذي يحظى باهتمام من قبل الحكومة، بين مشاهد التطوّر الظاهر بشدة، والهوية الوطنية المتمثّلة في التراث الذي يأخذ حيزاً مهماً من مختلف الفنانين والمصورين.
نهضة فنية
وبالحديث عن الأشخاص الذين أثّروا على مسيرته، أكّد المهيري أنه لقي الكثير من الدعم التقني والتشجيع، من الأسرة والوسط الفني، بالإضافة إلى شخصيات فاعلة في الجهات الرسمية والخاصة، مشيراً إلى أن شغفه في التصوير كان المحرّك الرئيس في نجاحه برسم النهج الذي تميّز به، وهي المشاهد التراثية. وذكر أن التطوّر التقني والفني في التصوير الفوتوغرافي في الإمارات نموذج بارز في العالم العربي ودول الخليج، لافتاً إلى صناعة الصورة والأفلام التي تشهد رعاية مستمرة ضمن الفنون بكل أشكالها، ومجهوداً لافتاً للشباب من الجنسين. وفي ذلك مساهمات كثيرة سواء على الصعيد الشخصي أو العام، من ذوي الاختصاص أو ممن يقود هذه الرعاية من الجهات المختصة في الدولة بهدف رفع المستوى الفني إلى مرحلة راقية جداً.
جوائز
حصد مرشد المهيري خلال مسيرته 8 جوائز محليّة وجائزة عالمية، وأكثر من 45 شهادة بين التقديرية وتقديم الدورات لمؤسسات عامة وخاصة. وأكبر إنجاز بالنسبة له توصيله للمعرفة إلى نحو 1500 متدرّب على مستوى الإمارات، وهذا ما يسعى إلى مواصلته مع الراغبين في تعلّم فنون التصوير.
