عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
رغبة منه في حماية التراث الأمازيغي في منطقة «أملن»، أو شعبة الأنوار، كما يطلق عليها من ينتمون لتلك المنطقة الجميلة، أسس محمد بيهميدن متحفه الخاص، بمنزل عائلته ومسقط رأسه في قرية «أرزو واضو» التابعة لمدينة تافراوت، أو جوهرة الأطلس الصغير كما يطلق عليها.
هذا المتحف، الذي يستقبل زواره مجاناً وسط إجراءات احترازية يحتوي على ثروة من المقتنيات الأثرية، جمعها محمد بيهميدن بعناية تعكس حبه لتراث المغرب.
ويضم المتحف مقتنيات تعود إلى عقود طويلة من الزمن، منها الأبواب القديمة، المشغولات والأواني الخشبية التي استعملت في منطقة تافراوت منذ قرون طويلة، والحلي الفضية والملابس الصوفية القديمة وخناجر وقناديل ورحى حجرية ومحراث خشبي قديم، وصور نادرة تنقل الزائر لمعايشة أحداث مهمة عاشتها منطقة «أملن» ومدينة تافراوت.
تحفة معمارية
مؤسس المتحف محمد بيهميدن شيد مرافقه وقاعاته بمواد مستخرجة من تلك القرية كالأحجار والأخشاب، حفاظاً على جمالية المكان وأصالته، وحرصاً منه على الحفاظ على الموروث والتراث المعماري للمنطقة، كما أن المتحف بُني في بيت العائلة الذي شيد سنة 1907 كما تشير لافتة عند المدخل.
ويستقبل المتحف عدداً كبيراً من السياح يأتون لزيارته من مختلف أنحاء العالم للتعرف على محتوياته النادرة، ويضم الكثير من المقتنيات التي تعكس روح التسامح والتقارب بين الأديان، كما يعرض المتحف ألبسة تقليدية يعرف بها الجنوب المغربي وقرى جبال الأطلس، وآلات الخياطة النادرة التي أدخلت إلى المغرب في بداية القرن الماضي.
ذاكرة المكان
ويقول محمد بيهميدن لـ «الاتحاد»: إن فكرة تأسيس متحفه في قريته «أزرو واضو» راودته منذ أن عاد من أوروبا الذي عاش فيها مدة أربعين سنة، باستقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم لكي يتعرفوا على تراث المنطقة وما تزخر به من موروث عريق، سواء في المعمار أو التقاليد والعادات المغربية والأمازيغية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ المغربي والإنساني.
وأشار إلى أن المتحف يلعب دوراً مهماً في الترويج للسياحة الثقافية، ويهدف إلى تشجيع شباب المنطقة على الإطلاع على ما تتوفر عليه مكتبة المتحف من كتب ومجلات وصور نادرة وولوج شبكة الإنترنت مجاناً للطلبة، كما يهدف المتحف إلى حفظ هوية المكان ورد الاعتبار للمحاربين القدماء الذي دافعوا عن أرضهم من الغزاة.
كرم المغاربة
ويقدم محمد بيهميدن لزواره، فنجان قهوة أو أي مشروب محلي ساخن تعبيراً عن كرم الضيافة، التي يعرف بها المغرب من شماله إلى جنوبه، ويحرص على مرافقة الزوار إلى أجنحة المتحف، مقدماً لهم كل المعلومات المتعلقة بالمقتنيات وتاريخ كل قطعة من قطعه الثمينة والنادرة.
