عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
أثار هدم طابية أثرية في محافظة أسوان جنوبي مصر، المعروفة باسم قلعة فتح العسكرية، والتي تعد أحد أهم الآثار الإسلامية في هذه المحافظة، وسط حُزن كبير من الأثريين.
وبدأت تسمية منطقة الطابية بداية القرن الـ 19 علي غرار الطابية الفاطمية، حيث أقام الوالي محمد علي طابية حربية لتكون مقرا لأول كلية حربية فى مصر، وهى واحدة من طابيتين حربيتين في أسوان تم بنائهما في عهده، وقد دُمروا تماماً بفعل الزمن.
وقال كبير الأثريين بوزارة الآثار المصرية إن طابية أسوان تعود إلى العصر الفاطمي، موضحا أن هذا المزيج ظهر بكل وضوح في بعض العمائر التي بُنيت في العصر الفاطمي، حيث القلاع والأسوار المحصنة وأيضاً المساجد ذات الطابع الدفاعي، ومن هذه المنشآت طابية أسوان أو مسجد الطابية.
وأوضح لـ "الاتحاد" أن هذا المسجد المميز والذي شُيد فوق ربوة في مدينة أسوان وعناصره المعمارية المميزة المتمثلة في الطابية التي جمعت بين العمارة الدينية والدفاعية فى آنٍ واحد، مشيرا إلى أن تلك الطابية بمثابة أحد القلاع الحربية بأسوان، وقد اختير موقعها المتميز أعلى القمة الجبلية لأداء وظيفة مزدوجة.
وحسب شاكر فإن الوظيفة الأولى هي الدينية للآذان وداخل حرمها تؤدىٓ الصلوات، والثانية هي الوظيفة العسكرية وهي الوظيفة الرئيسية، حيث كانت تستخدم الطابية للتحذير بالإشارات من هجمات الأعداء، وعند الخطر والاستعمال العسكري كان يوقد بداخلها النيران في الليل وفي النهار كانت الإشارة بالدُخان.
وأكد كبير الأثريين أن تلك الطابية كانت أحد نقاط الاستطلاع الحربية في العصر الفاطمي، مشيرا من تهدم المسجد والطابية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي على أقل تقدير، حيث تم استخدام هذا المسجد والغرف الملحقة به من خلال أحد الفرق العسكرية المصرية حتى بعد حرب أكتوبر 73 المجيدة، ولم تزل حتى الآن بعض الأغراض والأسِّرَة الخاصة بالجنود موجودة داخل تلك الغرف.
وكن هذا المسجد تحت تصرف القوات المسلحة المصرية حتى عام 2009، حيث تسلمها المجلس الأعلىَ للآثار، وبالرغم من كل هذا فقد ظلت القاعدة حاملة البدن المخروطي الناقص حتى الآن؛ حيث تتميز مئذنة الطابية بوجود شريط من الآجر وُضع بطريقة يقصد منها تكوين نص كتابي يشبه الكتابة الكوفية، فضلاً عن العناصر المعمارية المشتركة بين مئذنة الطابية والقباب الفاطمية بجبانة أسوان.
