الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخه محمد الجابري: فلسطين التي نَهوى

شيخه محمد الجابري: فلسطين التي نَهوى
17 مايو 2021 00:08

مذ عرفناها في الصغر، قضيتنا الأولى لا شيء يغيّر هذا الشعور في أعماقنا، قرأناها في المناهج، شربناها مع الدّرس، كانت ولا تزال هي العشقُ والوعيُ والحقّ والعدل والحرية، منذ أن كان آباؤنا يعودون برواتبهم الشهرية وقد اقتطع جزء منها يسمى ضريبة فلسطين، وكانوا فخورين بذلك وعلّمونا أن نفخر مثلهم، لم يتذمروا، ولم يتأففوا، ولم يرفضوا، ولم يعترضوا لأنهم مؤمنون بأن فلسطين هي قلبنا النابض الذي كلما خفق خفقة اهتزت له كل القلوب من حوله، هكذا كانت تؤمن القيادة في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه» وقيادة الدولة، حفظها الله، من بعده.
من هنا كانت فلسطين في قلب كل ابن بارٍ للإمارات، واليوم الذي يتصاعد فيه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكون لقيادة دولة الإمارات كلمتها التي يحترمها العالم، ويقف لها تقديراً واحتراماً، ورغم الأصوات الشاذة التي تطلع من جهات معروفة والتي تشكك في الموقف الإماراتي، بخاصة بعد توقيع الاتفاقية مع إسرائيل، إلاّ أن المصداقية الإماراتية في التعاطي مع القضية الفلسطينية واضحة وجليّة للعيان، ولا مجال للّبس أو التشكيك فيها، فالقضايا الكبرى لها قيادات كبيرة قيمة وقدراً وحجماً، تعرف تماماً متى تكون المواقف الحاسمة في اللحظات التي سيتحدث عنها التاريخ مستقبلاً.
فلسطين قضية لا تقبل المزايدات، هي حكاية كل ّ طفلٍ رضِع في الصغر مفهوم ومعنى الحق الفلسطيني، وكبر وكبرت معه القضية عاش كل مراحلها وثوراتها وأيامها وشهدائها، ويعرف تماماً ماذا تفعل الفصائل الفلسطينية في الداخل، وكيف أنها متى ما أرادت تُشعل الفتيل بحسب مصالحها وأجنداتها دون النظر إلى تداعيات ما سيحدث من أذى للشعب، ومن تدمير للبُنى، في غياب تام للأصوات الكاذبة التي تدّعي أنها مع القضية، ولن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث.
تلك القضية الأزلية ممتدة الأبعاد هي قصيدتنا، وحكاياتنا، وحبر أقلامنا، وحديث دفاترنا لا نقبل أن يشار إلى أنها أصبحت هامشية وهي في القلب، وقد أكدت قيادة دولة الإمارات أهمية استعادة الحق الفلسطيني، وعبّرت عن قلقها إزاء ما يحدث، وصدحت الحناجر في مساجدنا بالتضرع إلى الله تعالى بأن يقف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يستنكره المجتمع الدولي، وترفضه الهيئات والمنظمات الدولية.
تلك هي فلسطين التي نهوى، الوطن الذي لطالما كان هاجسنا، منذ أن كانت هي نشيدنا المدرسي، وعنوان أول درس نقشناهُ في الصّغر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©