الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

انكسار

انكسار
16 مايو 2021 01:43

في رحيل «خالتي» دمعة الشاعر، ودموع الشعر صفاً إلى صف يقفان.... دَمعُ الشاعر...
يذهب بها إلى البحر ويخلط دمعته بمائه حتى لا يلفت له الأنظار ثم يعود ويخلط دمعه بطين الأرض، يرجع ويبكي، هو الإنسان الذي اختار عاطفته رسالةً فيعود مكشوفاً قلبه ثم تأتي الناس تكشف عن أساه جامعةً الكلمات التي لم يستطع حملها، ثم تجمعه وتنسى عضلة قلبهِ الممزقةِ ويحاول أن يثبتها بعود ضعيف من أشجانه التي امتلأت بغزارة الفقد لكن يفقدها «لأنه ما قوي أن يسندها» في وفاة الخالة 3/4/2021..
في بكائنا أسرار نشير عليها حتى تُقرأ ويعرف من هم حولنا كم مررنا على المرارات وكم من المرارات تجرعنا هذا الرحيل الكبير قدرنا الذي لا نستطيع مواجهته وإيقافه صغاراً أما التذكر فلا نقوى حتى رؤيتنا في المرآة لا نستطيع تحرير الألم ونحوله إلى طائر مسافر ينقله بعيداً أو يضعه على جبل. ارتبطت بذكرياتنا الجميلة حواراتنا وقصصنا وحكايات قبل النوم التي كانت إضاءات وتيسير في حياتنا
رحلت خالتي شقيقة أمي ولم تحمل معها إلا السيرة العطرة ونكران الذات وإيثار النفس والعطاء الكبير للأبناء ومن أهدتهم العمر والجميل.
«الوجع سريع وقاسٍ
ولا وعد يجمع
الحياة في الأحلام
أخشى على الدمع من إذابته
في الحنين»
دمع الشعر...
تدفعه الكلمات ووجوه المعزين وأحياناً أخرى الصلاة القريبة، ومرات الجفاف والعتب للزيارة والسؤال، نحن
أغراب عن أنفسنا يلحق بنا الجفاف العاطفي ويَقلب ماعون التواصل بيننا على وجهه، نحن ندمنا يأتي متأخراً كسيل يربكنا يدخل غفلتنا عن من غفلنا عنهم.
دمع الشعر ضيف القلم والكتابة شاهد حقيقي يكتب ما نقوله بمصداقية يتفاعل مع كل همسة وعتاب النفس للنفس، يا قلب صِف لهم كل شيء حتى تبقى تلك اللحظات الجميلة التي ترحل هي معك بكل أحاديثها وأسئلتها حتى لو وضعت خطوة أمام الباب وخطوةً أخرى خلف الباب تبقى صادقة مؤثرة فكيف إذا الغياب لا رجعة فيه هذا ما سمعناه من الأوليين من «محاتاه» هذا ما قالته الخالة الراحلة دائماً لنا جميعاً
النفس يمزقها الحزن
في الغياب الطويل
مفقودين ولا انتظار
لكننا نبكي «للخبر الشين»
كل حالات الحزن نحن

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©