عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
«التحديات تصنع الرجال» هكذا هو حال الشاب راشد سعيد المرزوقي الذي تحدى صعابه الصحية، وعمل بدعم أسرته ليكون عنصراً فاعلاً في المجتمع، وحقق العديد من الإنجازات، منها مراكز متقدمة في حفظ القرآن الكريم، وتفوق في مجال عمله، وممارسة العديد من الهوايات منها المسرح، والرياضة، وما يزال سائراً في درب التميز، يضرب مثالاً قوياً في الصبر والتحدي والعزيمة، ليكون أحد أبناء هذا الوطن الذين يساهمون في بنائه، اتسم مشواره بالكفاح والمثابرة، ولد لأسرة صبورة، محطات حياته جعلت منه إنساناً صاحب عزيمة وإرادة مبدعاً، متفوقاً في دراسته، ليؤكد أن الإعاقة ليست حركية، إنما إعاقة فكر وعزيمة وصبر.
مسار مميز
راشد المرزوقي الموظف في هيئة تنمية المجتمع بدبي من أصحاب الهمم، عمل بدعم والديه على صقل مهاراته، متحدياً جميع الصعاب، مما جعله يستكشف العديد من المهارات وينميها بداخله، صنع لنفسه مساراً مميزاً، فتألق في الرياضة والمسرح وحفظ القرآن، ومجالات كثيرة أخرى، جعلته محط تقدير من المحيطين به، مما أهله للحصول على عدة جوائز وشهادات تقدير كان منها جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز عن فئة الجندي المجهول سنة 2012.
وحصد المركز الرابع في مسابقة «الشيخة هند بنت مكتوم للقرآن الكريم» على مستوى الدولة، وكان حينها أول شخص من أصحاب الهمم يشارك في هذه الجائزة، والمراكز الأولى مع أصحاب الهمم في مسابقات مختلفة للقرآن، كما شغل العديد من الوظائف في عدة جهات، حيث التحق بمركز دبي للرعاية الخاصة للعمل كمتدرب، ثم انتقل إلى بنك دبي الوطني ومنه إلى فندق كمبنسكي ما أكسبه خبرات تدريبية أهلته للعمل في هيئة تنمية المجتمع من 2010 وحتى الآن.
شلل دماغي
تعود قصة راشد المرزوقي الذي يواصل حياته العملية بنجاح، إلى إصابته بشلل دماغي نتيجة نقص الأوكسجين أثناء الولادة، وحين تم اكتشاف الأمر، تجاوز والداه صدمة الخبر، وبدأت رحلة العلاج، حيث لم يدخرا جهداً، وبحثا عن العلاج في العديد من بلدان العالم، ومع مرور الوقت اقتنعا أن الأمر سيتطلب جهداً آخر، وهو العمل على تطوير مهاراته ودعمه بالبحث عن المراكز التي تحتويه وتطور مهاراته.
قالت والدة راشد المرزوقي: قررنا دعمه ومساعدته منذ الأيام الأولى التي لاحظنا فيها أنه يعاني مشكلة ما، تلقائياً اتفقنا أنا ووالده على أن نجعله يتجاوز التحديات التي قد يتعرض لها، وقررنا دعمه ومساندته ليتقبل كل شيء، رغم صعوبات وتحديات البداية الكبيرة، وبالفعل كان راضياً وصبوراً، وهو شخص طموح ذكي لا ينقصه شيء أبداً.
إنسان طبيعي
بالحديث عن حياة راشد قالت والدته، تسبب له نقص الأكسجين في شلل دماغي أثر على رجليه، وبعض الحركات أما بالنسبة للذكاء فهو إنسان طبيعي، ولا يعاني أي مشاكل، وقد تأثرنا بداية كونه أول مولود وبعد رحلة طويلة من العلاج، توصلنا إلى نادي دبي لأصحاب الهمم، وبعد مسيرة من التعليم والتدريب فهو اليوم موظف، فاعل في المجتمع، يحفظ القرآن ويشارك في العديد من المسابقات، متألق، يساعد إخوانه في التعليم، يمتلك مهارات في الكمبيوتر، وعلى الصعيد الشخصي هو شخصية إيجابية، يحب السفر والاستكشاف، ويعيش حياة سعيدة وسط أهله، لديه استعداد لتعلم أشياء جديدة، ومقبل على الحياة، ما جعله يتعلم بسرعة وينجح في ممارسة العديد من الرياضات والهوايات.
مسار مميز
من جهته قال راشد إن الصعوبات والتحديات جعلته أكثر قوة، وإن دعم والديه دفعه لعمل المستحيل، ليرضيهما ويجتهد ليظهر لهما أن تعبهما لم يذهب سدى، موضحاً أنهما بذلا كل ما في وسعهما لعلاجه وإرضائه وتوفير كل ما يحتاج إليه، خاصة الدعم المادي والمعنوي، ضمن أجواء إيجابية وصحية، مؤكداً أن مساندة الأهل وخاصة والده الذي كان له الدور الكبير في مساعدته على قهر الإعاقة، جعله يشعر أنه محظوظ في الحياة، كونه محاطاً بالحب والحنان والعطف والعمل الدائم على إسعاده ومساعدته وتوفير كل متطلباته.
تنمية الذات
إلى جانب مسيرته التعليمية، واجه المرزوقي في بداية مشواره الدراسي العديد من التحديات، منها إيجاد المركز المناسب لحالته، وطموحه وتطلعاته، مؤكداً أن استفادته من العديد من الدورات التي عززت ثقته بنفسه، وجعلته يواجه العالم بكل شجاعة، موضحاً أن هيئة تنمية المجتمع ساعدته على الالتحاق بدورات عدة بهدف تطوير الذات، وتنمية مهاراته، الأمر الذي أكد لديه الصورة الإيجابية والتقدير لذاته وساعده على تحقيق أهدافه، ما جعله ينجح في مسيرته الوظيفية وتحقيق نتائج جيدة في ممارسة مختلف الهوايات.
شغف الريادة
وأشار إلى أن عضوية نادي دبي لأصحاب الهمم دفعته للمشاركة في الفعاليات الرياضية، مؤكداً أنه ذلك يشبع طموحه، ويجد فيه فرصة كبيرة للمنافسة والتفاعل مع مختلف شرائح المجتمع، موضحاً أنه يحب الرياضة بشكل كبير، ويداوم باستمرار على ممارستها في نادي دبي لأصحاب الهمم، حيث يعشق التحدي والإصرار، ويحب المشاركة في المبادرات الرياضية والمجتمعية.
تميزه الوظيفي
عن طبيعة عمله قال إنه يعمل كتنفيذي دمج اجتماعي في هيئة تنمية المجتمع، حيث يعمل على البرامج التي تخص محور التوظيف والدمج في استراتيجية دبي للإعاقة.. وإلى جانب تميزه الوظيفي فإنه حقق الكثير من الإنجازات، التي قال عنها :«أحرزت المركز الرابع في مسابقة دبي المحلية للقرآن الكريم والمركز الأول في العديد من المسابقات التي ينظمها نادي دبي لأصحاب الهمم، وحصلت على جائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي بالإضافة إلى ذلك وقع عليّ الاختيار لأكون سفير صحة أطفال العرب لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2006 حيث شاركت في الكثير من نقاشات الطاولة المستديرة وأسهمت في إطلاق مشروع تكامل لذوي الإعاقة، كما فزت بجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز فئة الجندي المجهول وجائزة فرسان الإرادة، وأشارك في المناسبات الرسمية كعريف للحفلات أو بإلقاء كلمة كما أشارك في النشاطات التطوعية والمسرحية.
