عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
شهد الموسم الدرامي التلفزيوني الرمضاني لهذا العام عرض مجموعة من الأعمال الكوميدية المحلية والخليجية والعربية، منها «اللي نحبهم» و«بنات مسعود» و«علاء الدين» و«ممنوع التجول» و«ستوديو 21» و«شليوي ناش» و«أحسن أب»، والتي وجد بعضها ردود أفعال إيجابية، والبعض الآخر منها نال انتقادات لاذعة، لاسيما أن الكوميديا المقدمة في بعض الأعمال بلا هدف، وعلى الرغم من أن مفهوم الكوميديا الفنية في عالم التلفزيون متغيرة بحسب طبيعة الأعمال، فإنه لا يختلف أحد على أن الكوميديا لا بد أن تكون ذات مضمون وليست مجرد أعمال تثير الضحك من دون رسالة واضحة.
وهذا ما أكده مجموعة من صناع الدراما ومحترفي كوميديا، حيث أكد الفنان والمنتج أحمد الجسمي أن الموسم الدرامي شهد أعمالاً كوميدية متميزة وأثبتت أنها بالفعل «دواء قوي المفعول» للكثير من المشكلات التي يواجهها الناس، خصوصاً في ظل أزمة «كورونا» التي يعانيها العالم، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تكون هذه الأعمال ليست كوميدية من أجل الكوميديا فقط، إنما يجب أن تحمل مضموناً ورسالة وهدفاً، بما يجعل من مشاهدتها إضافة حقيقية للمتلقي الذي هو في المقام الأول المعني والمستهدف من قبل صناع الكوميديا.
ورأي الجسمي أن الكوميديا المحلية قدمت أعمالاً تفاعل معها الجمهور وحصدت إعجابه ضمن المنافسة القوية، مثل مسلسل «اللي نحبهم» الذي يعرض على شاشة «الإمارات»، مقدماً كوميديا هادفة، تستعرض قصة اجتماعية عصرية تستعرض حكاية الجارين «أبو جابر» وأبنائه و«سارة» وأبنائها، الذين يعيشون في الفريج نفسه، وتحدث بينهما العديد من المفارقات المضحكة في قالب اجتماعي، منوهاً أن العمل يقدم من خلال الحكاية العديد من القضايا المتعلقة بالشباب مثل سباق السيارات وخطورة السرعة، بالإضافة إلى مشكلات الفتيات وحكاياتهن داخل الجامعات، ودخولهن عالم السوشيال ميديا، مع توضيح سلبياته وإيجابياته على الفرد والمجتمع.
مضمون وهدف
من جهته، أوضح الفنان جمال الردهان بطل المسلسل الخليجي الكوميدي «بنات مسعود» الذي يعرض على شاشة «الإمارات»، أنه ليس من السهل تقديم عمل كوميدي في هذه الفترة من الزمن؛ نظراً لأن هناك أعمالاً كوميدية قدمت عبر تاريخ الفن، حققت نجاحات ولا يزال المشاهد يصر على متابعتها حتى يومنا هذا، لذا فإن القائمين على تقديم أعمال درامية يجب أن يكون لديهم وعي بحقيقة تجربة الكوميديا في الفن العربي، وقال: رغم أن الكوميديا تعد من أصعب أنواع التمثيل في الدراما التلفزيونية، فإنها تعد أيضاً من أسهل الطرق التي من خلالها يمكن إيصال الرسالة والمضمون والهدف ويتقبله المتلقي بشكل أسرع.
تخطيط مسبق
ويرى الفنان جمعة علي أنه يجب أن تكون الأعمال والأدوار الكوميدية منتقاة بعناية، وأن يكون هناك تخطيط مسبق للعمل بحيث تكون رسالته واضحة للجمهور، وأن تكون قصة العمل ومشاهده موازية لما يحتويه من مضمون، وهو ما يزيد من المتعة الفنية في المشاركة، ويجعل المتابعين على وعي بما تريد أن تقدمه هذه الأعمال من أفكار، مؤكداً أن الأعمال الكوميدية الشهيرة الباقية التي لم تزل في أذهان الناس، اكتسبت شهرتها الحقيقية من خلال ما تركته من فكر ومضمون وهدف، لذا فإنه من الضروري أن تكون الأعمال الكوميدية مبينة على قصة حتى يستطيع المشاهد أن يستمتع ويتفاعل مع مضمونها.
معاناة يومية
أشار ناصر القصبي بطل مسلسل «ممنوع التجول»، إلى أن الكوميديا في الأساس هي حالة درامية يجب أن تعبر عن المجتمع وتعكس ظروف حياة الناس ومعاناتهم اليومية، وهذه ما تسمى بالكوميديا الحقيقية، وهذا ما قدمه في مسلسله «ممنوع التجول»، حيث إن ما زاده مصداقية هو آلية المزج بين المعاناة اليومية التراجيدية التي عاناها الناس بسبب «كورونا» ضمن أحداث العمل في قالب كوميدي، وقال: الكوميديا هي الإطار العام للعمل، فالناس اكتفت من حالة «كورونا» والغمّ الذي أصاب حياتهم بسبب الفيروس، لذا فكان علينا أن نقدم من خلال المسلسل طرحاً اجتماعياً للحالة ضمن طابع كوميدي.
الحد الفاصل
يبين الفنان خليل الرميثي، أن هناك حداً فاصلاً بين تقديم الدور الكوميدي الحقيقي والهادف، والكوميديا المبتذلة التي تعتمد على التهريج والإسفاف دون أن يكون لها مضمون حقيقي من وراء القصة، فيجب على ممثل الكوميديا أن يكون على قدر من الوعي فيما يقدم من أعمال كوميدية؛ لأن السياق قد يتفلت منه في أثناء تجسيد الشخصية، والدليل على ذلك أن هناك ممثلين نجحوا في تقديم إضافة نوعية في الدور المسند إليهم، وهذا ما يسمى بالارتجال المبدع الذي لا يخل بالدور ولا يسفهه.
