الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخه محمد الجابري: للأعياد بهجتها وابتهالاتها

شيخه محمد الجابري: للأعياد بهجتها وابتهالاتها
10 مايو 2021 00:47

يأتي العيد محملاً بالبهجة والفرح، بالصلوات التي تملأ القلوب بالسكينة والأمان، يأتي بالحلوى وابتسامات الصغار، ومراجيحهم وأناشيدهم النّديّة، يأتي ليجدد الحياة، ويرسم ملامح السعادة، وفي كل موسم يحمل معه تفاصيله الخاصة، أغنياته، احتفالاته، مجالسه، عاداته، طقوسه وتقاليده، تلك التي تترك أثرها الجميل في كل مكان يكون للعيد لونه الخاص به، وطقسه المتجدد المرتبط بالتجمعات والسوالف والحكايات التي تشع بالفرح الفائض من عطورها وبخورها، وملابسها، التي تملأ الأمكنة بالحيوية.
ومع اختلاف الأعوام والمواقيت تكون للأعياد احتفالاتها ومساحاتها التي تمتد من حدود القلب إلى المسافات البعيدة، القريبة من الأحاديث الوديّة الرقيقة، الناضحة بالمشاعر الإنسانية اللطيفة، تلك التي تُشبهُ نسائم صيفية رقيقة تمر بالقلوب فتُسعدها، وتطوف بالبيوت فتطبعُ فيها علاماتٍ من الضوء والسّحر الذاهب نحو الشمس الصاخبة بالأشعة السعيدة. في العيد، يكون للأطفال لغتهم الخاصة، وللكبار ذكرياتهم الكثيفة المتشابكة كأغصان الشجر، وسعف النخيل الثابت في الأرض، الفارع نحو السماء، منذ الأعياد القديمة وليالي الاحتفالات البسيطة، تلك التي على الرغم من تواضعها في مجتمعات لم تعرف بعدُ ثورة التطور، والتواصل الإلكتروني، كان للعيد بهاؤه الخاص، ولاحتفالات النساء تفاصيلها الغارقة بالأسرار والخلطات العطرية، يتجمّعن لحياكة الملابس، وتجهيز مستلزمات الاحتفاء بالعيد، بحسب استطاعتهنّ وإمكاناتهنّ البسيطة، الكبيرة في عيون التقدير. ويختلف الاحتفال بعيد الفطر الذي كانوا يسمّونه العيد «الصغير»، عن الاحتفالات المرتبطة بالعيد «العود» أو عيد الأضحى، فلكلّ منهما طقوسه، وأهم ما يميز العيد «العود» عن «الصغير»، الطقوس المرتبطة بـ«الشّوي أو التّنور»، حيث تقوم الأمهات بعمليات شديدة التعقيد ولها أسرارها الخاصة التي يعرفنها وحدهنّ قبل الاعتماد على الطباخين الجدد، الذين لا يجيدون سر الخلطات السحرية التي تعدّها الأمهات والجدّات بركة الزمان والمكان.
تغيّرت ملامح العيد وتفاصيله الجميلة، وأصبح غريباً، ونحن الأشد غربةً عنه في زمن «كورونا» وتداعيات اللحظة الراهنة التي ألزمت الناس بالتباعد، واتباع إجراءات احترازية تضمن السلامة عن بُعد، والتواصل عبر التقنيات الحديثة، فصارت جامدة خالية من الإحساس والمشاعر الطبيعية، تلك التي تنساب على سجيتها، حتى الوجوه اشتقنا إلى تعابيرها التي افتقدناها بفعل الأقنعة التي تخفيها وتحبس الأنفاس.

كل عام وأنتم بخير، تعود الأعياد على وطننا الإمارات وقيادته الغالية وشعبه العزيز وكل من يقيم على أرضه في سعادة دائمة لا تنقطع، ومن العايدين والسالمين والغانمين كل سنة بإذن الله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©