الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

18 ساعة حاسمة في حياة صفية الحمادي

صفية الحمادي تتابع أولادها مرتدية بدلة الوقاية تجنباً لإصابتهم (الصور من المصدر)
29 ابريل 2021 00:45

هناء الحمادي (أبوظبي)

تواجه الكوادر الطبية من أطباء وتمريض وفنيين الموجودين في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19» الكثير من التحديات، وعلى الرغم من ذلك يتضاعف الإيمان والثقة والصبر بأن الانتصار على الوباء لابد منه، فرسائل الدعم والمؤازرة التي تأتيهم تزيدهم إصراراً وقوة، وتعينهم على استكمال رسالتهم النبيلة. 
الدكتورة صفية الحمادي التي رودت تفاصيل أصعب 18 ساعة يومياً، على مدى 5 أيام أسبوعياً، حيث واجهت الكثير من المواقف والتحديات خلال التعامل مع مصابي «كورونا».
صفية طبيبة جراحة أمراض النساء والولادة، أكملت 5 سنوات عمل في هيئة الصحة في دبي حازت شهادة «البورد البريطاني» لأمراض النساء والولادة بكالوريوس طب عام وجراحة عضو في برنامج قادات الشباب العالمية - منظمة المستشفيات الدولية ومشرفة الطبيبات المقيمات في مستشفى لطيفة أم لطفلين أحدهما حديث الولادة «في فترة بداية الأزمة»، التحقت بالصفوف الأولى لمواجهة فيروس كورونا المستجد، مجسّدةً الإخلاص للوطن وتحمل المسؤولية في الظروف الاستثنائية، حيث واجهت «كوفيد - 19» بإقدام وشجاعة مطلقة.

تجربة مؤلمة
تسترجع بذكرياتها واللحظات التي كانت من أصعب الأيام التي مرت عليها في رمضان العام: لأول مرة في حياتي أعيش تجربة مؤلمة وبعيدة عن أفراد أسرتي وطفلي، الذي في أمسّ الحاجة، خاصة أنه حديث الولادة وبحاجة إلى الرضاعة الطبيعية والحنان وقضاء وقت أطول معه، لكن الواجب الوطني والإنساني يحتم عليّ أن أخطو إلى الأمام وأقف مع زملائي في مهنة الطب، لنكون خط الدفاع الأول في مواجهة هذه «الجائحة» التي عصفت بأرواح أناس قريبين إلى قلوبنا.

  • صفية الحمادي في لحظة استراحة فوق سلم العمل عبر صورة التقطتها لها إحدى الزميلات خلسة
    صفية الحمادي في لحظة استراحة فوق سلم العمل عبر صورة التقطتها لها إحدى الزميلات خلسة

وتضيف: أول رمضان قضيته بعيداً عن الأهل، وفي غرفة من أربع جدران في أحد الفنادق بدبي بعيدة عن الأجواء الرمضانية، ولمّة العائلة والأهل على موائد الإفطار والسحور، بسبب الإجراءات الاحترازية، وحفاظاً على أفراد الأسرة من الفيروس.  وتضيف: القيادة الرشيدة وجهت منذ اليوم الأول لظهور الفيروس في الدولة بتوفير أقصى درجات الأمان والوقاية للأطباء والممرضين، باعتبارهم خط الدفاع الأول، والمحافظة على كبار السن من الأهل والأقارب. 

ساعات العمل
وأوضحت: كنت من طبيبات أمراض النساء والولادة الأوليات من مستشفى لطيفة في دبي مع المتطوعات لعلاج مصابي «كورونا»، وعملت متطوعة في مستشفيات عدة ومراكز عزل، حيث تم إعلامها بحاجتهم الماسة لأطباء في أحد فنادق دبي للتعامل مع الحالات الإيجابية لتواصل عملها لمده تقارب 6 أسابيع بنظام المناوبات من 12 إلى 18 ساعة 5 أيام في الأسبوع، مع مرعاة عدم العودة للمنزل لتجنب إصابة أبنائها، وخلال تلك الفترة أجرت مئات الفحوص للقاطنين في الفندق، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل يتم فحص المصابين بشكل مستمر ومراقبه أوضاعهم الصحية.

مواقف صعبة
وعن أهم التحديات التي واجهت الحمادي، تذكر: خلال عملي في رمضان، أواجه الكثير من التحديات، منها الابتعاد عن أطفالي، وبالأخص أصغرهم، وصعوبة إيصال الحليب الطبيعي له، بالإضافة إلى صعوبة البقاء معه، خوفاً من انتقال العدوي،  ورغم ذلك  أواصل العمل، في ظل الكثير من المتاعب، خاصة العزلة والوحدة، والعمل بعيداً عن الأهل.. وبين الاطمئنان على حالة المصابين بـ«كورونا»، تجد صعوبة إيجاد وقت لتناول السحور أو الفطور وأحياناً لا تتناول وجباتها، في ظل  ارتداء البدلة الوقائية طوال الوقت والتي تحتوى على أكثر من قطعة. 
كما تسترجع الحمادي موقفاً أثر عليها في تلك الفترة: من المواقف التي لن أنساها، طلب إحدى الأمهات نقلها للمستشفى مع ابنتها، التي كانت تعاني تأخر نمو العقل «من أصحاب الهمم»، فقد كانت تطلب من والدتها الخروج من مركز العزل والعودة للمنزل، وبالفعل تم التواصل مع المسؤولين عن الحالة، وتم نقلهما إلى أقرب مستشفى، حيث تلقت العلاج المناسب، وتمت مساعدة الأم.

دعم الأسرة
تذكر صفية الحمادي أن تجربة شهر رمضان العام أقرب ما تكون من تجربة العزلة التامة، فقد عملت فيها أول ثلاثة أيام من الشهر الفضيل في «مركز العزل»، ولم تتمكن من تجربة إحساس أول سحور أو أداء أول صلاة التراويح بسبب عملها المستمر، مما أدى لإصابتها ببعض القلق والتوتر لقلة التواصل مع الأهل والأصدقاء والانقطاع عن الروحانيات في رمضان، لكن بفضل دعم زوجها المستمر ودعوات الأسرة، استطاعت الاستمرار في التطوع، والعمل بشكل يومي بالرغم من ساعات العمل الطويلة. 
مع ساعات العمل المكثفة التي عاشتها خلال الفترة الماضية تم ترشيحها لبرنامج القادة التنفيذيين الشباب العالمي في سويسرا لتكون ضمن فريق القائد التنفيذي الشاب لعام 2020، وقالت عن ذلك: تخرجت فيه بالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها، ولكن كانت تجربة رائعة لتبادل القوانين والمعلومات المفيدة للتغلب على «الجائحة» وتبادل المنفعة مع الكثير من الأطباء.

المرأة الإماراتية
قالت صفية الحمادي: خلال جائحة «كوفيد- 19»، أثبتت المرأة الإماراتية في هذه الفترة قدرتها على مواجهة الصعاب، رغم الظروف التي نمر بها فكل في تخصصه من الأطباء والتمريض والإداريين أو العمالة المساندة أثبتوا كفاءة عالية في التصدي لهذا الوباء، وأكدوا جدارتهم وقدرتهم على التصدي للطوارئ الصحية أياً كان نوعها، فهم يواصلون الليل بالنهار، ويعملون بكل جدٍّ وتفانٍ لتقديم الرعاية الصحية لكل من يحتاج إليها.
ودعت جميع أفراد المجتمع إلى الاستمرار في تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية لتجنب العدوى بهذا المرض، وبالتالي إبعاد شبح الإصابة به عن الأسرة، وكذلك المجتمع، من خلال اتباع الطرق السليمة لتجنب الإصابة بالمرض.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©