الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

محمد الشامسي.. «العين الساهرة»

محمد الشامسي (تصوير: احسان ناجي)
28 ابريل 2021 01:02

هناء الحمادي (أبوظبي)

قال الدكتور محمد الشامسي إن الكوادر العاملة في القطاع الصحي بالدولة «خط دفاعنا الأول» نماذج رائدة في العطاء الإنساني خلال تصديهم لتداعيات فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، الذي طالت العالم أجمع.
ومنذ اللحظة الأولى لانتشار فيروس «كورونا»، تحمّل العاملون في القطاع الطبي العبء الأكبر، لمواجهة الوباء، فهم يقفون عيناً ساهرةً في خطوط الدفاع الأولى، في مستشفيات الدولة، وفي مراكز العزل والحجر الصحي، وفي وحدات الفحوص والاختبارات، ونقاط التوعية الصحية، حرصاً على سلامة أفراد المجتمع.
أحد جنود خط دفاعنا الأول، الدكتور محمد الشامسي، طبيب ممارس عام أسنان بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، رئيس لجنة متابعة تطعيم كبار السن ونائب رئيس فريق الحجر الصحي بإمارة أم القيوين. الذي سخر نفسه منذ بداية انتشار فيروس «كوفيد-19» لخدمة أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها وعمل في الخطوط الأمامية.
ويقول: «إن دولة الإمارات قدمت الكثير لأبنائها حتى وصلوا إلى أعلى المراكز، وحان الوقت للتضحية من أجل الإمارات لرد جزء من الجميل لها.. عملت بكل طاقتي وأمضيت ساعات طوالاً وأياماً متواصلة في خط الدفاع الأول منذ بداية انتشار الجائحة لتقديم الرعاية للمصابين، بفكر مستيقظ مع المتابعة الدقيقة لكل الحالات ومتابعة فريق العمل لضمان الجودة والحرص على تدابير مكافحة العدوى ليتم تطبيقها بشكل استباقي.

نداء إنساني
وأضاف «رمضان لم يكن مثل غيره من الشهور الماضية، فهو مختلف بمعنى الكلمة، والحياة العملية في المستشفى تتطلب الكثير من العمل والجهد والمواصلة بلا انقطاع وقد تصل ساعات العمل إلى أكثر من 13 ساعة متواصلة.. ورغم المعاناة الكبيرة مع انتشار الجائحة، كان لا بد لي من مضاعفة عملي وارتداء الملابس المخصصة للتعامل مع المصابين».  
وأوضح أنه قام بأدوار عديدة في ظل جائحة فيروس «كوفيد- 19» فمتى طلب منه المساعدة تتسارع خطواته لتلبية النداء الإنساني والمهني، وهذا هو هدفه الأسمى والأعلى بأن يكون له بصمة تساعد في تخطي دولة الإمارات هذه الجائحة بكل كفاءة واتباع أعلى المعايير الصحية وتسخير أفضل التقنيات في سبيل التخطي على هذه الظروف.

تخفيف الألم
وعن من أهم الأدوار التي أسهم فيها الشامسي، أوضح أن دوره مع زملائه في خط الدفاع الأول كان المساهمة في إدارة وتنظيم الحجر المنزلي من إرشادات للمرضى وتوفير الدعم المعنوي وإحاطتهم بكل ما يحب إتباعه والإجابة عن استفساراتهم ومتابعتهم بشكل دوري وفي بعض الأحيان تطلبت الأمور وقوف الجميع في الصف الأول، فكانوا مثل خلية النحل التي تعمل بكافة إمكانياتها وبهدف واحد هو تخفيف الألم على المرضى والدعم النفسي لهم، مع مواصلة فحوصاتهم والاطمئنان على سلامتهم. 

مرضى مخالطون
ولفت إلى أنه كان يتناوب في مباني العزل للمرضى المخالطين وعمل المسحات التشخيصية لهم وبعدها تم تشكيل لجنة متابعة تطعيم كبار السن من عمر «60 عاماً» فما فوق، وخلال ذلك كانت هناك الكثير من اللحظات المحزنة والصعبة حينما يقوم بالاتصال بشخص لمتابعة تطعيمه والإجابة عن استفساراته بخصوص التطعيم ليرد عليك قريب له ويحكي لك قصة فراقه لهذا الشخص من أسابيع قليلة جراء فيروس «كورونا»، لهذا كان من المفروض الابتعاد عن العائلة والأحباب لأسابيع طوال وذلك حفاظاً على صحتهم وسلامتهم.

شهر رمضان
وعن أجواء العمل في رمضان يذكر الشامسي أن العمل في الشهر الفضيل مختلف  بين الأطباء حيث يقضيه الواحد منهم منعزلاً عن أفراد أسره، بين متابعة الحجر الصحي صباحاً وعمل المسحات التشخيصية ليلاً، وخدمة المرضى وحماية أفراد المجتمع من هذا الوباء الذي عصف بأرواح ذهبت جراء هذا الفيروس حتى وجبات الفطور أو السحور ليست مع أفراد الأسرة، بل أحياناً مع الطاقم الطبي أو وحيداً في أحد الغرف، فلا يشعر الواحد منهم بشهر رمضان، فالوقت موزع بين العطاء وخدمة الوطن، وتقديم الدعم الكامل للمرضى والمخالطين والتعامل الصحي مع كل مرضى «كورونا» والمخالطين الذين هم في أمس الحاجة لنا كأطباء لتقديم يد العون والشفاء العاجل.

مشاعر مؤلمة
أضاف الدكتور محمد الشامسي: «هناك مواقف ولحظات صعبة شعرت بها خلال عملي المتواصل في الجائحة يمتزج فيها الفرح مع الحزن، الفرح لتحسن حالة مريض والاستجابة للعلاج والخروج من العناية المركزة، والذي يعني بداية طريق الشفاء، والعودة لممارسة حياته الطبيعية، والحزن لبعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج، نتيجة مضاعفات الإصابة بالفيروس والتأثر بالأمراض الأخرى التي يعاني منها، وبالتالي مفارقته للحياة وهذه اللحظات كانت صعبة منذ بداية انتشار الجائحة، ولكن كل ما يستطيع عمله الطبيب.

العناية المركزة
أوضح الدكتور محمد الشامسي أن الكادر الطبي والتمريضي يتألمون، وينتابهم القلق عند وصول أي مصاب بفيروس «كورونا» إلى المستشفى، ويفرحون عند خروج أي مريض من العناية المركزة وتحسن حالته، ويفرحون أكثر عند خروجه من المستشفى إلى أهله وأحبابه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©