الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أسرة سيف الدبل: «في بيتنا بطل»

مع تيموثي شرايفر رئيس الأولمبياد الخاص الدولي
26 ابريل 2021 00:57

نسرين درزي (أبوظبي)

أن تؤمن أسرة إماراتية بقدرات ابنها البكر المولود مع متلازمة داون وتحوله إلى بطل في السباحة والبولينج بالأولمبياد الخاص، وحاصد لأكثر من 40 ميدالية ذهبية على المستويين المحلي والإقليمي، ليست بقصة عادية، وإنما رسالة إلهام للآباء والأبناء بالإصرار على تجاوز التحديات بالإرادة والمثابرة. فقد شكلت محطات النجاح في حياة سيف الدبل على مدى 35 عاماً، مسيرة حافلة بالإنجازات لطفل من أصحاب الهمم ترعرع وسط بيئة حاضنة، فتميز وصفق له الجمهور وكتبت عنه الصحف العالمية، بعدما زَعم الأطباء في أشهر حياته الأولى أنه لن يعيش. 
في 6 ديسمبر من العام 1986، ومنذ اللحظة الأولى التي عرفت فيها سونيا السيد أحمد الهاشمي أن ابنها البكر ولد مع متلازمة داون من فئة «ترايزومي 21»، فاستعدت للتحدي الكبير متجاوزة صدمتها كأم. وكان عزاؤها أنه يرى ويمشي ويتكلم. وبمجرد خروجه من المستشفى بعد 3 أسابيع أمضاها في الحاضنة، قررت أن تسخّر كل طاقتها لتحوط ابنها بأفضل وسائل الدعم، واضعة العالم بين يديه. 

أعظم اختبار 
بعبارات ملؤها الفخر، تحدثت سونيا الهاشمي  عن أسرتها المكونة من 6 أبناء، أكبرهم سيف الذي تعتبره أعظم اختبار خصها به رب العالمين، وقدوة لإخوانه بالتميز في مواهبه كافة. فهم وبالرغم من تخصصاتهم الجامعية ونيلهم الشهادات العليا في الحقوق والهندسة وعلوم الطيران، يطمحون إلى السير على نهجه برفع اسم الإمارات عالياً. وذكرت أنها ووالده أيقنا منذ البداية أن حالة سيف تتطلب منهما جهداً استثنائياً، فكان القضية الأسمى في حياتهما، مع أنهما لاحقاً لم يهملا إخوانه، وكان لكل منهم وقت واهتمام. 

حديقة ألعاب 
وقالت: السنوات الأولى في حياة سيف تطلبت مني قراءات كثيرة للتعرف إلى آليات التعامل مع وضعه، وكان لا بد من تقديم مبادرات ساعدته شيئاً فشيئاً على التفاعل والنطق والتميز. وبداية الابتكارات أن حوّلت غرفته إلى حديقة ألعاب، ونشرت فيها الألوان والأشكال والأبعاد حتى ألفت انتباهه، كما حرصت على دمجه بالمجتمع متحدية كل الصعوبات، بما فيها نظرات الرفض والاستغراب التي واجهتها في ذلك الزمن. 

شغف السفر 
وأشارت أم سيف إلى أنه وبالرغم من دخول سيف إلى مدرسة متخصصة بحالات متلازمة داون، كان يتردد على مراكز خاصة لتعزيز مهاراته ورفع قدراته في التواصل مع الآخرين. وهذه من الأمور المهمة التي أعانته على التفاعل، وكذلك كثرة أسفاره والاطلاع على تجارب جديدة بعيداً عن محيطه، مما ساهم في تكوين شخصيته المنفتحة على الجميع.
وسيف شغوف بالسفر، وقد زار مجموعة كبيرة من الدول أثرت معرفته بينها: أميركا، سويسرا، لبنان، ألمانيا، لندن، التشيك، البرتغال، فرنسا، النمسا، تركيا، المالديف، سريلانكا، تونس، سنغافورة، لوكسومبورغ، ليختينشتاين، السعودية، الكويت، البحرين، وسلطنة عمان. 

  • يجتاز مسافات طويلة في السباحة منذ الصغر
    يجتاز مسافات طويلة في السباحة منذ الصغر

اهتمام الوالدين 
وقد بدأ اهتمام الوالدين أكاديمياً بسيف منذ كان عمره سنتين ونصف السنة، حيث دخل حضانة خاصة طبق فيها نظام الدمج، وعندما بلغ 4 سنوات انضم إلى مركز المعاقين التابع للجمعية النسائية في أبوظبي. وفي العام 1991، التحق بمركز التدريب التابع لمدرسة أبوظبي الدولية، حتى انتقاله إلى مركز دبي للمعاقين واستمر فيه من العام 1999 حتى العام 2002. 

مشوار المنافسات 
من جهته، أكد الوالد محمد عبدالله الدبل أنه أراد لابنه تحقيق التميز، فارتأى أن يعلمه السباحة وكان عمره 4 سنوات، ووجد فيه ميلاً واضحاً للحركة السريعة داخل الماء، فألحقه بحصص تدريبية متخصصة، استمر فيها على مدى سنوات في المعسكر الصيفي لشركة أدنوك بأبوظبي. وقال: من هنا بدأ مشوار المنافسات في مسابقات السباحة المحلية ونيله عدة جوائز وضعته على سكة المشاركات الدولية، حيث كان يحرص دائماً على الفوز بالمرتبة الأولى. ومع المتابعة والتشجيع، تمكن من خوض الأولمبياد الخاص لدورات متتالية ونيل باقة مشرفة من الميداليات الذهبية. ويرى الوالد أن تجربته مع ابنه سيف نموذج لقصة نجاح أسرة هدفها لفت الأنظار إلى أصحاب الهمم على اختلاف حالاتهم، إذ إنهم قادرون على إبهار المجتمع بالدعم والتشجيع

  • أسرة محمد عبدالله الدبل خلف «البطل» سيف (الصور من المصدر)
    أسرة محمد عبدالله الدبل خلف «البطل» سيف (الصور من المصدر)

محطات 
واعتبر أبو سيف أن من أكثر المحطات اعتزازاً في مسيرة سيف، عندما ظهر مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإعلان الرسمي لبدء الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص المقام بأبوظبي في العام 2019. وأشار إلى مشاركة سيف في عدة مناسبات اجتماعية، بينها مبادرة «أسعد شعب»، كأحد الشخصيات الرئيسية ضمن الاحتفال باليوم الوطني 42 لقيام الاتحاد، وكان واحداً من شخصيات كتاب «21 شخصية مميزة من ذوي متلازمة داون» والذي تم إصداره في العام 2017.

هوايات
من هوايات سيف: السباحة، كرة السلة، الجولف، البولينغ، البوتشي، كرة الطاولة، كرة الريشة، التمثيل، الرسم، الطهي، وتجميع أشرطة الأفلام.

في الإعلام
شارك سيف في عدة إطلالات إعلامية عن أحداث وحملات منها:
ـ المسلسل الكويتي «حبر العيون».
ـ الفيديو الإماراتي «البيت متوحد».
ـ أول انتخابات للمجلس الوطني في العام 2011.
ـ حملة «رمضان أمان»، حملة «كساء»، وحملة «رمِّم» في العام 2018.

مهارات سيف
ـ عضو في نادي الثقة للمعاقين في الشارقة منذ العام 2000.
ـ عضو في جمعية الإمارات لمتلازمة داون منذ العام 2006. 
ـ عضو في برنامج الروبوت في معهد التكنولوجيا التطبيقية.
ـ أنهى 3 دورات كمبيوتر.
- تدرب على التزلج في جبال لبنان في العام 1997. 
ـ يخضع لدورات في الفن التشكيلي مع الدكتورة نجاة مكي منذ العام 2008.
ـ ويتدرب على علوم الروبوت في مركز دبي لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم منذ العام 2017. 
ـ جائزة ذوي الاحتياجات الخاصة للمبدعين من رواق عوشة بنت حسين الثقافي في العام 2010.

بطل الذهب
ـ ميداليتان ذهبيتان في البطولة المحلية للأولمبياد الخاص عام 2002.
ـ ميدالية ذهبية في الأولمبياد الخاص الإقليمي في تونس عام 2004.
- ميدالية ذهبية في الأولمبياد الخاص الإقليمي لدول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا المقام في دبي عام 2006.
ـ ميدالية ذهبية في تصفيات الدولة للأولمبياد الخاص عام 2008.
ـ ميدالية ذهبية في الأولمبياد الخاص الإقليمي لدول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا المقام في أبوظبي عام 2008.
ـ المركز الخامس في بطولة العالم في السباحة لمتلازمة داون المقامة في البرتغال عام 2008.
ـ ميدالية ذهبية في البطولة المحلية لأندية البولينج عام 2010.
ـ ميدالية ذهبية في الأولمبياد الخاص الإقليمي لدول الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا المقام في سوريا عام 2010.
ـ ميدالية ذهبية في تصفيات الأولمبياد الخاص على مستوى الدولة عام 2010.
ـ ميدالية فضية في الأولمبياد العالمي المقام في أثينا عام 2011.
ـ ميدالية ذهبية في الأولمبياد الخاص على مستوى الدولة للبولينج عام 2017.
ـ ميداليتان ذهبيتان في الأولمبياد الخاص الإقليمي للبولينج المقام في أبوظبي عام 2018.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©