السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الغربي».. مواسم السجي والثبر

«الغربي».. مواسم السجي والثبر
26 ابريل 2021 00:52

نسرين درزي (أبوظبي)

استعاد الدكتور جاسم عبيد الزعابي ذكريات طفولته في فريج «الغربي» بالجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، بكثير من الصور الراسخة التي لا ينساها. واسترجع قصصاً من ستينيات القرن الماضي عندما كانت الدكاكين العتيقة من أبرز سمات «السكك»، وأيام كان «السجي»، أي مد البحر، يعزل المنطقة كلياً عن تواصلها مع المناطق المحيطة، بحيث تنقطع الحركة تماماً عن الدخول والخروج إلى الجزيرة.
وتحدث الاستشاري الأسري الدكتور جاسم عبيد الزعابي لـ«الاتحاد» عن فريج «الغربي» بإمارة رأس الخيمة، والذي يعد من أكبر فرجان الجزيرة الحمراء. وأشار إلى مدرسة خالد بن الوليد، حيث تلقى تعليمه التأسيسي، لافتاً إلى أنها كانت المحطة الأبرز في ذاكرته مع باقة من الألعاب الشعبية، بينها «المريحان»، و«الجحيف»، و«المصطاع» و«الكرابي».

  • جاسم عبيد الزعابي
    جاسم عبيد الزعابي

دكاكين
 وقال: مع تغير أحوال الفريج، لا يزال كثيرون من السكان الأصليين يقطنون المنطقة نفسها، حيث البيوت كانت بمعظمها من الطين. وكانت تتوزع بينها دكاكين بسيطة أسقفها من العريش والدعون، ترتادها النسوة لشراء احتياجات البيت ويفرح بدخولها الصغار لصرف «روبياتهم» على الحلوى والخبز «الوقافي». وذكر منها، دكان هاشل بن حمد، دكان عبدالله بن حمدان، دكان عبدالله عبدالكريم، دكان ناصر البالول، دكان محمد راشد، ودكان عبيد بن محمد بوعتابة الذي كان يقع في الضفة المقابلة.

  • سحب الماء من «الطوي»
    سحب الماء من «الطوي»

«الطوي»
وأوضح أن دكاكين السوق كانت تزدحم في شهر رمضان، وتبيع السلع الأساسية التي تأتي من البواخر. أما الماء، فكان الرجال يقصدون مناطق بعيدة في البر لإحضاره من «الطوي»، إما للاستعمال العائلي، وإما لبيعه بـ «الروبية» الهندية، التي تحولت فيما بعد إلى الريال، ومن ثم إلى الدرهم. وكان سكان الجزيرة يتحينون مواسم «الثبر» أي جزر البحر، حتى يقوموا برحلاتهم الطويلة، لأن «السجي» كان يحول دون قدرتهم على التجول.

  • الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة (الصور من المصدر)
    الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة (الصور من المصدر)

مسجد «الرواح»
ومن أهم معالم الجزيرة الحمراء، مسجد «الرواح» الذي يضاء في ليالي رمضان، وكان الأكبر حجماً بين فرجان المنطقة مقارنة بباقي الفرجان، بحسب ما وصفه الزعابي، وبينها مسجد فريج «الغربي» الذي كان يصلي فيه المطوّع راشد بن سيف العابر، ومسجد فريج «الشرقي» الذي كان يصلي فيه المطوّع علي بن حمد. وذكر أن هذه المساجد يعود معظمها إلى أكثر من مئة عام، وقد حرص أئمتها على إقامة الصلوات فيها لسنوات طويلة، قبل أن تتوسع مع التطور العمراني، وكانت المكان الجامع للوعظ الدينية للكبار والصغار.

رحلة غوص.. ودراجة
 وروى الزعابي قصته مع البحر الذي كان في ذلك الزمن مصدر رزق العائلات في فريج «الغربي» كما في سائر مناطق الساحل، قائلاً: أذكر عندما كنت في السابعة من عمري، طلبت من والدي أن يشتري لي دراجة هوائية، فاشترط علي أن أسافر معه أولاً في رحلة غوص تستغرق 4 أشهر، ومن بعدها أحصل على ما أريد. ومع أن فكرة النوم على سطح السفينة، لم تكن سهلة لطفل في عمري، فإنها كانت تجربة مفيدة جداً علّمتني السباحة والغوص وفلق المحار وترقب الحصول على حبات اللؤلؤ. وأضاف: تعلمت أيضاً من أيام الغوص ولياليه، الصبر والإرادة وتحمل المخاطر في سبيل تحقيق الهدف، وهذا من «السنع» الذي نشأ عليه أبناء جيلي وتوارثوه عن آبائهم وأجدادهم، مع الحرص على نقله للأجيال.

صبيحة العيد
يذكر الزعابي أن استعدادات عيد الفطر بين بيوت الفريج، كانت تضج بجلسات الحناء التي تُنقش على أقدام الصبيان، وتتزين بها أيادي الفتيات. أما ملابس الصغار، من كنادير وأثواب، فكانت تُمد تحت الفراش حتى يرتدوها صبيحة العيد، وكأنها خرجت للتو من تحت المكواة.

بين الجمال والسفن
من روايات فريج «الغربي»، اعتماد أهله على الجمال والحمير كأهم وسيلتين لنقل الماء والأغراض ثقيلة الوزن، والحشيش للغنم. أما التوجه إلى إمارتي الشارقة ودبي، فكان يعد سفراً ورحلة طويلة تتم بواسطة السفن.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©