الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

(الرئة وعضلة القلب)

(الرئة وعضلة القلب)
25 ابريل 2021 00:12

عبدالله الناوري
لم يقرأ نعيه.........
من سنوات خلت دخل غرفته وأغلق الباب في مكانٍ متهالك، ظلت آلامه وجحود من حوله تؤلمه، وبقي هو يحرسها، وكانت تعذبه دون أن يسأل أحدٌ، سوى الآتين للاطمئنان على رئته المثقوبة وضعف عضلة قلبه وجسده المريض الذي خذله أخيراً، رحل دون حواراته وأحاديثه عن الأدب والسيرة والشعراء الذين أحبهم مطعوناً من الإهمال وعدم التذكر، ترك مائدته الرمضانية ورحل اليوم الأحد السادس من رمضان 18/4/2021، غادرنا الروائي الصديق عبدالله الناوري، تاركاً ملامته الرقيقة وعتبه على عدم السؤال وزيارته بصمته المعهود، دون أن ينبس بكلمة، لكن دلالاته في المعنى وأثر وحدته تشرح ذلك، غادرنا برئة ممتلئة غصة تتسرب منها مياه «أعواقه» وخشونة انتظاره للأمل والتفات المؤسسة الثقافية وأصدقاء العمر، حتى نفد صبره وانزوى في زاوية اتخذها كآخر حل للجفاف الذي وصل إلى جسده، حتى أنصفه جيرانه من الإخوة العرب الذين يذهب معهم للمسجد، يحدثونه ويتحدث معهم.
عود أصفر في جسد الثقافة...
حين تتبنى الضوء ولا تذهب إلى عتمة المثقف لتضيء له الحياة وتخرج الرنين والزن من رئته، وتضخ في أوردته الأكسجين والحياة، قبل أن نفقده ويهلكنا الندم ونخجل من تكاسلنا، أعيدوا النظر؟؟
عود أصفر..
أعيدوا النظر في طباعة النتاج الأدبي الجيد، وراقبوا الغث الذي طغى على الجيد، وضعوا الضوء عليه تشرق سماء الممتاز، حصنوا المثقف بالحب فهو يحتاج السؤال عنه والاطمئنان، امنحوه الراحة فهو يحتاج التقدير، يحتاج إلى جمع نتاجه الأدبي الذي رحل عنه وهو في صدره وأمنياته أن تظهر إلى النور ويقرأ.
رحل بوسعود عبدالله الناوري وزجاج قلبه مهشم ورئته تتآكل، وأيامه التي عانا منها من الإهمال ومراجعاته للمستشفيات ووصفات الأطباء عناوين ترهق الثقافة بالأسئلة، تحدق بعيون مرهقة في الوداع،
مرارة في الحلق، في المكان الذي تركه، في الخطوات التي يمشيها واثقاً للمسجد والسوق والنظر في المدى المفتوح، فينا نحن الذين لا نعرف القيمة الإنسانية إلا حين نفقدها، لكنك ستبقى كل شيء مهم، الأخضر أضفت من جمال قلبك، أخضر لا يتغير لأنه من جمال قلبك وتفكيرك المميز، صور خالدة كلما دققنا النظر فيها وجدنا أنها الرواية الجديدة التي تكتبها «بحسك وصوتك» وبلمسات مبدع حقيقي أحب البلد وأوجد الحل للكثير من المشاكل الاجتماعية والإنسانية
«وداعاً بوسعود صديقي
إلى جنات الخلد ونعيمها».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©