السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المصاحف.. معجزات الخط والتصميم

المصاحف.. معجزات الخط والتصميم
24 ابريل 2021 00:55

أحمد مراد (القاهرة)

رحلة ممتدة لأكثر من 1440 عاماً، تطورت خلالها فنون وآليات كتابة المصاحف، حيث تسابق المصممون والخطاطون على مر العصور لتصميم نسخ فريدة ونادرة من كتاب الله، حملت العديد من الغرائب.

700 متر.. أكبر مصحف 
الخطاط المصري، السيد محمد سعد، صمم مصحفاً حجمه 700 متر استغرق منه 3 أعوام، حيث رسم النص القرآني على ورق بلغ طوله 700 متر، وعرض النسخة في صندوق خشبي كبير. كما يوجد في متحف القرآن  الكريم بالمدينة المنورة مصحف كبير كتبه بخط اليد خطاط أفغاني يدعى غلام محيي الدين، منذ 200 عام، ويبلغ وزنه 154 كيلو جراماً، وطوله متر ونصف المتر، وعرضه متر، ويوجد في أسفل صفحة المصحف الترجمة باللغة الفارسية. وهناك نسخة أخرى صممها الخطاط الأفغاني، محمد صابر ياقوتي، الذي استغرق 5 أعوام في تصميمها، وهذا المصحف طوله سبعة أقدام، وعرضه عشرة أقدام، وكتبت آياته بأكثر من ثلاثين نوعاً من أنواع الخطوط العربية. وبدأ الخطاط الأفغاني في كتابة هذه النسخة من المصحف في العام 2004، وأتمها في العام 2009.

النسخ الأصغر
في عام 2012، كشف مقيم أردني في أبوظبي النقاب عن نسخة صغيرة جداً من المصحف، قال إنه ورثها عن أجداده، ويبلغ طولها 1.5 سم، وعرضها 0.8 سنتيمتر، ويبلغ سمكها 0.8 سنتيمتر أيضاً، وكتبت هذه النسخة كتابة يدوية بطباعة حجرية، وخط مغربي، ويقدر عمرها بـ300 عام.
ويمتلك لبناني يدعى حسن عبدربه، نسخة صغيرة من المصحف مكتوبة بخط اليد، ويبلغ طولها 2.4 سم، وعرضها 1.9 سنتيمتر، وتضم 604 صفحات مزينة بالذهب، وتعود إلى العصر العثماني.
ويملك الدكتور سيد أحمد قاسم، الأستاذ الجامعي بمحافظة أسيوط، جنوب مصر، نسخة صغيرة من المصحف ورثه عن جده الذي كان يهوى اقتناء الأشياء الثمينة، وعمر المصحف أكثر من 200 عام، ويصل طوله إلى 2 سنتيمتر، وعرضه 2 سنتيمتر، وهو مختوم بالخاتم العثماني، ومغلف بغلاف مطلي بالذهب، وبه دعاء ختم القرآن بالعربي والتركي، وملحق به جراب بالعدسة المكبرة للمساعدة على القراءة، والمصحف كامل الصفحات، وشامل لكل سور القرآن الكريم.
وفي العام 2012، كشفت مؤسسة كويتية للمجوهرات عن الانتهاء من تصميم أصغر مصحف بالعالم محفور باليد على الفضة، ومرصع بـ175 قيراطاً من الألماس والمجوهرات الثمينة، حيث يزن 5.8 كيلو جرام من الفضة، ويضم جميع السور منحوتة بدقة عالية، والصفحة الواحدة أصغر من إبهام الأصبع، وتم صفها جميعاً جنباً إلى جنب.

الأقدم عمره 1370 عاماًً
في عام 2015، عثر باحثون في جامعة برمينغهام البريطانية على مخطوطة من القرآن موجودة في مكتبة الجامعة منذ حوالي 100 عام، ورجحت بعض الآراء أن تكون هذه المخطوطة أقدم نسخة من المصحف، حيث تعود إلى ما قبل 1370 عاماً، حيث كشف الفحص بتقنية الكربون المشع أن صفحات المخطوطة ترجع إلى الفترة ما بين 568 و645 للميلاد، وهي الفترة التي عاش فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي قد تكون هذه المخطوطة قد كتبت في عهده أو بعد وفاته بسنوات قليلة، وتتكون هذه المخطوطة من أوراق الرق، وكتبت باستخدام أقدم الخطوط العربية، وهو الخط الحجازي.

4 مخطوطات 
هناك 4 مخطوطات أخرى للقرآن الكريم، يعود تاريخها إلى أكثر من 1300 عام، وهي:
الأولى: مخطوطة كهوف الضالع التي وجدت في أحد الكهوف الجبلية في اليمن، ويصل عمرها إلى 1236 عاماً.
الثانية: مخطوطة ولاية بادن الألمانية التي وجدت في مكتبة الجامعة بخط اليد، ويصل عمرها إلى 1366 عاماً.
الثالثة: المخطوطة الأندلسية الموجودة بمدينة ناراتيوات جنوب تايلند، وهي أندلسية الأصل، وتعود إلى عبدالرحمن الغافقي الذي تولى حكم الأندلس سنة 732 ميلادية.
الرابعة: مخطوطة الجامع الكبير التي عثر عليها أثناء أعمال ترميم الجامع الكبير بصنعاء، ويعود عمرها إلى 1344 عاماً.

800 كجم جواهر ثمينة
في عام 2011، ظهرت للنور النسخة الأغلى ثمناً من المصحف، وذلك في قاعة صغيرة بمبنى تذكاري في تتارستان، وهي إحدى الجمهوريات الروسية الاتحادية، وتُعرف هذه النسخة بـ«مصحف التتاري»، وهو أغلى مصحف في العالم بسبب ما يحتويه من جواهر ثمينة، ويبلغ طوله متراً ونصف المتر، وعرضه متران، ويزن 800 كجم، ويتألف من 632 صفحة، ويتزين غلافه بأوراق الذهب والفضة والمرمر، ومرصع بالأحجار الكريمة مثل الفيروز وحجر الذهب.
كما أن هناك نسخاً أخرى من المصحف تقدر قيمتها بالملايين، ففي أواخر العام 2017، عُرض في معرض الدوحة الدولي للكتاب نسخة من المصحف قُدرت قيمتها بـ3 ملايين ريال قطري، ويصل عمرها إلى 400 عام.
كما تملك دولة الإمارات ثاني أصغر نسخة من المصحف حفرت يدوياً، وقد قدرت شركة المزادات العالمية «كرستي» قيمة هذه النسخة بـ10 ملايين دولار.

قماش شفاف
على مدى أكثر من 1440 عاماً، تنوعت طرق كتابة القرآن، واختلفت المواد التي كتب بها المصحف، ومن بينها كان هناك مواد غريبة، فقديماً كتب المصحف على جريد النخيل، والجلد الأبيض، والجلد الأحمر أو المدبوغ، والحجارة البيض الرقاق، وعظام أكتاف الإبل والغنم وأضلاعها.
وحديثاً تفنن البعض في كتابة المصحف بمواد غريبة ونادرة، منهم الفنانة الأذربيجانية، تونزالا محمد زاده، التي أنجزت أول مصحف مكتوب بماء الذهب على قماش حريري أسود شفاف، وقد استغرق 3 سنوات، وقد عملت على 50 متراً من القماش الشفاف الأسود، وألف و500 مليمتر من الألوان الذهبية والفضية.
أما السيدة الباكستانية، نسيم أختر، فقد استغرقت أكثر من 30 عاماً في كتابة المصحف كاملاً على القماش بطريقة الخياطة والتطريز اليدوي، وقد بدأت في كتابته في العام 1987، وانتهت منه في العام 2018، وقد أهدته إلى متحف القرآن الكريم في المدينة المنورة، ويبلغ طوله 300 متر، وقسمته في 10 مجلدات، يحتوي كل مجلد على 3 أجزاء.

1120 ورقة
يعرض متحف دار الكتب المصرية نسخة من المصحف تعد من أندر المصاحف في العالم، وهي عبارة عن ربعة من 30 جزءاً بمجموع أوراق 1120 ورقة، وقد نسخها الخطاط، عبدالله بن محمد بن محمود الهمذاني، بخط الريحان في همذان بإيران في العام 713هـجرية، بأمر من السلطان الإيلخاني المغولي، أولجايتو محمد خدابنده، وجاءت إلى مصر كهدية رسمية للسلطان الملك، الناصر محمد بن قلاوون، وقد أهدى السلطان الناصر هذه النسخة لأحد أمرائه الكبار، وهو الأمير سيف الدين بكتمر بن عبدالله الساقي، وكتبت هذه النسخة كاملة بمداد الذهب. 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©