السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«هدوء وعفوية»

«هدوء وعفوية»
18 ابريل 2021 00:33

عفويتك دائماً الأجمل
.....
هدوء...
أجلس تحت ظل شجرة اللوز في بيتنا سانداً ظهري على جدارٍ يفصل ما بيني وبين منزل أخي «أديب»، أخي لا تزعجه قراءتي بصوتٍ عالٍ، ويمنحني العذر، قلبه المؤمن بحاجتي إلى الكتابة وحاجتي إلى جدار يتسع إلى ما أكتب أسند عليه ظهري.
في هدوء..
رفعت صوتي أستدعي أخي أديب، أتقاسم معه «الكيك» الذي يحبه، الذي أشتريه من السوق في رأس الخيمة بذكريات لا تمحى عن الأصلين والطفولة والدكاكين الأصيلة القديمة وتميزها الجميل، أخي يقول: صوتك في وجداني يا أحمد، أنت شقيقي «العود» أسمعك دون مناداتي، أخشى على صوتك من الزمن ومن معاتبة الشعر حين تُلقيه وعدم وضوحه في حنجرتك، أخشى عليك من البرد والشتاء، أنت شقيقي وبمثابة والدي، عانقته بشعور لا يوصف وأشجان الأشقاء الملتزمين المقدرين، هذا معنى الأخوة، الأخوة ماء الروح وعذوبة نهر جارٍ لا ينقطع، يقول: سأحرس قلبك وفي الليل سأكون لك حبل صد لأن الأخوة معنى وقلوب طيبة وروابط قوية لا ضعف فيها، في هدوء تركني بدعاء أسعدني ولم أجد الجدار خلفي، الأرواح تنتمي إلى بعض، حولت الجدار إلى معنى، المعنى الذي تسعى دائماً إلى تحقيقه، تحت ظل شجرة لوز يكمن السر الذي وضعه والدي وثبته حتى تأتي السعادة بهاء نقية وينمو الأخضر في النفس، يزدهر، وتتشكل الأمنيات وتكبر كلما رأيناها، الطموح يكبر ودلالة على الاستمرار وكيفية تسليم الراية من جيل إلى جيل، رحل كل شيء إلا الشجرة وظلها، ننتظر أن تنمو شجرة لوز أخرى مكانها، فيها القوة والثقة على الاستمرار والتعافي حتى يبقى ظل الشجر واقفاً شاهداً على زمن الصادقين، يروي الحكايات عن الآباء ويعرضها على المستقبل، يبني حاضراً يسير عليه الأبناء الأوفياء بأمان ودون تعثر.
في هدوء
يجدنا من يعرفنا، نحن السائرين، نبحث عن ما نقولُ قبل النوم وبعد الاستيقاظ وعندما نقرر، نفعل كإضاءة النور مراقبة سير السفن، مقاطعة المشاحنات بالصبر والصمت.
نفعل حين نضع الحقيقة في صحن الصباح الواسع ويشرب منه الطير وتبتل كبده، نفعل حين نسند رأس الشجر يستطلع لنا القادم ونحن نجلس بجانبه حتى نقدم له أفضل التحايا والسلام، هذه روابطنا المشغولة بالاهتمام بالتفاصيل الصادقة من الوجدان.
«تمسك بالعلاقة التي فيها
النور والخير، كل شيء نافع وخير»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©