عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
يتميز المسجد الأزرق في ماليزيا بمعمار إسلامي فريد، يجذب الزوار من كل دول العالم للاستمتاع برؤيته والصلاة فيه، ويعد ثاني أكبر المساجد في جنوب شرق آسيا بعد مسجد الاستقلال في جاركارتا، حيث يتسع لاستقبال حوالي 24 ألف مصل.
والمسجد الأزرق، هو مسجد السلطان صلاح الدين عبد العزيز شاه علم، يقع بمدينة شاه علم عاصمة ولاية سيلانجور، التي تبعد عن كوالالمبور 25 كيلو متراً.
ويتميز المسجد بقبته الزرقاء والفضية، لذا سمى بـ«المسجد الأزرق»، تعد أعلى ثاني قبة في العالم بعد قبة مسجد إده بالي في مدينة بورصة بتركيا، ويبلغ ارتفاعها 106.7 متر، ومصنوعة من الألمونيوم.
وتعد مآذن المسجد الأزرق أيضاً من أطول المآذن في العالم، حيث تبلغ 143 متراً، وله أربع منارات في كل زاوية من زواياه، هي الأكبر في العالم، بينما زُينت جوانبها المحيطة وقاعة الصلاة بالزخارف الإسلامية، وتعكس الهندسة المعمارية الداخلية عناصر التصميم للقومية الملايوية، وتتخلل أشعة الشمس من خلال الزجاج الملون الأزرق للمسجد، والتي تبعث بالهدوء والطمأنينة.
ويصف زائرون المسجد، بأن القبة الزرقاء تبعث الخشوع والتقوى في النفوس، وقد تم بناؤه بعد إعلان شاه علم عاصمة جديدة لولاية سيلانجور العام 1974م، حيث أمر السلطان صلاح الدين عبد العزيز بتشييد المسجد الأزرق، وبدأ البناء العام 1982م، واكتملت في 11 مارس 1988م.
تميز المسجد الأزرق بتصميمات مزيج من العمارة الإسلامية والفن الماليزي، لذا فهو واحد من أكثر الأبنية الرائعة في ماليزيا والعالم الإسلامي، وتظهر روعة وجمال التصميم والأشكال الهندسية المكونة للزخارف، وخصوصاً بداخل مثلثات السقف ذي الارتفاع الشاهق والمطعمة بآيات من الذكر الحكيم.
سر اللون
أرجع خبراء في العمارة اختيار اللون الأزرق في تصميم المسجد، إلى أن هذا اللون يمنح هدوءاً وسكينة ويبعث على التأمل، فهو ليس فقط للحد من كمية الضوء التي تدخل من النوافذ إلى القاعة، ولكن يعزز الشعور بالراحة، ويضفي حالة من الصفاء الذهني .
بصمة مصرية
ساهم الخطاط المصري الشهير الشيخ عبد المنعم محمد علي الشرقاوي في الكتابات الرائعة بالخطوط الزخرفية، التي تُزين الحواف المحيطة بالقبة وساحة الصلاة الرئيسة، التي بها مستويين، الأرضي للرجال والثاني للسيدات.
ويقابل المسجد، حديقة الفنون الإسلامية التي تحيط به وبالبحيرة الرائعة «شاه علم»، التي تقع على مقربة منه، وهي حديقة ذات مناظر طبيعية، تضم 9 معارض تحوي مجموعة قيمة من الفنون الإسلامية، مثل الخط والمنقوشات واللوحات والهندسة المعمارية.
موسوعة جينيس
بسبب احتوائه على أطول مئذنة في العالم، تم إدراج المسجد في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، قبل أن يحل محله مسجد الحسن الثاني بمئذنة طولها 210 أمتار.
