عدد اليوم
)
يبقى العمر عامراً بإنسانيته
......
في سؤال رنينه قوي افتتح الدكتور الأخ والصديق/حمد بن صراي معي الحوار، وقال.. كم عمرك؟ ما بعد الخمسة والخمسين من العمر يا بو محمد، ماذا ترى وكيف وجدته في خطابك الجديد ؟
يا أيها العزيز أنا البطيء الذي يود أن يسبق الجميع، يبرهن بأنه خفيف الوزن وقادر على الصد ولا يحتاج إلى يدٍ تمتد تساعده على السير، ويرفض الأمر الواقع المفروض والاستسلام للأسئلة الجديدة و»الحمد لله».
لا زلت أبحث في خيالي عن شيء كبير يوازي طموح النسر في اقتناص اللحظة، ما وهنت ولا اكتفيت، القوي أثني الباب إن رأيته معرقلاً، الذي وفر كمية كبيرة من الهدوء لقلبه ودفع إلى ذاكرته الماء، وكان كل هذا الذي قرأته في وجهي الذي التقيته مرةً في عصفٍ ذهنيٍ أمام المرآة وتعرفت عليه الآن، وكان اسمي الذي لم أختاره واخترت له الكتابة، اخترت له الإنسانية، بعد الخمسة والخمسين من العمر رأيت أن الحرية في عقلي، وأنها صديقة الحب وترافقه في أحاديثه بعد أن توارى بعيداً عن السهر، رأيته القارىء الجيد الذي يحب أن تكون حروف وكلماته واثقة فاتحة النور، أبحث عن الجمال فيها مبتعداً عن الرأي الجارح، ناظراً إلى العمق الجميل في الصورة، دققت في عينيه وعرفته كان وجهي الذي معي على طاولة المدرسة وفي ملعب الكرة وفي الفريج وعلى البحر نركض حتى التعب، العمر رقم أود له الصحة والسلامة، وأن يخرج من ظروفه متعافياً حتى أخبره عن استعدادي للمواجهة دون أضرار، المواجهة دون تعصب ورأي لا ينكسر. رأيته وعرفته.. في حكايات الليل والأعذار حين نعود متأخرين إلى المنزل يحمل صرة مفاتيح يفتح الباب والنافذة، وأظنه من يخرج لي ثيابي ويضعها على المشبك، هذا هو يجلس على الكرسي في الغرفة منتظراً الأحلام تأتي فهو يحترمها ويقدر السعادة التي يمنحها، هي من تدفعه إلى دفئها وتريه في المنام ثيابه القديم عزيزي الدكتور حمد... القدرة على الصبر مفتاح إلى دخول العالم بحظ وافر من الخبرة والمحفزات التي عشناها لذا التقدم بالعمر آمال واضحة السعي، معها نخطو نحو الأمام وآمالنا شعاع ينير الصالح ويوقف القاتم ويسبب التفاؤل الذي فينا وتغاضينا عن صغائر الأمور نستقبل القادم بروح الرياضي الواثق بالانتصار الذي نستشعر فيهِ الخير
رأيته حتى حتى!!
