الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المذيع الفنان.. استثمار شهرة أم بطالة؟

المذيع الفنان.. استثمار شهرة أم بطالة؟
3 ابريل 2021 00:06

سعيد ياسين (القاهرة)

تزايد اتجاه عدد من الفنانين والفنانات إلى تقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية، سواء أكانت حوارية أم مسابقات، في ظاهرة يراها بعضهم استثماراً لشهرة ونجاح الفنان، فيما يؤكد بعضهم الآخر، أن الأمر استسهال وهروب من البطالة الفنية، خاصة بعدما أعلنت إحدى القنوات الفضائية استعانتها بعدد من الفنانين لتقديم برامج على شاشتها، منهم: عفاف شعيب، ورولا سعد، وغادة نافع، وميار الببلاوي، وكريم أبو زيد، ومها أحمد، وتامر شلتوت.

على الطبيعة
شريف منير قدم عام 2004 برنامج «فرصة سعيدة»، ثم «شكراً»، وكرر التجربة قبل عامين مع برنامج «أنا وبنتي» مع ابنته أسما، وناقش موضوعات تتناول الفروق بين الأجيال وطريقة تفكيرهم من خلال الضيوف، مستعرضاً حياتهم ومحطاتهم المختلفة وأعمالهم الفنية. . قال: إن تجربة التقديم أضافت إليه الكثير، ويراه الجمهور فيها على طبيعته من دون تمثيل، كما إنها وطدت علاقته بزملائه، وقبوله تقديم البرامج لم يأت لتعويض غيابه عن الدراما، لأنه ليس في خطته الظهور في الدراما كل عام.

فكر جديد
الفنانة منى عبدالغني التي تشارك منذ أربعة أعوام في تقديم برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا» قالت، إنها وافقت على تقديم البرنامج، لأنه اجتماعي يقدم فكراً جديداً في إطار غير تقليدي لم يعتد عليه المشاهد، حيث يستضيف متخصصين في شتى المجالات ليتحدثوا عن المرأة في عيون الرجل، وفقرات عن المطبخ والإتيكيت والتجميل وغيرها.

المهم النجاح
أشرف عبدالباقي الذي يعد من أكثر الفنانين تقديماً للبرامج، ومنها: «جيم سؤال»، و«أجدع ناس»، و«مقلب دوت كوم»، و«مصر البيت الكبير»، و«دارك» و«جيل التحدي»، و«جد جداً»، و«كلاكيت»، و«عيش الليلة»، وآخرها «قهوة أشرف»، وقال: إن تقديمه أكثر من برنامج تلفزيوني منحه الخبرة الكافية، خصوصاً أنه اعتمد في بعضها على أسلوب المسرح والارتجال.
ونفى أن يكون احتياج الفنان للمال وراء تقديم البرامج، وقال: لا أنكر أنني وزملائي نكسب من البرامج وهذا ليس عيباً، وتقديم برنامج كوميدي ناجح أفضل من تقديم فيلم أو مسلسل فاشل، وأنه يهتم باختيار برامج تقدم متعة للجمهور.

صاحبة السعادة
إسعاد يونس من أكثر الفنانات نجاحاً في تقديم البرامج، خصوصاً أنها بدأت مشوارها كمذيعة من خلال إذاعتي البرنامج الأوروبي والشرق الأوسط، ثم قدمت تلفزيونياً برنامج «مساحة حرة»، ويحقق برنامجها الأسبوعي «صاحبة السعادة» نجاحاً كبيراً، ويحظى بنسبة مشاهدة جيدة، ويصنف على أنه من أبرز التجارب التي قدمها فنانون، لما تتمتع به من تلقائية وبساطة وثقافة، وقدرة على التفاعل مع ضيوفها على اختلاف تخصصاتهم.

مواصفات خاصة
الفنانة انتصار التي قدمت برنامج «فابريكانو»، وشاركت في تقديم برنامج «نفسنة»، قالت: إن إقبال الفنانين على البرامج يأتي إذا كانت الأفكار جيدة وتظهرهم بشكل جيد. وأكدت أن الأمر يتطلب مواصفات خاصة في الفنانين الذين يقدمون البرامج، ومنها قوة الشخصية والثقافة واللباقة، وفكرة العمل مذيعاً تستهوي الكثير من الفنانين بغض النظر عن الأجر، وكان لديّ رغبة في تقديم برنامج مقالب.

حبيب الملايين
دينا عبدالله قدمت لثلاث سنوات برنامجاً أسبوعياً بعنوان «حبيب الملايين»، وقالت عن تجربتها، إنها كانت تحلم ببرنامج يكرم كبار نجوم الفن في حياتهم وقبل رحيلهم، وهو ما تحقق من خلال استضافتها لكمال الشناوي، وماجدة، وصباح، ومديحة يسري، وعزت العلايلي، وعبدالمنعم مدبولي، وحسن يوسف، ولبنى عبدالعزيز، وآخرين.
وكان البرنامج يقوم على فكرة الاحتفاء بالنجوم، وكشفت عن أن غالبية الذين استضافتهم سبق أن مثلث معهم وتربطها بهم علاقة حب واحترام، وهذا ما جعل البرنامج يسيراً عليها.

فنانون وبرامج
قدم عدد كبير من الفنانين برامج تلفزيونية، حقق بعضهم نجاحاً كبيراً، منهم سمير صبري الذي قدم «النادي الدولي»، و«هذا المساء»، و«كان زمان»، و«ليلة في شارع الفن».
قدم عمر الشريف برنامج «الجذور»، ورصد فيه قصة حياته، وأهم محطاتها الفنية والإنسانية، كما قدمت صفاء أبو السعود «ساعة صفا»، وهو برنامج حواري استضاف العديد من الفنانين واﻹعلاميين، تحدثوا عن مشاويرهم.
وتضم القائمة نجوى إبراهيم وقدمت «مساء الخير»، و«صباح الخير»، و«بيت العائلة»، و«التاسعة»، والفنان أحمد السقا قدم «إغلب السقا»، وفيفي عبده صاحبة «أحلى مسا»، و«5 مواه»، و«خللي بالك من فيفي»، كما قدم أيمن زيدان «وزنك ذهب»، و«لقاء الأجيال».
قدمت يسرا «العالم العربي اليوم»، ومحمد صبحي «مفيش مشكلة خالص»، وهالة صدقي «نواعم وبس»، وأمير كرارة «الخزنة»، و«ستار ميكر»، و«سهرانين»، وخالد الصاوي «كلمة حق»، ومحمد هنيدي «فركش»، ويسرا اللوزي «ميكروفون».
وهاني رمزي «الليلة مع هاني»، وصابرين «طلة قمر»، وديانا كرازون «دويتو»، ورولا سعد «الحياة حلوة»، وهنا الزاهد «هزر فزر»، وبيومي فؤاد «بيومي أفندي»، وغادة عادل «تع اشرب شاي».
ومن الفنانين من قدم برامج إذاعية، مثل سماح أنور «البداية»، وأحمد فهمي «فهمي فهمك»، ومصطفى قمر «هما كلمتين»، وصلاح عبدالله «قول يا عم صلاح»، وسعد الصغير «سلام مربع»، وبشرى «أوعى يفوتك».

مصلحة مشتركة
الخبير الإعلامي معتز صلاح الدين أشار إلى أن اتجاه الفنانين لتقديم البرامج مصلحة مشتركة للطرفين، الفضائيات والفنانين، حيث تريد القنوات جذب الجمهور وزيادة نسب المشاهدة في ظل وجود كم هائل من المنافسة، وتأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
ويحصل الفنانون على مقابل مادي جيد يعوضهم الغياب وقلة الطلب عليهم درامياً، وتدفع لهم الفضائيات بسخاء، لأنها في المقابل تتمكن من جلب مزيد من الإعلانات معتمدة على جماهيريتهم.

سلاح ذو حدين
الناقدة ماجدة موريس اعتبرت تقديم الفنانين للبرامج بمثابة سلاح ذي حدين، حيث يمكن أن يزيد البرنامج من القاعدة الجماهيرية للفنان ويصبح بعده محبوباً بشكل أكبر، أو يسحب البساط من تحت أقدامه، ويجب على من يقدم على تجربة التقديم من الفنانين أن يتوخى الحذر ويدرس ما يقدمه، وما إذا كان سيضيف للتجربة أم تضيف إليه.

تأثير
الناقد طارق الشناوي أكد أن نجاح الفنان جماهيرياً وثقافته لا يعنيان أن يكون مقدماً ناجحاً للبرامج، وشهدت الساحة تجارب فاشلة لفنانين مثقفين وذوي جماهيرية كبيرة ولكن لم تنجح برامجهم، لأن تقديم البرامج يتطلب موهبة وحضوراً وتأثيراً.
ولفت إلى أن الظاهرة ليست جديدة، ولكنها بدأت مع انطلاق التلفزيون المصري عام 1960، ومع تزايد القنوات الفضائية خلال الفترة الماضية أصبح للنجوم وهج وثمن وتزايد الطلب عليهم لتقديم البرامج.

استغلال للشهرة
أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة ليلى عبدالمجيد ترى أن اتجاه الفنانين لتقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية يعد استسهالاً من جهات الإنتاج وأصحاب القنوات، لاستغلال الشهرة التي يتمتع بها الفنان وجذب المشاهد وتحقيق مكسب مادي في المقام الأول للمنتج.
وأشارت إلى أن مهنة المذيع ومقدم البرامج تحتاج إلى قدرات ومهارات خاصة، حتى يكون مؤهلاً ومدرباً للحوار، وليس بالضرورة أن تكون شهرته سبباً في نجاح البرنامج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©