عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
لوحة ملونة يغازلها خيال وظل، نقشتها أنامل «الموهبة».. الفنانة الشيخة عزة سلطان سالم القاسمي التي أبدعت في الفن التشكيلي، ومزجت اللون بالفكرة في لوحات تحاكي النفس، وجعلت كل من يقف أمامها يجد نفسه أمام موهبة واضحة تتجسد فيها تجليات الإبداع.
تحرص الشيخة عزة القاسمي دائماً على الابتكار في أعمالها التشكيلية، وتجد أن الفن شيء من الخيال والأفكار الهاربة من هنا وهناك، والتي تبحث لنفسها عن موقع أو وطن لتسكن فيه.
القاسمي فنانة تشكيلية تجد أن المرأة مخلوق شفاف وذو إحساس مرهف. وتقول: «غالباً ما تكون المرأة التشكيلية كتلة من المشاعر والأحاسيس، قد يراها الآخرون صفحة بيضاء، لا تعرف كيف تخرج ما بداخلها من أحاسيس، لكنها تترجمها إلى أفكار على لوحة كانت صامتة».
وتضيف: «أنا متصالحة مع نفسي لأبعد الحدود، أحب البساطة في الحياة بشكل عام، عاشقة للفن وأعتبره غذاء القلب والروح، كونه الصديق الوفي الذي يتقبل مشاعرك ويترجمها، كما هي من دون أي قيود أو وضع حدود لها، شخصية حالمة لا أميل للواقعية في لوحاتي، ودائماً أسعى للنجاح والتميز، وأن أضع بصمة تصنع فرقاً واضحاً في دعم الفن والفنانين الشباب».
رغم التخصص الأكاديمي في مجال «إدارة الأعمال»، ترجمت الشيخة عزة سلطان سالم القاسمي شغفها بالفن بتأسيس كافيه يجمع الفن والمواهب تحت سقف الإبداع والتميز ودعم المواهب الشابة التي تحتاج إلى الدعم دائماً.
وتبين القاسمي أن «الكافيه ليس مجرد مشروع بالنسبة لي؛ بل هو حلم سعيت كثيراً لتحقيقه بالشكل الذي طالما كان بمخيلتي، فأنا أحب السفر وألهمتني الكافيهات في باريس، وقمت بتطبيقها بما يتماشى مع أفكاري وقناعاتي بأن يصبح العالم الذي تشعر في داخله بالنقاء، تتعامل بطبيعتك من دون أي قيود أو أقنعة، فهو يهيئ روحك للابتكار، ويجعلها تنطلق بحرية، فكل جانب منه يحمل قصة وتفاصيل أشرفت عليها بنفسي، ولهذا حرصت على أن أجمع مختلف ألوان الفن في مكان واحد كالرسم، القراءة، الموسيقى والقهوة، فمحبو القهوة يعتبرونها فناً في حد ذاتها، وسعيدة كون (الغاليري) استطاع أن يستقطب بشغف عشاق الفن والمثقفين من مختلف إمارات الدولة».
دعم المواهب
تسعى الشيخة عزة سلطان سالم القاسمي دائماً لمساندة المواهب الجديدة وتطوير خبراتهم، وذلك من خلال إقامة دورات تدريبية مع أهم الفنانين من داخل وخارج الدولة، حيث تستضيف أساتذة الفن لعمل دورات لتعليم الأسس الصحيحة وتعزيز فكرة الابتكار، مؤكدة أن الفنان يجب أن يضع بصمته دائماً على كل لوحة.
طموحات
طموحات عزة القاسمي بلا حدود، حيث تتمنى أن تقيم أكاديمية تخرج الفنانين بمختلف مجالاتهم، وخصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة كونهم فئة تحتاج للدعم، لأن بينهم الكثير من الفنانين الذين يحتاجون لمن يكتشف مواهبهم، والتي تستحق أن تصل للعالمية بجدارة، كما أسعى دائماً للارتقاء بالفن ونشره للعالم بالشكل الذي يستحقه والذي يليق به.
