عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
يطرح المخرج المغربي محمد البدوي، في فيلمه الطويل «للا عيشة» قضايا مجتمعية وإنسانية تواجهها فئات كثيرة في صراعها اليومي من أجل لقمة العيش، بينها الهجرة والبحث عن فرصة لبدء حلم جديد في بلاد براقة. ويروي الفيلم كيف يعاني رب الأسرة من أجل تأمين قوت أبنائه، مستعرضاً الصراع مع الطبيعة القاسية، كما الصخور وما يلحق الإنسان بها من أضرار، وكذلك قضايا العيش المشترك والتسامح.
وتغلب على أحداث الفيلم السردية وشاعرية الصورة ودراما المواقف، في حين أن الحوارات قليلة وكذلك عدد الأبطال، إذ يكتفي المخرج بمساحات قليلة من شاطئ البحر في مدينة من مدن الشمال المغربي، سكانها يحترفون الصيد والمتاجرة بالأسماك. ومع وصول نوع جديد من الأسماك إلى تلك الشواطئ، تهاجر الأسماك الصغيرة، في تصوير جميل يظهر كيف يبدأ الشباب يفكرون في المغامرة بأرواحهم والهجرة عبر البحر، وركوب قوارب خشب تذهب بأرواحهم في عرض البحر.
مشاهد فيلم «للا عيشة» تذكر بقصة فيلم «الشيخ والبحر» المستوحاة من الرواية المعروفة للكاتب الأميركي إرنست همنغواي، ولا سيما في الإضاءة على حياة الإنسان في صراعه مع الطبيعة والبحر من أجل الأسرة.
و«للاعيشة» هي أم لـ 5 أبناء يمارسون مهنتهم في قرية صغيرة على البحر، تتمزق شباكهم ويفقدون مصدر رزقهم الوحيد، وهي امرأة فقيرة تمثل بإتقان كيف تعاني بعض النساء في القرى.
