السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

نويشفانشتاين.. قصر قتل صاحبه

نويشفانشتاين.. قصر قتل صاحبه
27 فبراير 2021 00:20

شعبان بلال (القاهرة)

في ولاية لافاريا بجنوب ألمانيا، وعلى ارتفاع 800 متر فوق سطح البحر، يقع قصر نويشفانشتاين، التحفة المعمارية التاريخية التي لم تكتمل بسبب أحداث مثيرة وقعت في القرن التاسع عشر.
في ذلك الوقت أراد الملك الألماني لودفيك الثاني أن يعيش في قلعة معزولة عن العامة، فاختار لنفسه موقعاً فوق إحدى التلال العالية على جبال الألب، ليرى الحدود النمساوية بكل وضوح، واختار لتصميم قصره الملكي المهندس كريستيان يانك.

على مدار 17 عاماً استمر البناء الضخم، وبسبب هذا القصر أطلقت الأسرة الحاكمة الألمانية على الملك لودفيك الثاني بالملك المجنون، لأنه أنفق الكثير من الأموال دون فائدة على بناء القصر ليصنع منه تحفة معمارية، واستوحى كل الروائع الفنية المرسومة على الجدران من أعمال الفنان والكاتب الألماني الشهير ريتشادر فاغنر.
وبسبب ولع لودفيك الثاني بأعمال فاغنر أطلق على القصر اسم حجر البجع الجديد، نسبة إلى شخصية فارس البجع لوهينغرين، أحد شخصيات أعمال الكاتب فاغنر، وكان من المقرر أن تضم غرف القصر البالغ عددها 360 غرفة أعمالاً مستوحاة من الفنان ذاته.

لم يدم عمر الملك طويلاً حتى يرى تحفته المعمارية تتشكل أمام عينيه، فبعد الانتهاء من العمل في 14 غرفة فقط، قررت الأسرة الحاكمة أن تعزل الملك المجنون عن الحكم، بسبب رغبته في البناء دون فائدة حسب رأي المعارضين آنذاك، ولهذا تم نفي لودفيك الثاني إلى قلعة نائية ولقى حتفه بعد عزله بيومين بطريقة غامضة، حيث عثر على جسده في إحدى البحيرات التي تطل عليها القلعة، ولم يعرف حتى الآن سبب وفاته.

إبهار
أكثر ما يميز قصر نويشفانشتاين التطور الذي أبهر جميع مصممي العالم، حيث أراد الملك أن يحصل على نظام لتدفئة الهواء في منطقة تعتبر متجمدة شتاءً، ووضع دراسة شاملة لإيصال الماء الساخن إلى دورات المياه والمطابخ، وهي تقنية متطورة آنذاك.

أعمال فنية 
أربعة طوابق يتجول فيها أكثر من 6000 زائر يومياً، يهيمون في جمال الأعمال الفنية على جدران القصر، ويتصفحون مؤلفات الملك لودفيك الثاني وكتاباته، التي لا تزال موجودة بالقصر حتى الآن، فقد كانت من إحدى هواياته أن يجلس في غرفته الفاخرة، ويكتب ما يمليه عليه وحيه الخاص. ولم يسبق أن حاول ملك من الملوك أن يصنع قصراً به مغارة صناعية، حيث طلب من مصمم القصر أن ينفذ له كهفاً به شلالات صناعية و تأثيرات ضوئية، ويحيطه بأبواب زجاجية ليري جبال الألب كلما دخل إلى الكهف الصناعي الذي لا مثيل له في العالم.

60 مليون زائر
ألهم القصر وأعماله الفنية بالغة الدقة والإبداع الكثير من المصورين حول العالم، حتى صنف بأنه أكثر البنايات التي تم تصويرها في العالم، منذ افتتاحه أمام الجماهير في القرن التاسع عشر وحتى الآن، ويجتذب الكثير من السائحين من داخل ألمانيا وخارجها في فصل الصيف.
زار القصر ما يقرب من 60 مليون شخص منذ افتتاحه بعد وفاة الملك لودفيك الثاني وحتى الآن، فهو قبلة الباحثين عن الاختلاف، وبلوغ حد الجنون في الإبداع والتطور، فالرحلة داخل القصر لا تنسى، بدءاً من غرفة العرش التي أنفق عليها ببذخ، ولكن اختفى العرش بعد موته ولم يستدل عليه حتى الآن.

ومن أكثر الغرف التي يقف عندها الزائرين هي غرفة النوم التي استغرق بناء سرير الملك فيها ما يقرب من عامين كاملين، ويضم القصر أيضاً الكثير من الأجنحة الملكية الفاخرة التي لم تستقبل أحداً، ولم يسكن فيها أي ضيف ملكي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©