السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الربابة الأمازيغية.. سيدة الألحان

الربابة الأمازيغية.. سيدة الألحان
26 فبراير 2021 00:15

محمد نجيم (الرباط)

تعتبر الربابة الأمازيغية، آلة موسيقية يعتمد عليها كبار الموسيقيين في الجنوب المغربي، ونظراً لعراقتها تسمى «سيدة الألحان»، حيث يعود تاريخها إلى زمن بعيد، بل هي الآلة التي رافقت أحد كبار «الروايس» في الجنوب المغربي و«الرايس»، وهو اسم يطلق على أي مطرب جوال يحمل ربابته لينشد أشعاره مع ألحان ونغمات وتقاسيم شجية، ناشداً ما يعيشه المجتمع وما يختلج في ذاته من أعطاب وعواطف وآلام وأفراح وقضايا الحب والفراق، غناء ينبع من المجتمع المغربي وخاصة في المناطق الجبلية لِما لها من تضاريس وحسٍّ عفوي قريب من الفئات الشعبية والبسيطة. وغناء «الروايس» تراث مغربي عريق وأصيل وفن قائم بذاته ومستقل بقواعده التي لا يمكن تجاوزها.
ويعتبر الرايس الحاج بلعيد «1873 - 1945» أشهر مطرب شعبي مغربي استعمل آلة الربابة في أغانيه الخالدة، وأنشد بها أشعاره وقصائده، التي تتداولها الأجيال الحديثة، وهي اليوم تعد من الروائع والكلاسيكيات الخالدة التي لا يمكن تجاوزها في المحافل الدولية وأكاديميات الموسيقى.
يطلق على الرايس بلعيد «زرياب المغرب»؛ نظراً لبراعته في العزف على آلة الربابة الأمازيغية، وتمكن من تأسيس مدرسة غنائية خاصة به وبفن «الروايس»، وقد تمكن الحاج بلعيد من إيصال الأغنية الأمازيغية وفن العزف على الرباب وتقاليد فن الروايس، إلى بلدانٍ كثيرة، فسافر حاملاً ألحانه وربابته إلى فلسطين، وسوريا، ومصر، والحجاز، كما سافر إلى فرنسا، والتي أحيا فيها حفلات ناجحة في سنة 1931.
لم تفقد آلة الربابة مكانتها، رغم أن الكثير من الآلات المتطورة زاحمتها، لكن يبقى لها دورها التاريخي كونها آلة الأجداد وآلة أحبّها أحد أساطير الطرب الشعبي في الجنوب وهو الحاج بلعيد الذي ترك إرثاً موسيقياً خالداً.
يقول «موح أوعلي»، وهو صاحب ورشة صغيرة لصناعة الآلات الموسيقية التقليدية: نحاول في ورشتنا الحفاظ على هذا الموروث العريق، لكن لا أحد يهتم بما نصنع من الجيل الجديد عدا فئة قليلة من الشباب.
وأضاف: كنا قبل جائحة «كورونا» نبيع بعض القطع للسياح الذين يُقدرون قيمتها ويقدرون الجهد الذي نبذله لكي نصنع آلة الربابة الأمازيغية بالمواصفات والمعايير، التي تركها لنا الراحل الحاج بلعيد الذي صنع شهرته بألحان وأنغام تنبعث من آلة الربابة، وكانت ترد إلينا طلبيات من بعض الفرق الموسيقية التي تسمى «الروايس» والتي لا تزال تستعمل آلة الربابة، لكن جائحة «كورونا» أوقفت نشاط الفرق الموسيقية، وبالتالي توقف نشاطنا كذلك زاد الأمر سوءاً مع غياب السائح الأوروبي الذي يقتني منا ما نصنعه في ورشتنا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©