عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
«ربما لن تضطر للذهاب بعيداً إذا أردت البحث عن مفتاح سعادتك الزوجية، فالأمر كله يكمن بداخلك»، قد يحسب البعض أن العبارة السابقة نصيحة مجازية، وردت على لسان أحد خبراء العلاقات العاطفية؛ لكنها للمفارقة نتيجة لدراسة علمية بكل معنى الكلمة، أُجريت في جامعة أركنساس الأميركية.
فالدراسة التي خضع لها عشرات الأشخاص ممن تزوجوا حديثاً، أشارت إلى أن الانسجام والتوافق بينهم، على الأقل خلال الأعوام الأولى من الزواج، ارتبطا بتركيبة الحمض النووي «دي إن آيه».
النتائج
الأمر يتعلق تحديداً بجين يُعرف بـ «سي دي 38»، وعلى الأخص بنمطٍ منه يحمل اسم «سي سي». وأظهرت النتائج، أن وجود هذا النمط في تركيبة الـ «دي إن آيه» للزوج أو الزوجة، يجعله «شريكاً أفضل في العلاقة الزوجية».
فمن بين وظائف ذلك النمط من الجين المُشار إليه، التحكم في إفراز هرمون «أوكسايتوسين»، الذي يحفز المشاعر العاطفية، ولذا فمن شأن إفراز النمط «سي سي» من جين «سي دي 38»، جعل المرء أكثر قدرة على إبداء مشاعر الثقة والتسامح، وكلها عوامل تجعل العلاقات الزوجية أكثر نجاحاً. وشملت الدراسة التي أجراها باحثو جامعة أركنساس، إجراء اختبارات الحمض النووي لأفراد العينة، ومتابعتهم على مدار الأعوام الثلاثة الأولى من الزواج، عبر استبيانات طُلِبَ منهم ملؤها كل أربعة أشهر.
الدافع
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية، قالت المعدة الرئيسة للدراسة الدكتورة أناستاسيا ماخانوفا: إن الدافع لإجرائها تمثل في الرغبة في اختبار فرضية طرحها باحثون حول وجود «أسباب جينية كامنة، تقف وراء مواجهة البعض صعوبات أكبر، في ما يتعلق بإمكانية الشعور بالرضا خلال الفترة الأولى من الارتباط والزواج».
ورغم النتائج التي خَلُصَت إليها الدراسة، فإن ماخانوفا تؤكد أن ذلك لا يعني أن من يخلو حمضهم النووي من النمطيْن الآخريْن من جين «سي دي 38»، سيعانون مشكلات تهدد استقرار زيجاتهم، وإنما يشير فقط إلى إمكانية مواجهتهم متاعب زوجية، قد يضطرون لبذل جهود أكبر لتلافيها، أو لتسويتها حال حدوثها.
