الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شجوُ الأسئلة

شجوُ الأسئلة
1 فبراير 2021 00:21

بعض الأسئلة عادية، لا تُحرّك ساكناً، ولا تُغيّرُ ماكناً، لا تزيحُ داخلك شيئاً بقدرٍ ما تعجز عن البحث عن الإجابات، وبعضها شوكيُّ الأثر، كلما خطف بارقاً بأن، وكيف، وأين، ولماذا؟ تصير كل المرارات رينة اللحظة، وبوابة الاختبار الحقيقي لفيض النّبض في داخلك الذي يحملُك على محمل الوقت نحو اللاوضوح، الغموض أحياناً أصل الإجابات.
- الأسئلة مُعضلة، حين تربكنا، تضعُنا عند مفترق حيرة، نستنطق الوقت، نستقطع اللحظة لنمضي نحو البحث عن تفسير ممكن وآخر غير ممكن لحالة نتعايش معها، نعيشها، وتعيشنا بتفاصيل تصعُب قراءتها في ظل عتمة السؤال وغيابةِ الإجابة لحالة لم نخترها ولم نسع نحو الالتحام بها، ولم نبحث عنها في كومة الزمن المتنامي نحو ما نجهل.
- تأخذنا الأسئلة، نظل نُحدّق في أوصالها، وندور في فراغاتها التي تتسع وتتسع حتى تقبضَ علينا لنقع في شَركِها فارغون من كل شيء، معبئين بما تَصدّق به الوقت علينا من كرم التّحمّل، وجميل الصّبر، وفوات الزمن هو الفيصل بين السؤال ورعشة الإجابة المُنتظرة.
- يشي بك السؤال حين تبحث عمّن تحب، وحين من تحب تمرق بنبضه فلا يلتفت لخفقة قلب، وهمسة حب، والتفاتة شوق، فتسيلُ أسئلة الغياب، وتُمطر الشماء أغنية الذكرى، وحدها الأسئلة موجعةٌ حين تقف عاجزة عن التأويل، والتفسير، والقراءة العميقة، والجهرِ بما بين الحروف، وما وراء سحرُ الكلمات، وعناوين الكتبِ الثّريّة، ووحدنا عند حافة الانتظار، نتلو حكمة الصبر.
- نمتلئ بنا، بأسئلتنا الغامضة، بمشاعرنا وهواجسنا، وحكاياتنا الذاهبة نحو الذبول، نمتلئ باحتياجاتنا وانطباعاتنا، بعجزنا عن مواجهتنا حين يُصبح للحديث لون الصّدق، وشكل المكاشفة، وحالة الحوار السؤال ذاك الذي يُنبئ عن لا شيء، ويغدو مكرراً، ثابتاً لا يبرحُ المكان، الذاكرة، الزمن، الحالة، حيث الحالة وحدها أصل ً الإجابة.
- يقولون إن «الأسئلة عمياء، وإن الإجابة وحدها التي ترى»، تفتح لك الطريق، تذلل العوائق التي قد تعترض سيرك، تضعك على أول الخطوات نحو الحقيقة أو المعرفة، لا تمنّ ولا تتأخر، هي تؤمن بأن أقصر الطرق إليك هو صدقك مع ذاتك، ومتى ما كانت الإجابات واضحة، متى ما صعُبت الأسئلة التالية، وغدت عصيةً على الاستيعاب، تتصاعد مثل موجة، وتخبو مثل ضوء، كأنما فاتها وقت التراجع.
- بعض الأسئلة ترافقك العمر كلّه، وما إجابة لها تُشفي غليل انتظارك، وبعضها يُلقي بالإجابات على أرصفة الكلام، وبين هذه وتلك يكون للتفسيرات والتأويلات قصص لا تنتهي، لنُحسن صياغة الأسئلة، كي نصل إلى الإجابات المُرتقبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©