عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ركزت ورشة نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية على عوامل الاستقرار الأسري في الزواج المبنية على التواصل والحوار، مشددة على أهمية مواجهة الزوجين المشاكل والصدق في المعاملة، وعدم التركيز على الحقوق ونسيان الواجبات من أجل أسرة مستقرة.
ومن أجل مجتمع ناجح وأسرة مستقرة، نظمت المؤسسة الجزء الثاني من ورشة «التوافق النفسي في الحياة الزوجية».. وتناولت الورشة التي قدمتها الدكتور بنة بوزبون خبير نفسي واجتماعي محورين: «دعم الوالدين النفسي للأبناء قبل الزواج»، و«عوامل تحقيق الاستقرار النفسي للمقبلين على الزواج».
وأكدت الدكتورة بنة بوزبون، أن السؤال المهم جداً، والذي يجب أن يطرحه كل مقبل على الزواج، هل أنت سعيد في حياتك قبل الزواج؟ وأهداف المقبل على الزواج؟ وما هو دور الوالدين في نجاح زواج الأبناء؟ وما هي معايير اختيار شريك الحياة؟ مشيرة إلى أن الإنسان الذي يجيب عن هذه الأسئلة يمكنه اختيار شريك حياته بنجاح.
وأوضحت أن معيار الصحة النفسية للمقبلين على الزواج، الهدف منه التحقق من مدى فهم ذات الشخص المتقدم للزواج، مستعينين بطرح بعض الأسئلة، ومنها: هل المقبل على الزواج سعيد في حياته قبل الزواج؟ هل يتمتع بثقة في النفس، ويتمتع بمفاهيم عن الذات وقدرة على إدارة الغضب والأزمات في الحياة الأسرية، كيف يتفاعل مع الوالدين داخل الأسرة؟
هروب من الواقع
وأضافت بوزبون، أن الأسئلة التي تم طرحها على الحضور توضح أمامهم الهدف من الزواج، وعبر مجموعة من التمارين تصبح الصورة بارزة أمامهم، موضحة أن الكثير من الزيجات يكون الهدف منها الهروب من واقع أسري سلبي يعيشه أحد الطرفين، أو هروباً من التفكك الأسري، وهروباً من المعاملة السيئة للأب أو من سيطرة الأم، أو هروباً من المشاكل مع الإخوان والأخوات في البيت، حيث يلجأ الشاب أو الشابة إلى الزواج هرباً من الواقع، وبالتالي لا يكون هدفه الزواج في حد ذاته.
وتساءلت بوزبون، كيف لشخص أن يفتح بيتاً ويؤسس أسرة، وهو يعاني مشكلات في التعامل مع أسرته ويجر معه العديد السلبيات والإحباطات الموجودة؟ حيث قد يكون أحد الطرفين يعاني ضغوطاً نفسية، وغير قادر على التوافق مع ذاته، وقد يكون هذا الشخص يعاني إحباطات في التعامل مع الآخرين، وقد تكون لديه صعوبة في التعامل مع الناس أو عصبي، وقد تكون الفتاة عصبية وتشعر بالظلم داخل أسرتها، وتبحث عن منطلق تخرج منه للحياة.
قياس
كما أوضحت بوزبون أن الجديد في ورشة «التوافق النفسي للمقبلين على الزواج»، قياس الشخص المقبل على الزواج لذاته، ومعرفة طبيعة شخصيته وأهدافه وميوله وطبيعة تطلعاته، قبل أن ينطلق للبحث عن الزواج، واختيار شريك الحياة، بحيث يعرف ما هي مقاساته هو، حتى يتمكن من قراءة الطرف الآخر، ويختبر قدرته على التوافق مع هذا الشخص.
أهداف الزواج
وتناولت الورشة بإسهاب أهداف الزواج، لا سيما أن البعض تكون رؤيته غير واضحة في هذا الاتجاه، موضحة أن الزواج يحقق السكينة والراحة، ويعتبر وسيلة للاستقرار النفسي بين الزوج والزوجة، بالكشف عن عواطفهم ومشاعرهم وميولهم واتجاهاتهم بما يحقق لهم الراحة، إلى جانب تلبية المتطلبات الجنسية للزوجين في علاقة قانونية شرعية، ومن أهدافه أيضاً الإنجاب واستمرار الجنس البشري، وهو أحد أهم أهداف الزواج، حيث إن استمرار النسل يعد من القضايا المهمة التي جاءت بها الشريعة والمحافظة على المجتمعات، ناهيك عن أهمية رفع الخصوبة عن طريق الزواج الصحيح بين الطرفين، موضحةً أن الزواج الناجح يؤدي إلى استقرار المجتمعات وتحقيق سعادتها ويحمي المجتمع من الأمراض المعدية والقاتلة، وهذا من أهم أهداف الزواج أيضاً.
