الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أحلامكم ما لونها ؟

أحلامكم ما لونها ؟
18 يناير 2021 00:23

هل كبُرت أحلامكم معكم؟ هل شعرتم بأنكم في حاجة إلى الخروج من دائرة المجهول، والمُنتظَر، والغامض، والمُرتهن للزمن إلى واقعٍ أكثر وضوحاً وشفافية وصدقاً، يحملكم نحوكَم دون رتوش أو عمليات تجميل، وتحسين الهيئة والشكل الخارجي، وإهمال الداخل، وتغيير الملامح وتزييف الحقائق؟ أشعرتُم حقاً بأنكم مُتعبون من التحليق في الفضاء الفارغ، وأنكم تحتاجون العودة إلى الأرض، لزمن أكثر ثباتاً وإنباتاً، وحياة وارتواء.
هل خامركم شعور بأنكم متعبون، ومرهقون، وقلقون في زمن الحذر والخوف الملاصق لأرواحكم، والمجاوِر لخلجات قلوبكم، إن واجهتم السماء، والضوء، والشمس التي تعلقتم بخيوطها الذهبية ورافقتكم منذ درس التعبير الأول في اللغة العربية، هل أحسستم بأنكم في حاجة للشعور بالأمان، لمعانقة الدهشة الطالعة من فمِ انتظار وأنكم حالمون، وراغبون في الشعور بالمزيد من الحياة الهادئة الوادعة، هل تعبتم مما حولكم، صمت أو ضجيج، أصدقاء أقرباء، أماكن وبشر، ربما عطّلوا الكثير من الاندفاع، والأحلام في دواخلكم، أخذوكم على حين حُب، ومعهم ضاعت أمانيّكم وأمانيهم، لم تعُد أحلامكم مشتركة، تساوت اللحظات باللحظات، واستُنسِخت الأوقات من الأوقات، كل شيء من حولكم أضحى بارداً، جامداً، لا روحَ فيه، غادر الدفء القلوب المرصوفة بالحب والمشغولة باللازورد والخزامى، وعبير المساءات المشحونة بالألفة والمحبة.
أما زالت أحلامكم هي أحلامكم، غضةً بكراً أم تعكّرت ألوانها وغاب صفو حضورها، وأصبحت مرهونة بالتوقعات، بالآمال، بالأمنيات، بالدعوات المُكثّفة بالتوقِ إليكم، إلى ابتساماتكم المعجونة بالحب، ولقاءاتكم المسكونة بالفرح، وأفراحكم الطالعة من عمق القلب، هل اشتقتم لكم تفاصيلكم الصغيرة، رحلاتكم القصيرة، اهتماماتكم الأثيرة، حاجاتكم الكثيرة، هل تشعرون بأنكم على ما يرُام، أم أنكم فقدتم شيئاً من البهجة التي رافقت أحلامكم، وأحلامكم هل بقيت هي ذاتها في ثوبها الأخاذ، العالق بين زوايا الانتظارات المحمّلة بالأمل والضياء.
هل مللتم أفراحكم التي تذهبون إليها مقنّعين، حذرين، وأتراحكم التي لم تسعفكم الحالة الراهنة في حضورها ومشاركة أحبتكم مشاعرهم، ما لون الصباح وتجليّات الفجر، وتلاوات الروح ذات انغماس في التواصل مع الخالق، كيف ترون الأوقات والأيام والأعوام التي يحمّل أحدها الآخر متاعبه، ونكساته، ووجعه، وألمه، وبعض الأشجان التي ظللت أيامه بالأمل، وأناطت ركاب سيرها عند عتبات الوقت فانسلت الساعات دون أن تشعروا بها!
أما زلتم صامدين، قابضين على لحظات الفرح، والحب، والحلم الشاسع بجمال ما سيأتي مع الأيام رغم كبوة الوقت، وحذر اللحظة، وخدرِ الشعور، لنقرأ أحلامنا، لنفتح لها بوابات البوح، لنجعل أيامنا أكثر صحة وسعادة، إنكم تستحقون الطمأنينة، كلّنا نستحق ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©