عدد اليوم
أحمد القاضي (القاهرة)
أبهر المصريون القدماء العالم، بتماثيلهم المنحوتة بدقة بالغة ومعابدهم الشاهقة، وبأهرامات عملاقة تحارب الزمن، واليوم يسير الشاب المصري إبراهيم بلال على خطى أجداده، عبر نحت رموز حضارتهم على سن القلم الرصاص.
شاهد إبراهيم منحوتة على سن قلم رصاص قبل 3 أعوام، وأعجب بهذا النوع من الفن لدقته وصعوبة تنفيذه، فقرر البدء في تعلم النحت على الأقلام، ولم تكن تجربته سهلة.
20 محاولة، هي عدد المرات التي كسر فيها سن القلم الرصاص بين يدي الفنان المبتدئ، إلا أنه لم ييأس ولم يلق بأقلامه كلها على الأرض، وبكل هدوء يعيد إحياء قطعة رصاص جديدة من قلمه، ويعيد الأمر مرات ومرات حتى نجح في السيطرة على زمام الأمور.
«كان شكل قلب».. لا ينسى بلال عمله الفني الأول الذي خرج دون أخطاء، عندما حول سن القلم الرصاص المدبب إلى قلب، وهنا أعلن النحات الشاب عن نفسه كأحد رواد هذا الفن في مصر والعالم العربي، فلم ينتشر النحت على القلم الرصاص كثيراً بين أوساط النحاتين حتى الآن.
ولدت فكرة جديدة في رأسه، بينما هو جالس يعيد المحاولة، لماذا لا يعيد إنتاج التماثيل الفرعونية العملاقة على سن قلمه الرصاص، ويبدأ حملة للترويج للسياحة المصرية، من منظور صغير للغاية، لا يتجاوز حجمه ثلاثة ملليمترات، هو حجم سن القلم الرصاص.
يؤكد بلال أن تأثره بالحضارة المصرية القديمة لازمه طيلة مشواره الفني، ولإيمانه بأن الفن رسالة سامية، حاول جاهداً لتوظيف هذه الرسالة في شيء يعود بالنفع على السياحة في بلاده، ووضع قائمة بالرموز السياحية التي سيحولها إلى منحوتات دقيقة.
قناع الملك توت عنخ آمون الشهير، حجر رشيد، ورأس الملكة تفرتيتي هم أشهر أعمال بلال التي تداول الشباب صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن فخرهم بحضارتهم العظيمة في المقام الأول، وبالأعمال الفنية التي جاءت على درجة عالية من الدقة والاحتراف.
24 ساعة
تستغرق المنحوتة الواحدة الكثير من الوقت والعمل والجهد، والذي قد يصل إلى 24 ساعة كاملة في منحوتة واحدة على سن صغير، وهذا لما يتطلبه النحت من تفاصيل يجب إبرازها في مساحة صغيرة للغاية، فالنحات غالباً ما تكون لديه صخرة بأكملها لينجز عليها عمله.
ولأن بلال لا يملك إلا سن قلم رصاص صغير للنحت عليه، لزم ذلك الاستعانة بعدسة مكبرة للوقوف على التفاصيل في كل منحوتة، وكذلك شفرة حادة لتساعده على النحت داخل مادة الرصاص، هاتان الأداتان فقط هما مساعدتا النحات الشاب في عمله.
ويأمل في أن ينضم إليه المزيد من النحاتين الشباب حتى يتمكن من تنفيذ مشروع كامل عن الحضارة المصرية، ويقيم معرضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليشجع السائحين من كل مكان في العالم على زيادة الأماكن الحقيقية التي يصورها على أقلامه الصغيرة.
