عدد اليوم
أحمد مراد (القاهرة)
حالات مناخية فريدة وعجيبة تظهر عليها شبه جزيرة أنتاركتيكا الواقعة في أقصى شمال القارة القطبية الجنوبية، وخلال العقدين الماضيين تأثرت بالتغير المناخي بشكل ملحوظ.
«أحرُّ» يوم
في يوم السادس من فبراير من العام الجاري، أعلنت وكالة الأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أن أنتاركتيكا سجلت رقماً قياسياً في درجات الحرارة المرتفعة، بأكثر من 18 درجة مئوية، حيث سجل مركز البحوث الأرجنتيني المعروف باسم «إسبيرانزا» والواقع على الطرف الشمالي لشبه الجزيرة المتجمدة درجة حرارة قياسية جديدة وصلت إلى 18.3 درجة مئوية، وهو رقم غير معهود في القارة الجليدية حتى في فصل الصيف.
أبرد يوم
اعتبر يوم الحادي والعشرين من يوليو عام 1983 أبرد يوم في تاريخ القارة القطبية الجنوبية، حيث سجلت محطة فوستوك الروسية في أنتاركتيكا أدنى درجة حرارة قُدرت بـ 89.2 درجة مئوية تحت الصفر، ويعد هذا اليوم أبرد بـ 11 درجة مئوية من تسامي الثلج الجاف. وترتفع أنتاركتيكا عن سطح البحر بمعدل حوالي 3000 متر، لذلك تُسجل فيها أدنى درجات الحرارة العالمية، وأشد سرعات الرياح بسبب نشاط التيارات النفاثة في طبقات الجو المتوسطة والعليا فيها.
14 مليون كيلومتر مربع من الثلوج
تصل مساحة شبه جزيرة أنتاركتيكا إلى 14 مليون كيلومتر مربع، وتعادل ضعف مساحة أستراليا، وواحد ونصف مرة من حجم الولايات المتحدة الأميركية، ويشكل الجليد 98% من مساحتها بسمك يصل إلى 2000 متر في بعض المناطق، وفي حال ذوبانها بالكامل تؤدي إلى رفع مستوى سطح البحر بحوالي 60 متراً، وتمثل موطناً لحوالي 70% من المياه العذبة الموجودة على كوكب الأرض.
135 ساكناًً وآلاف الزوار
يقيم في أنتاركتيكا حوالي 135 شخصاً بشكل دائم، ويزداد هذا العدد إلى ما بين 1000 و5000 شخص خلال أشهر العام، معظمهم من العلماء والباحثين، حيث يترددون على محطات ومراكز البحوث المنتشرة في أرجاء القارة التي يصل عددها إلى 80 قاعدة ومركز أبحاث.
وبحسب بيانات الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا، فقد زار ما يقارب 56 ألفاً و168 مسافراً القارة المتجمدة خلال موسم 2018 بنسبة زيادة قدرها 40% عن العام السابق، وكان من المتوقع وصول حوالي 78 ألفاً و500 مسافر، خلال الفترة من نوفمبر 2019 إلى مارس 2020، ولكن انتشار جائحة كورونا المستجد «كوفيد- 19» أوقف هذه الزيارات.
الأسرع احتراراً
تعد أنتاركتيكا من بين أسرع مناطق الكرة الأرضية في اتجاهها نحو الاحترار، حيث تزايدت حرارتها بسرعة كبيرة على مدار الخمسين عاماً الماضية، وارتفعت بحوالي 3 درجات مئوية تقريباً.
ويشير العلماء إلى أنه وسط درجات حرارة الاحترار المطرد، فإن كمية الجليد المفقودة سنوياً من الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا زادت بستة أضعاف على الأقل بين عامي 1979 و2017، ومعظم فقدان الجليد يحدث عندما تذوب طبقات الجليد من الأسفل، لأنها تتلامس مع مياه المحيط الدافئة نسبياً.
وكشفت دراسة أجرتها جامعة سانتياغو في تشيلي عن أن عام 2020 سجل أعلى معدل لدرجات الحرارة في شبه جزيرة أنتاركتيكا منذ ثلاثة عقود.
حروق شمسية
تشتهر أنتاركتيكا بالحروق الشمسية ونتائجها الوخيمة، حيث إن السطح الجليدي الممتد على مساحات شاسعة يقوم بعكس الأشعة فوق البنفسجية وعدم امتصاصها، وبالتالي زيادة التعرض لتلك الأشعة بأضعاف مضاعفة، إضافة إلى نقص سماكة طبقة الأوزون أول ما يعرف بـ «ثقب الأوزون» في غلافها الجوي، مقارنة بمناطق الكرة الأرضية الأخرى، ومن المعروف عن الأوزون امتصاصه للأشعة فوق البنفسجية إضافة لبعض الأشعة الضارة الأخرى.
تزداد مساحة شتاءً
فصل الصيف في القطب الجنوبي يبدأ من شهر أكتوبر وحتى شهر فبراير، وفصل الشتاء يبدأ من شهر مارس وحتى شهر سبتمبر، وتزداد مساحة القارة المتجمدة خلال فصل الشتاء بسبب تمدد الجليد، فتزيد مساحتها 40 ألف مربع ميل يومياً خلال فصل الشتاء.
89 درجة تحت الصفر
تسجل درجات الحرارة الصغرى ليلاً في مناطق أنتاركتيكا الداخلية خلال فصل الشتاء ما بين 60 إلى 89 درجة مئوية تحت الصفر، في حين ترتفع درجات حرارة المناطق الساحلية في فصل الصيف بين 5 إلى 15 درجة مئوية.
لايوجد توقيت زمني
تشتهر القارة القطبية الجنوبية بوجه عام بعدم وجود توقيت زمني خاص بها، وكل من يزورها من الباحثين والعلماء أو محبي المغامرة يعانون هذه المشكلة كثيراً، وللتغلب عليها يستخدمون التوقيت المحلي لبلادهم.
ذوبان 20% من الجليد
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة في أنتاركتيكا إلى ذوبان الجليد، وفي هذا الإطار كشفت صور نشرتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، عن ذوبان الجليد بشكل كبير في القارة المتجمدة خلال الفترة من 4 إلى 13 فبراير من العام الجاري، مؤكدة ذوبان 20% من الجليد في جزيرة النسر في أنتاركتيكا خلال هذه الفترة.
200 مم مطر فقط
أنتاركتيكا صحراء مجمدة مع هطول قليل من الأمطار، حيث يصل معدل هطول الأمطار السنوي فيها إلى ما يقارب 200 مم فقط، ويحدث هذا الهطول على امتداد الساحل، أما في المناطق الداخلية، فإن معدل هطول الأمطار يقل بشكل ملحوظ.
وعلى الرغم من قلة هطول الأمطار على مدى جزء من وسط القارة، إلا أن الثلج يستمر لفترات زمنية ممتدة، وقد سجل تساقط الثلوج لمسافة تصل إلى 1.22 متر في غضون 48 ساعة.
ثلوج باللون الأخضر
توقعت دراسة حديثة أعدها عالم النبات، مات ديفي، من جامعة كامبريدج، تحول أنتاركتيكا إلى اللون الأخضر قريباً، حيث يتسبب تغير المناخ في ازدهار الطحالب على سطح الثلج. ووضع العلماء المشاركون في الدراسة أول خريطة للطحالب المجهرية التي تزهر على طول ساحل القطب الجنوبي، موضحين أن براز الثدييات يشجع على نمو الطحالب، حيث تم العثور على 60% من الأزهار في نطاق 3.1 ميل من مستعمرة البطريق، ومن المتوقع أن تنتشر هذه الخضرة أكثر وأسرع مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية في ظل تغير المناخ.
