الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«نازا».. سيمفونية الاستعراضات الكازاخية

الاستعراضات تعتمد على ألوان الملابس الزاهية (تصوير عادل النعيمي)
26 ديسمبر 2020 00:11

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

استعرضت فرقة «نازا» الكازاخستانية في مهرجان الشيخ زايد، العديد من الفنون، التي تمثل ثقافة خاصة تنبع من الفن الشعبي السائد في دولة كازاخستان، خصوصاً أن جمهور المهرجان تجاوب مع العروض، التي قدمت طوال الفترة الماضية، حيث تتميز فنون الرقص الشعبي والاستعراضات الكازاخية بكثرة اللوحات التي يشكلها الراقصون، والتي تحكي قصة الشعب والأرض، والتمسك بالعادات والتقاليد، وقوة الرجل، ودلال المرأة، كشرح عن طبيعة الحياة اليومية في هذا البلد الجميل.

وشكل أداء فرقة «نازا» فنوناً استعراضية مزجت بين الإيقاع الراقص والأداء الحركي المتجانس، عبر سيمفونية فنية مميزة، على نغمات آلة الناي وآلة «دومبرا» الشهيرة، حيث يظهر أعضاء الفرقة على مسارح المهرجان المختلفة بدرجة عالية من الأناقة، إذ ينجذب إليهم الزوار والضيوف بمختلف جنسياتهم، نظراً لملابسهم الفضفاضة متعددة الألوان المشرقة وأغطية الرأس التقليدية، إلى جانب تقديمهم عروضاً فنية حملت نكهة ثقافية مميزة من بلادهم.

ملتقى الحضارات
وثمنت «إينا زونوسوفا» رئيسة فرقة «نازا» الكازاخستانية للفنون الشعبية، مشاركتهم في المهرجان، وقالت: هذه المشاركة لها طابع مميز، خصوصاً أن مهرجان الشيخ زايد يحظى بتقدير دولي، لأنه يعكس حضارة وثقافة الشعوب، التراثية والفنية والثقافية والإبداعية، ونظراً لأهمية هذا الحدث، فتقدم الفرقة عروضاً خاصة ومميزة لاقت قبولاً من الجمهور من مختلف الجنسيات، الذي تابع العروض والاستعراضات منذ انطلاق المهرجان، لافتة إلى أنه تم تصميم ملابس الفرقة وفقاً للفلكلور الكازاخستاني السائد، مما أعطى «نازا» شكلاً مميزاً في مسارح المهرجان المختلفة، لا سيما أن جميع الأعضاء المشاركين الـ 10 يحرصون على أن تعكس الفقرات الثقافة الفنية لكازاخستان، خصوصاً أن المهرجان «ملتقى الحضارات»، ومن خلاله يتعرف الآخر على عادات وتقاليد وثقافة الشعوب الأخرى من خلال الفنون.

ثقافة غنية
ومن ضمن الآلات التي استخدمتها الفرقة خلال تقديم عروضها المباشرة أمام الجمهور، آلة «دومبرا» الموسيقية الشهيرة، إضافة إلى استعراض «سمهاو»، الذي يعني الطيران، موضحة أن هذه الاستعراضات التي تابعها الجمهور كان لها دوراً كبيراً في أن يواصل أعضاء الفرقة تألقهم وظهورهم بمظهر مشرف في ظل ما تعكسه الثقافة الفنية في دولة كازاخستان الغنية بالفن الاستعراضي والفلكلوري المميز، مبينة أنها تشعر بأن مهرجان الشيخ زايد ملائم لعرض الفنون الشعبية والعالمية، خصوصاً أن الأجواء في هذه الفترة شتوية ومميزة. 

صورة مشرفة
ترى زونوسوفا أن نجاح المهرجان خير دليل على أن أزمة تداعيات «كورونا» لم تؤثر في إقامته وتنفيذ العديد من الفعاليات الفنية والترفيهية والثقافية المميزة، وأنها لاحظت وجود جمهور غفير يحرص على حضور المهرجان بشكل مستمر، وهذا دليل على حسن التنظيم من قبل الإدارة، والقدرة على إقامة مهرجانات دولية في مثل هذه الأجواء والظروف الصعبة التي يمر بها العالم، مؤكدة أنها وأعضاء الفرقة الذين قدموا صورة مشرفة عن كازاخستان، استمتعوا كثيراً بالمشاركة في المهرجان الذي يعد إضافة حقيقية للفن الفلكلوري على مستوى العالم.

جماليات الموسيقى
فرقة «نازا» شكلوا فريقاً متجانساً لتقديم عدد من الاستعراضات الفلكلورية التي تعبر عن تاريخهم وحضارتهم المليئة بالكنوز الثقافية والفنية المتنوعة، بمصاحبة الألحان والإيقاعات والأغنيات، والتي أظهرت جماليات الموسيقى الكازاخستانية التي توارثها الأبناء عن الآباء عبر العصور، وقد استخدموا خلال العزف آلات نحاسية وخشبية يتم صنعها في البيوت داخل القرى والضواحي، بواسطة أناس مختصين في صناعة هذه الآلات.

دومبرا وكوبيز
الدومبرا، هي آلة شبيهة بالعود الشرقي، غير أنها تحمل وترين فقط لا غير، أما عن أصل الكلمة، فيفترض أحمد زوبانوف، المؤلف الموسيقي الكازاخستاني الشهير، أن كلمة «dombra» جاءت من اتحاد الكلمتين العربيّتين dunbah وburra بمعنى «ذيل» أو «ذنب الحمل»، ما يعني أنّ الآلة حملت اسمها الحالي لاحقاً.. و«كوبيز» آلة موسيقية شهيرة تشبه الربابة، وتلك الآلتان هما عماد الفرقة الموسيقية الكازاخية التقليدية.

تراث تقليدي 
حديثاً وفي فترة قصيرة نسبياً من الزمن، أتقنت كازاخستان مع بدايات القرن العشرين العديد من الأشكال الموسيقية الحديثة، ومع حفاظها على تراثها التقليدي العريق، استلهمت مجموعة واسعة من الموسيقا الأوروبية الكلاسيكية، وكونت بنية متفرعة من الثقافة الموسيقية في الدولة، كما لم تختلف عن غيرها من البلدان في استلهامها للأشكال الحداثية للموسيقى الغربية، مثل البوب والجاز والروك.

الحارس الفريد
ترتبط الموسيقى الكازاخستانية ارتباطاً وثيقاً بتقاليد رواية القصص والأساطير الشعرية والملاحم الروائية، وقد غُنيت الأشعار والقصائد برفقة آلة الدومبرا «dombra» التي تعتبر الحارس الفريد لثقافات الشعوب البدوية في دول شرق آسيا لعدةٍ قرون، إذ يقال إن عمرها يرجع إلى أكثر من 4000 عام، لذلك فينظر إليها الشعب وكأنها الحافظ لتاريخ وقصص وحكايا الأرض والطبيعة والبشر الذين تعاقبوا عليها عبر الأجيال المختلفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©