الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

قصور تطاوين.. صامدة في الصحراء

قصور تطاوين.. صامدة في الصحراء
23 ديسمبر 2020 01:34

ساسي جبيل (تونس)

رغم مرور أكثر من 900 سنة على تشييدها، ما زالت قصور تطاوين التونسية، التي يصل عددها إلى حوالي 150، صامدة ومتربعة على الرمال التونسية، مبرزة تفرّد معمارها وهندستها، وشاهدة على ميلاد الحضارة والحياة، لتمثل تاريخ أهالي تطاوين، جنوب شرقي البلاد، (حوالي 530 كلم على العاصمة تونس)، كما أنها في الأصل مجرد قلاع بسيطة البناء كانت قد لعبت دوراً أساسياً في استمرار وجود قبائل المنطقة، حيث أدت وظائف أمنية واقتصادية واجتماعية تعتبر مهمة في مجتمع «شبه زراعي رعوي» ومتنوع. 

رموز
وتعتبر القصور الصحراوية بتطاوين رمزاً من رموز الثراء الثقافي والحضاري للجهة، باعتبارها شواهد تاريخية تنفرد بنمط معماري متميز، خاصة أنها عبارة عن حصون أقامها البربر هرباً من زحف بني هلال في أواسط القرن الحادي عشر، كما بنيت خصيصاً لتستعمل كمخازن قبل أن تتحول لتصبح رمزاً للهوية بالنسبة للقبائل الرحل، التي تلهث وراء القطعان بحثاً عن الكلأ ومنابع الماء. 
وفي هذا الإطار أكد المؤرخ التونسي، منصور بوليفة، أن القصور الصحراوية نشأت في سياق تاريخي يتسم بالصراع بين القبائل في المنطقة، مبرزاً أن تاريخ بناء بعض القصور يعود إلى حوالي تسعة قرون سابقة.. أما عن خصائص القصر الصحراوي فقد أكد المؤرخ بوليفة أنه يمتد أفقياً على مساحة تراوح بين الهكتار والهكتارين، ويرتفع عمودياً من طابقين إلى أربعة طوابق، مقابل اختلافها من حيث المساحة والارتفاع بحسب كبر وحجم القبيلة وتعداد أفرادها ومقدار إنتاجها الزراعي.. ومن أهم معالم تطاوين على الإطلاق تبقى القصور الصحراوية أو القصور الأمازيغية، صامدة في الجنوب الشرقي للبلاد (وتحديداً بين منطقتي مطماطة وتطاوين).

حفظ المؤن
وفي السياق ذاته قال عبد الله بن غراب (وهو من أهالي الجهة): «إن القصر التطاويني العجيب في معماره، هو عبارة عن مخزن فيه غرف تخزين تستعملها قبيلة أو عدة قبائل لحفظ المؤن، وهو مبنى جميل في شكله وغريب أيضاً، ويميز المنطقة بأسرها ولا يوجد له مثيل في تونس وخارجها، ويقصده السياح من جميع أنحاء العام الذين تفاعلوا كثيراً مع قدرة الإنسان على التأقلم مع الطبيعة وحفظ مؤونته في ذلك الطقس الحار والجاف الذي يميز الجهة». 
وأضاف أنه على جانب الداخل إلى القصر، توجد البوابة الكبيرة المصنوعة من خشب النخيل والمحصّنة بقفل حديدي ضخم يحرسه خفير مكلف من مجلس القبيلة، وبعد السماح للزائر بالدخول وتجاوز البوابة، يجد «السقيفة» وهي ممر طويل مسقوف بخشب النخيل ويسمّى في اللهجة المحلية «سنور»، ويقود هذا الممر إلى فضاء واسع مفتوح، أرضيته مرصوفة بالحجارة الملساء ويسمى «الصحن».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©