الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عذراً منك يا خورفكان

عذراً منك يا خورفكان
22 ديسمبر 2020 00:07

علي يوسف السعد

ماذا فعلت بهم يا خورفكان؟ عن نفسي أعترف بكل خجل بأنني لم أكن أضع خورفكان ضمن خياراتي عندما توجه لي الاستفسارات السياحية عن الإمارات، اقتصرت إجاباتي، سابقاً، على الأماكن الأشهر  -ونحن نفتخر بكل الإمارات- أماكن يعرفها القاصي والداني، فهناك العاصمة أبوظبي، وما تحتويه من عجائب تجذب السياح، ثم تأتي دبي مفخرة الشرق الأوسط والعالم وفرائدها التي يتسابق الجميع لرؤيتها، ثم الشواطئ الجميلة والمزارات المعروفة في باقي إماراتنا الحبيبة، ولكن خورفكان؟ صراحة أهملتها -نادماً- مع أنني من عشاقها، ولها زيارات سنوية مني للالتقاء بأصدقاء أفتخر بهم، وكنت دائماً ما أصطحب أقاربي إلى شاطئها الجميل الذي كنت أعتقد أنه الشيء الوحيد الذي يمكن زيارته فيها.
قبل أن أصف لكم هذه المدينة الخلابة لا بد لي من التطرق لأمر في غاية الأهمية، وهو أن السياحة الترفيهية والثقافية لا تعني فقط ركوب الطائرة أو القطار أو السفينة، وزيارة أماكن جديدة واستكشافها، وإنما استكشاف المناطق التي تحيط بك، والتعرف على ما تحتويه من جمال الطبيعة والحضارة والعمارة والثقافة، يعتبر سياحة كذلك، وصدقني أنك في كل مرة تزور فيها إحدى المناطق التي تعتقد أنك تحفظها عن ظهر قلب ستكتشف المزيد من مكامن الجمال والروعة في أدق تفاصيلها.
مؤخراً تزينت خورفكان بعناصر جذب للسياح، وأصبحت حديث الناس، فما تم من مشاريع خلال السنوات الماضية جعل الأفئدة تتوق لزيارتها، فهناك سد الرفيصة الذي بني في الثمانينيات، والذي سيقضي الناس وقتهم فيه بين التجديف والتمتع بجمال الإطلالة، وهناك جزيرة القرش ومسجد سالم المطوع الذي نرى صورته في ورقة الخمسة دراهم في عملتنا -وهو أمر لا يعرفه الكثيرون-، ولا تنسى حديقة شيص وقرية نجد المقصار، والمنطقة القديمة التي تم ترميم «سوق شرق» فيها، ومتحف السوق والمدرج الروماني والشلال، ناهيك عن أماكن التخييم ورياضة المشي، والعديد من المشاريع التي جعلت من خورفكان وجهة يكثر عنها السؤال مؤخراً، وحق لها أن تسلط عليها الأضواء.
إذا كنت زائراً لخورفكان، فلا تفوت رؤية الوجوه المريحة على كورنيش الخور، فهناك ستلتقي بالناس الذين لا تفارق شفاههم الابتسامة، فأهلها معروفون بدماثة خلقهم -شأنهم شأن كل شعب الإمارات- وتمتزج هذه الدماثة ببساطة حافظوا عليها بتقاليد وعادات بقيت معهم حتى وقتنا هذا، حتى إنك تعتقد بأن الزمان عاد بك للأيام الخوالي.
خورفكان «درّة سلطان» كما أحب أن أسميها نسبة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رعاه الله، الذي أولى هذه الفاتنة كل عناية واهتمام، ما جعلها تنافس من حولها، وأعلن اعتذاري هنا لأهل خورفكان لإهمالي غير المقصود، وأعدك يا «درّة سلطان» بأن تكوني ضمن خياراتي التي أبوح بها لمن سألني، وسأدعو الجميع ليضعوك ضمن جداولهم، فحياكم الله في الإمارات، وفي خورفكان فأنتم بين أهلكم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©