الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الحرمان من النوم».. وباء جديد!

«الحرمان من النوم».. وباء جديد!
18 ديسمبر 2020 00:53

رغم أننا جميعاً سمعنا نصيحة النوم 8 ساعات يومياً، إلا أننا لا نعمل بها في كثير من الأحيان.. أغلب الناس «نحو ثلثي البالغين في الدول المتقدمة» لا يستطيعون ذلك نظراً لانشغالات الحياة والعمل.. وهو أمر له تداعيات خطيرة، لدرجة اعتباره وباء يجتاح عشرات الدول دون أن ننتبه لذلك!

وباء آخر
الحرمان من النوم «وباء» تعاني منه الدول المتقدمة، كما تصفه منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، لأن تداعيات قلة النوم أخطر مما يظن كثيرون.. هذا ما يؤكده الدكتور ماثيو ووكر «أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد وأستاذ علم الأعصاب وعلم النفس في جامعة كاليفورنيا، بيركلي ومدير مختبر النوم والتصوير العصبي» في كتابه «لماذا ننام؟»، والذي يستعرض الكثير من الحقائق المدهشة عن خطورة قلة النوم..

يقصف العمر
يقول ووكر: إن الدول التي يشهد سكانها أقل عدد ساعات نوم، تشهد أكبر زيادة في أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان ومرض الزهايمر والاكتئاب.. ويفسر ذلك بأن قلة النوم تؤثر على صحة شرايين القلب وتضر بالجهاز المناعي وتضعف الخلايا التي تقاوم السرطان، وتزيد من فرص الجلطات وخرف الشيخوخة والاكتئاب والقلق.. من يعانون من قلة النوم يعانون من الرغبة في تناول المزيد من الحلويات والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.. الحرمان من النوم مثل التدخين، يقلل متوسط الأعمار كما يؤكد الباحثون..
لكن عندما تنام جيداً، فإنك تزيد من قدرتك على التعلم والاحتفاظ بالذكريات واتخاذ القرارات والتوازن العاطفي والإبداع، وتحافظ على صحتك النفسية والجسدية..

اجعل موظفيك ينامون
زيادة عدد ساعات العمل لا يضمن زيادة الإنتاجية.. لأن قلة الساعات المتاحة للنوم يؤدي لقلة التركيز وضعف القدرة على الإبداع واتخاذ القرار، ويؤدي لعدم القدرة على إتقان العمل.. وتجعل الموظف أكثر كسلاً وعرضة لاتباع سلوكيات سلبية «مثل الخداع والكذب».. بل إن قلة نوم المدير تضعف من أداء أعضاء فريقه، حتى إن كانوا قد ناموا جيداً، كما تقول الدراسات..
لذلك، ينبغي للشركات اتباع سياسات تضمن تمتع الموظفين بالراحة، مثل تشجيع الموظفين على القدوم للعمل بعد حصولهم على قدر كاف من النوم، أو السماح لهم باختيار أوقات العمل التي تناسب ساعات نومهم «كما تفعل شركة جوجل»، لأن هذا مفيد للشركة حتى على المستوى الاقتصادي.

حلول
يقدم ووكر بعض الحلول منها:
- التخلص من السمعة السيئة للنوم: أي عدم اعتبار من ينام ساعات كافية، شخصاً كسولاً.. النوم ليس مرادفاً للكسل، بل في أهمية الرياضة للحفاظ على صحتك، وبالتالي تجعل الإنسان قادراً على العمل بشكل أفضل.
- جدول ثابت: حافظ على روتين ثابت للنوم، فالأشخاص دائمو السفر لبلدان بساعات نهار وليل مختلفة تختل ساعتهم البيولوجية ولا يحظون بساعات نوم كافية، مثل أفراد طاقم الخطوط الجوية، الذين قد يعانون -حسب الكتاب- من ضعف الذاكرة قصيرة المدى ومعدلات أعلى للإصابة بالسرطان ومرض السكري من النوع الثاني مقارنة بباقي الناس إذا لم يحافظوا على نومهم.
- تقليل التعرض لإضاءة شاشات الكمبيوتر المحمول والهواتف الذكية، أو إعادة ضبطها على الإضاءة الليلية التي تلغي الضوء الأزرق قصير الموجة، لأنه أقوى بمرتين في تثبيط إفراز الجسم للميلاتونين الذي يجعلنا ننام.
قديماً، أنشد الشاعر «فما أطال النومُ عمراً، ولا قصّر الأعمار طول السهر».. لكن يبدو أن العلم الحديث له رأي آخر!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©