الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الأحياء الشعبية».. عبق التاريخ

«الأحياء الشعبية».. عبق التاريخ
13 ديسمبر 2020 03:17

هناء الحمادي (أبوظبي)

أحياء شعبية من مختلف الدول والحضارات حول العالم، تعكس كل منها جوانب مختلفة من الثقافات كالتراث المعماري والأسواق والمنتجات والأهازيج التقليدية، حيث تنوعت وتعددت الأحياء الشعبية العالمية بمهرجان الشيخ زايد في الوثبة.
يستقبل حي البحرين زواره بروائح مختلفة من العطور والبخور واللبان، حيث يعرض مهاب عادل مجموعة من الروائح الزكية من العطور، التي صنعت بأنامل نسائية خلطت بأنواع مختلفة من العطور البحرينية.
ويقول: في الحي البحريني نستقبل الزوار بالعطور الفواحة القوية، التي تجذب زوار مهرجان الشيخ زايد بمختلف الجنسيات والأعمار، حيث يتم عرض القديم من العطور الممزوج بروائح جميلة، والتي صنعت يدوياً بأنامل السيدات. 

وقال: لدينا أنواع مختلفة من اللبان بعدة خلطات منها لبان بنكهة اللافندر، واللبان المعطر البحريني وهو يتكون من زيوت طبيعية ويحافظ على قوة ثبات الرائحة، وهناك لبان برائحة الهيل وورد البنفسج والمسك، بينما المخمرية بالزعفران، فتعد من الروائح التي تفضلها المرأة الخليجية بشكل عام والبحرينية بشكل خاص، لما تتميز بها من خلطة خاصة وقوية وثابتة وتدوم لفترة طويلة، وتستخدم في المناسبات السعيدة وزيارة الأقارب والأعياد، كما يتميز الحي البحريني بعطور أخرى مثل المسك البحريني، والذي يتكون من زيوت تستخدم للجسم والشعر. 
ويضيف: خلال المشاركة في مهرجان الشيخ زايد التراثي، حاولنا أن نعرض عدة أنواع من العطور، منها البحريني المخلط والعود وأيضاً نواكب الحداثة بأنواع من العطور الحديثة.

الحي الأردني
ويتميز الحي الأردني، بأكلات طازجة مذاقها شهي.. حيث يستقبل يوسف محيي الدين زبائنه بالمكسرات والتين الجبلي والفواكه المجففة، التي تعددت أنواعها واختلفت مذاقها.
ويقول: يعتبر مهرجان الشيخ زايد من أجمل المهرجانات التي تقام في العاصمة أبوظبي، حيث يحتضن ثقافات العالم والموروث الشعبي للشعوب على مدى 90 يوماً، حافلة بالإبهار والفعاليات النوعية والعروض التشويقية التي تناسب الكبار والصغار.
وشكلت أجنحة الدول المشاركة في المهرجان هذا العام عامل جذب للزوار، الذين تنقلوا بينها للتعرف إلى عادات وتقاليد وتراث هذه الدول، والمنتجات التي تشتهر بها، وكذلك الاستمتاع بالعروض الفلكلورية والاستعراضية، التي تقدمها الفرق المشاركة على مسارح عدة توزعت بين الأجنحة، وهو ما يعكس الجانب التثقيفي للمهرجان، كما يؤكد أن الإمارات ملتقى الحضارات، وأنها تفتح أبوابها دائماً أمام جميع ثقافات وحضارات العالم المتنوعة، مؤكداً أن جميع منتجاته من أرض وطبيعة المزارع الأردنية، التي كثيراً ما تزخر بالكاجو والفستق والحمص واللوز البلدي والمشوي.

الحي الفلسطيني 
الزائر للحي الفلسطيني لن يستطيع مقاومة رائحة الزيتون الفلسطيني، التي تفوح من أروقة المكان المعبق برائحة الزيت والأرض، تلك التي يقدمها باعة المحلات والمغمسة في خلطات شهية ولذيذة مكونة من الزيت والزيتون واللبنة والزعتر وغيرها من المكونات. 
ويقول محمود سليم البراوي: خلال زيارة واحدة للحي الفلسطيني، سيتمكن الزوار من تجهيز مؤونة ضخمة لمنازلهم، التي قد لا تتوفر في الأسواق بالنكهة نفسها، التي تنفرد بها مؤونة فلسطين، حيث يعد زيت الزيتون من أكثر المعروضات تميزاً ليس فقط في جناح فلسطين، إنما في مهرجان الشيخ زايد بأكمله الذي يتميز بنكهة خاصة.
ويضيف: كثيرون يزورون المهرجان خصيصاً لشراء زيت الزيتون الفلسطيني الأصلي، ويعد زيت الزيتون غنياً بالكثير من مضادات الأكسدة، والدهون الصحيّة غير المشبعة، ونسبة عالية من الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم.
وعن المشاركة في مهرجان الشيخ زايد التراثي يؤكد البراوي: نجح مهرجان الشيخ زايد في توصيل رسائل التسامح والتواصل بين شعوب العالم على أرض الإمارات، ليؤكد نجاح الحدث التراثي الكبير في تحقيق أهدافه، وفي مقدمتها تحقيق التواصل بين شعوب العالم على أرض الإمارات عبر التراث والفنون، ما جعل المهرجان واحداً من أكبر الفعاليات التراثية في المنطقة، والذي يترقب الجميع إقامته سنوياً للاستمتاع بهذا اللون الفريد من الزخم التراثي والثقافي.

حي السودان 
في حي السودان يتوقف المشاهد لمتابعة أدق التفاصيل عن الثقافة السودانية، التي تعبر عن جزء مهم من حضارة وادي النيل، كون السودان ينتمي إلى هذا النسيج الحضاري القديم، حيث قدم المشاركون في المهرجان منتجات تجسد العادات والتقاليد والمهارات اليدوية، فضلاً عن عروض الفنون الشعبية بالإضافة إلى فنون الرسم، التي يستلهم منها المبدعون أعمالهم الفنية، وهو ما يشكل منظومة متكاملة من الإبداعات السودانية، التي تشكل عناصر الحاضر ومفردات الماضي. 
وتعرض نوادر اسحاق علي في الجناح السوداني الكثير من المنتجات المصنوعة يدوياً مثل الخرز والسعف، الذي شُكل من خلاله على ثمرة القرع، بالإضافة إلى المنتجات الجلدية مثل الحقائب والأحذية، لكن تظل الحناء السودانية لها رونقها في المهرجان، الذي يمتاز باللون الأسود مما يعطي جمالاً للمرأة السودانية، التي غالباً ما تكون هذه من أهم مظاهر الزينة في المناسبات والأعياد.
وقالت نوادر: الحناء السودانية تصنع من أشجار الحنة وتطحن، وتستخدم في العديد من المناسبات حيث نقشها بشكل جميل على أيدي النساء، كما أن زهور الحناء تستخدم في صناعة العطور، مشيرة إلى أن التزين بالحناء من العادات العربية الأصيلة، والطقوس الشائعة في العديد من البلدان العربية، كما تستخدم في الأعراس بكثرة وتنتمي إلى الموروث الشعبي السوداني، وتتضمن مراسم نقش الحناء، تحضير المعجون الخاص بها وخلطه بالماء والزيوت العطرية، بشرط أن تكون مزينة بالأزهار الطبيعية والشموع الطويلة. 
وأعربت نوادر عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان، التي لها وقع خاص في نفسها، خاصة أنها اطلعت على موروثات الدول الموجودة في المهرجان، وتعرفت إلى العديد من الثقافات والحضارات، خاصة الموروث الشعبي الإماراتي، الذي يعد درّة المهرجان، له خصائصه ومميزاته وحضوره الساطع، فضلاً عن أن المهرجان يمثل نزهة في أحضان التاريخ، ويعد محطة مهمة لتبادل الخبرات والثقافات.

تبادل ثقافي
أشاد حسان زهير (زائر) بالتطور المتلاحق الذي يشهده المهرجان عاماً بعد عام، ما يعكس الاهتمام البالغ للقائمين عليه في إبراز المفردات التراثية الإماراتية ونماذج تراثية من أنحاء العالم، ما يزيد من التبادل الثقافي والحضاري بين شعوب العالم برعاية إماراتية خالصة، وهو ما تشهد به منطقة الأحياء التراثية العالمية، التي استضافت العديد من البلدان من مختلف القارات لتقديم موروثاتها وتبادل الخبرات، وإقامة علاقات تواصل إنساني دائم بين العارضين والمتخصصين التراثيين.

الشال الهندي
أشار مظفر شاه (بائع) إلى أن الحي الهندي يمثل بالنسبة إليه وطنه الأم، الذي يبث إلى نفسه نفحات من الذكرى، سواء برائحة بخوره المتصاعدة، أو فسيفساء الأزياء المنتشرة على واجهاته، لافتاً النظر إلى ابتسامات الباعة الودودين الذين يتحلق حولهم أبناء جلدتهم بشوق وشغف، ثم يقبلون على اقتناء منتجات مختلفة من تراثهم، وقال: ما يميز الحي الهندي تنوع أزيائه التي تتميز بالعمل اليدوي، ويظل «الشال» هو من أبرز ما يعرض لزوار المهرجان، الذي مع برودة الجو يقبلون على شراء مختلف أنواع الشالات الهندية المطرزة بنقوش جميلة وألوان مختلفة تناسب الرجال والنساء، أيضا تتوافر «الغترة الشتوية» التي تتصف بقماشها الناعم والمطرز بخيوط طبيعية ونقوش مختلفة لتشكل جمال الخامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©