الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

واجهات الأجنحة.. بوابات حضارات العالم

تصميم العمارة الخارجية لمهرجان الشيخ زايد مستوحى من قصر الحصن (تصوير عادل النعيمي)
12 ديسمبر 2020 01:49

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

وسط حضور جماهيري كبير من مختلف الجنسيات والأعمار، تتواصل فعاليات مهرجان الشيخ زايد 2020، في الوثبة بأبوظبي إلى غاية 20 فبراير المقبل بنجاح كبير، حيث سجل المهرجان حضوراً قوياً في المنطقة الوجهة المفضلة، لجميع الجنسيات من مختلف الشعوب العربية والأجنبية، حيث يضم أجنحة دول عربية وأجنبية، بمثابة بوابات لحضارات العالم.

 روائح خاصة
تعكس واجهات الأجنحة، حضارة بلدانها وتضم خلفها قصصاً وحكايات عن تاريخها وفنونها وفلكلورها، كالجناح التونسي والمصري والمغربي والسوري واليمني والصيني والهندي، وغيرها من الأجنحة، التي تفوح منها روائح خاصة معطرة بطعم شعوبها وتعطي لمحة عن شوارع وأسواق الأوطان الأصلية التي يجدها الزائر حاضرة أمام عينيه، وهو يجول في ساحة المهرجان، الذي يسعى إلى التعبير بصدق عن ثقافة وخصوصية وتفرد كل دولة مشاركة، من خلال عرض فنونها الشعبية ومنتجاتها الأصيلة وعمارتها أيضا. 

  • الأجنحة تسرد قصة العمارة المحلية
    الأجنحة تسرد قصة العمارة المحلية

الدول المشاركة
مهرجان الشيخ زايد 2020، فضاء رحب يشكل رمزاً للتعايش، مجسداً شعاره «الإمارات ملتقى الحضارات»، حيث تشارك فيه 30 دولة، ويتضمن 3500 فعالية ثقافية عالمية على مدى 90 يوماً، بمشاركة 17 ألف مشارك وعارض من حول العالم، كما يضم 30 جناحاً رئيساً تمثل الدول المشاركة، تشهد إقبالاً كبيراً للاستمتاع بفعالياته وللسفر عبر الدول المشاركة إلى ثقافات الشعوب، حيث إن المهرجان الثقافي العالمي، يأتي بكل ما هو جديد كل عام، ويحاكي أهدافه ورسالته في تلاقي الثقافات في وطن التسامح.

عبور يومي 
 في كل عام يمنح المهرجان فرصة للجمهور للتفاعل مع العديد من الفعاليات والأنشطة والمطاعم والعمارة، التي لا تعبر فقط عن الثقافة والتراث الإماراتي، إنما تمثل أيضاً الشعوب العربية والإسلامية والأجنبية، التي تقيم وتعيش في دولة الإمارات، بما فيها فرق الفنون الشعبية العربية المختلفة، التي تجد في المهرجان فرصة لتقيم احتفالاتها أمام جمهور وطنها وجمهور المهرجان بشكل عام، الذي يتكون من مختلف الجنسيات.

  • البراجيل أحد أشكال العمارة المحلية
    البراجيل أحد أشكال العمارة المحلية

سفر إلى الأوطان
عندما تبدأ جولتك في مهرجان الشيخ زايد تجد بلدانا كثيرة في المكان الوسيع الممتد على مرمى البصر، وجوه عربية وآسيوية وإفريقية وأوروبية من كافة بلدان العالم التي أقامت أجنحتها في المهرجان، ضمن أجواء متناغمة زادتها برودة الطقس ألقاً، جعلت وجوه الكبار والصغار مبتهجة، حيث يعتبر مهرجان الشيخ زايد متنفساً كبيراً لهم ولأسرهم، فالجاليات المغربية والمصرية واللبنانية واليمنية والتونسية، والآسيوية وغيرها من الجنسيات العربية والأجنبية تتجه مباشرة صوب أجنحة بلدانها، كأنهم في زيارات عائلية للوطن، في سفر يومي لربط أبنائهم بتراث بلدانهم وعمارتها. 

معالم شهيرة
 زائر المهرجان الثقافي العالمي، لا يكتفي بالاستمتاع بالفعاليات والأنشطة، إنما يتعداه إلى الاضطلاع على جانب عمارة الدول المشاركة وأبرز معالمها، حيث تعزز العناصر الجمالية في مهرجان الشيخ زايد، التي تتماشى مع أهداف ورسالة المهرجان كوجهة ومنصة عالمية مهمة تستقطب كافة الثقافات والحضارات العالمية، تم تزيين واجهات الأجنحة والمحلات في منطقة المهرجان بمجسمات فنية كبيرة تبرهن  عراقة الدول المشاركة، وتبرز أهم معالمها الشهيرة التي تميزها، بطريقة توضح للزائر ماهية الجناح والدولة المشاركة دون أن ينظر إلى اللافتة الكبيرة التي تعلو البناء.

  • الجناح السعودي
    الجناح السعودي

الحي الإماراتي
وتعد واجهات أجنحة ومحال المهرجان تحفاً فنية تحاكي أبرز المناطق الأثرية والتاريخية في الدول المشاركة، التي تم اختيارها بعناية لتكون حاضرة في أجنحة المهرجان، بواقع معلمين أو ثلاثة معالم شهيرة من كل دولة مشاركة، وقد روعي أن تكون كافة المكونات قريبة من بعضها في القيمة والتاريخ والأهمية، وأن تتوافق مع الشكل العام للمهرجان، وتعكس حضارة وثقافة الشعوب، وتتماشى كذلك مع طبيعة بناء المحلات وأبوابها وكأن المحال جزء من هذه المعالم، فمن الحضارة الإماراتية تم تصميم الجناح الإماراتي «سوق الوثبة» على هيئة الحي الإماراتي القديم بكل تفاصيله، وبنفس هيئة البيوت والدكاكين القديمة والطرقات والساحات والبراجيل والجنادل والقلاع والحصون، والعديد من مكونات الحضارة والتراث الإماراتي، كما تنتشر في طرقات المهرجان وساحاته العديد من المجسمات الفنية الإبداعية الكبيرة اللافتة للنظر، والجاذبة للجمهور للالتقاط صور تذكارية معها، مثل مجسم الصقر، ومجسم الحصان، والمباخر، ومجسمات المدافع القديمة التي كانت تستخدم في حماية القصور، كما صممت البوابات الرئيسة للمهرجان والسور المحيط بمنطقة المهرجان بشكل يحاكي سور وأبراج قصر الحصن التاريخي في أبوظبي والقلاع الإماراتية القديمة.

حضارات
بينما يتزين الجناح العماني بمجسمات لبرج الصحوة ومجلس الأمة العماني، وعلى جانب آخر تتجلى أبراج الكويت أعلى محال الجناح الكويتي، بينما يتميز الجناح اللبناني بمجسمات لحضارة بعلبك وبيت الديب، ليأتي الجناح الأردني كجزء مصغر من مدينة البتراء، في حين تتزين واجهة الجناح اليمني بمجسمات لمعالم صنعاء ومبانيها المشيدة على أعالي الجبال، ومن سور الصين العظيم إلى تاج محل الهند وكرملين روسيا يستمتع الزوار بتجربة ممتعة بين مكونات الحضارات العالمية ومعالمها التي تشع ببريق تاريخها وثقافاتها، ليعيشوا معها عن قرب بين أحضان منطقة مهرجان الشيخ زايد على أرض الوثبة.

  • الجناح المغربي
    الجناح المغربي

عمارة
ويحتفي المهرجان بالحضارات العربية والخليجية، حيث يفوح من واجهة الجناح المصري عبق الحضارة المصرية وآثارها الشهيرة، مثل أهرامات الجيزة وأبو الهول والعديد من النقوش والرموز الفرعونية الأنيقة، حيث أكد الزائر محمد أحمد جزائري الجنسية أنه يزور سنويا مهرجان الشيخ زايد وفي كل سنة يجد متعة كبيرة في الاضطلاع على ما يحتويه من معالم شهيرة تطوي داخلها العديد من مكونات حضارة كل بلد، لافتاً إلى أنه طالما عشق زيارة أهرامات مصر، لكن المهرجان أتاح له هذه الفرصة بتكوين نظرة شمولية عن هذه العمارة، مؤكداً أن الأهرامات تشكل واحدة من عجائب الدنيا السبع، كما تم تصميم واجهة محال الجناح السعودي بمجسمات تمثل حضارة المنطقة الشمالية في المملكة وأبنيتها العتيقة، بينما تتصدر واجهة الجناح السوري مجسمات عملاقة من حضارة تدمر.

بوابة فاس
أما الجناح المغربي، فيخطف أنظار الزوار منذ الوهلة الأولى عبر بوابته الشامخة التي تجسد بوابة فاس الشهيرة، نظراً لهندسته المعمارية وتاريخه العريق، فمدينة فاس المغربية التي تعتبر أقدم مركز تعليمي في العالم، حيث أتاحت معالم هذا الجناح الاضطلاع على جزء من عمارة فاس وما تتميز به المدينة القديمة التي تعد واحدة من المدن الأكثر حفاظا على تراثها التاريخي في العالم العربي والإسلامي، كما تعد المدينة العتيقة واحدة من أكبر المناطق التي لا يسمح فيها بدخول السيارات في العالم، إلى ذلك قال أحد زوار الجناح علي الناجي الباحث في التاريخ إن واجهة الجناح المغربي في مهرجان الشيخ زايد تعطي لمحة بسيطة عما تزخر جدران المساجد والكتاتيب القرآنية في أنحاء المدينة العتيقة بالنقوش والزخارف الإسلامية الدقيقة، والفسيفساء المغربية الخلابة، مدينة أول جامعة في التاريخ (جامعة القرويين) التي صنفتها اليونسكو وموسوعة غينيس للأرقام القياسية كأقدم جامعة لا تزال تعمل دون توقف على مستوى العالم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©